• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مَسْؤُولِيَّتُنْا فِي بِلاْدِ آلْمَهْجَرِ* الجُزءُ الثّاني وَالْأَخِير .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

مَسْؤُولِيَّتُنْا فِي بِلاْدِ آلْمَهْجَرِ* الجُزءُ الثّاني وَالْأَخِير

   *مُلخّص المحاضرة التي ألقيتُها في مركز الكوثر الثّقافي التّعليمي في مدينة (فينيكس) بولاية (أَريزونا) يوم الخميس الماضي (١٩ حزيران ٢٠١٦).  
   الثّاني؛ التسلّح فكريّاً وثقافيّاً بمدرسة أهل البيت عليهم السلام، وعلى وجه الخصوص التّغذية المستمرّة من مائدة نهج البلاغة الذي أقرّ العدوّ قبل الصّديق والحَقود والحَسود قبل المحبّ مدى عَظَمة النّهج الانساني والعلمي التّنموي الشّامل والكامل الذي رسمهُ الامام علي بن أَبي طالب (ع) في هذا السِّفر الذي يحتوي على مختلف العلوم من أدبٍ وبلاغةٍ وسياسةٍ وإدارةٍ وحقوقٍ وتنميةٍ وعلاقات عامة وتربيةٍ اجتماعيةٍ وعقائد وعلوم طبيعيّة وفلسفة وعرفان ودعاء وكلّ شيء! وكيف لا يكون ذلك وأكثر وقد قال أَميرُ المؤمنين (ع) {علَّمني حبيبي رَسُولُ الله (ص) الفَ بابٍ من العلمِ يُفتَحُ لي في كلِّ بابٍ أَلفَ بابٍ} اي انّ رسولَ الله (ص) علّمهُ (ع) مليون بابٍ من العلم، فأَين نَحْنُ من هذه العلوم؟! اين ابناؤنا من هذه العلوم التي ان تسلّحوا بها وتعلّموها، خاصةً في بلاد المهجر، بلاد الغرب، فسيتفوّقون في أَي جدالٍ علميٍّ ومنطقيٍّ يرد على الارهاب ومصادرهِ العقديّة والفكريّة، كما يمكّنهم من إيضاح الوجه الحقيقي النّاصع للإسلام كدينٍ سماويٍّ يحترم الانسان كإنسان بغضّ النّظر عن خلفيّتهِ وانتمائهِ، ويقاتل من أَجل كرامتهِ وحريّتهِ، ويمنحهُ كلّ فُرص الخير من أَجل بناءِ مستقبلٍ أفضل.
   فضلاً عن انّ ذلك يقوّم شخصيّتهم الذّاتيّة، وهو امرٌ مهمٌّ جداً ليكونوا انموذج في المجتمع الغربي على وجه التّحديد.
   على الآباء تسليح ابناءهم بالفكر والثقافة السّليمة والصّحيحة من منابعِها الحقيقيّة ومصادرها الأصليّة والأصيلة، ليتسلّحوا بالقُدرة على الردّ والتّوضيح، والانتقال في ايّ جدالٍ علميٍّ من حالة الدّفاع والبيان الى حالة الهُجوم، فليس من المعقول ان الرّاي العام لا يعرف لحدّ الآن الا القليل النّادر عن علوم مدرسة أهل البيت (ع) التي فيها كلّ معاني الانسانيّة والحضارة والمدنيّة والتنمية المستدامة!.
   لماذا يدرُس طُلّاب الجامعات في الغرب مختلف العلوم والفنون الانسانيّة ويطّلعون على مختلف الآراء في كل قضيّة من القضايا المطروحة للنّقاش والحوار والجدال الا أفكار وآراء أئمة أهل البيت عليهم السلام؟!.
   انّ الجيل الجديد من ابنائِنا يُمكنهم ان يتحمّلوا هذه المسؤوليّة اذا شجّعهم الآباء على تعلّم ودراسة نهج البلاغة مثلاً، لينشروا علومهُ في كلّ جدالٍ علميٍّ، فسيطّلع العالم على شَيْءٍ مختلف تماماً عمّا يقرأهُ ويسمع به الآن!.
   ولعلّ في قصّة المفكّر الفرنسي الرّاحل روجيه غارودي 
مع تلميذتهِ الفرنسيّة في جامعة السوربون والحوار الذي دار بينهُ وبينها عن وصية الامام أَمير المؤمنين (ع) لولدَيه السّبطَين الحسن والحسين عليهما السّلام بُعيد ضربة المجرم ابْنُ ملجم المرادي نموذجٌ رائعٌ بهذا الصّدد.
