• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حلم الموت القادم .
                          • الكاتب : د . رافد علاء الخزاعي .

حلم الموت القادم

نهض مفزوعا من حلم يرواده ........