   للاسف الشّديد فانّ عناوين ساذجة وشخصيّات ثانويّة كثيرة تتم كتابة أَطاريح دراسات عُليا عنها هنا في جامعات الولايات المتّحدة الاميركيّة وغيرها في بلاد الغرب، امّا أَميرُ المؤمنين (ع) وائمة أهل البيت (ع) فلا ينتبهَ لها احدٌ بسبب تقصيرنا وعقلانيا وعدم اهتمامنا بهذا الموضوع المهم جداً الذي يُعدُّ بالنّسبة لنا ولدينِنا الحماية الحقيقيّة من أَيّة تُهمة أَو هجوم فكري وثقافي مُعادي.  
   ثانياً؛ كعراقيّين في بلاد المهجر، تظلّ مشاعرنا وأحاسيسنا متعلّقة ببلدِنا الأُم، العراق، مهما بعُدت المسافات وطالت فترة الابتعاد والإقامة بعيداً عن مراتع صِبانا وعن أَهلنا وشعبِنا، ولذلك ترى العراقيّين في الخارج يفرحون لفرح شعبِنا عندما يصيبهُ الخير بأَيّ شكلٍ من الأشكال، ويحزنون لحزنهِ اذا ما أَصابهم سوء وبأيّ شكلٍ من الأشكال!.
   ولانّنا نتفاعل بشكلٍ يوميٍّ مع الأحداث والتطوّرات التي يشهدها العراق وعلى مختلف الاصعدة، لذلك ينبغي لنا ان نُساهم في حلّ مشاكل البلد بشكلٍ من الأشكال، خاصةً وأن كلّ واحدٍ منّا له امتداداتهُ الاجتماعيّة في العراق ولهُ تأثيرهُ على شريحةٍ معيّنةٍ في الدّاخل، فضلاً عن انّ التّكنلوجيا ووسائل التّواصل الاجتماعي ألغت المسافات وألغت الفارق في القدرة والامكانيّة على المعرفة وتحديداً على مستوى المعلومة والواقع المُعاش!.
   كلّ ذلك ينبغي توظيفهُ بشكلٍ صحيحٍ وسليمٍ للمساهمة في المساعدة على تغيير الوضع الحالي في العراق، وانجاز الاصلاح الحقيقي المطلوب!.
   ونحن هنا ينبغي ان لا نكونَ جزءً من الواقع عندما نفكّر ونبحث عن الحلول، اذ يلزم ان لا نتحزّب ونتعصّب الا لشعبِنا ولبلدِنا من خلال التّفكير بحريّة وفي فضاءات الوطن وليس للولاءات الحزبيّة والطائفيّة الضيّقة، والا فسنكون جزءً من المشكلة في الوقت الذي يجب ان نكونَ جزءً من الحلّ، وهو الامر الذي لا يتحقّق الا اذا تعالَينا عن التحزّبات والمصالح الضيّقة وبكلّ أَشكالِها!.
   ولانّنا جميعاً تيقنّا اليوم بانّ التّغيير المرجو والاصلاح الجذري والحقيقي لم ولن يأتِ على يد السياسيّين الذين هم الآن في السّلطة وتحديداً الزّعامات (الفاسدة والفاشلة) التي لازالت تستحوذ على العمليّة السّياسيّة بكلّ تفاصيلها بعد ان سيطرت على المال والسّلطة والاعلام، فأغلقت كلّ الأبواب بوجهِ الطّاقات الوطنيّة الخلّاقة القادرة على إنجاز واقع مختلف، لذلك ينبغي ان يكونَ تفكيرنا منصبّاً على المجتمع وتحديداً على النّاخب الذي بيدهِ مفتاح التغيير الحقيقي والذي يبدأ من صوتهِ الذي يضعهُ في صندوق الاقتراع في الانتخابات النيابيّة القادمة، والذي لا يمكنهُ ان يمتلك هذا المفتاح بشكلٍ سليمٍ وحقيقيٍّ وواقعيٍّ قبل تغيير قانون الانتخابات ليحقّق قاعدة [صوتٌ واحِدٌ لمواطنٍ واحدٍ].
   لذلك يجب ان ينصبّ جهدنا من الآن على تغيير قانون الانتخابات، نثقّف عليه النّاخب ونُحشّد الشّارع وكلّ القوى الوطنية المتضرّرة من الواقع المزري وفشل وفساد [العصابة الحاكمة] من أجلِ إِنجازهِ قبل فواتِ الأَوان.   
   ٢٤ آب ٢٠١٦
                       لِلتّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@gmail. com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83153
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28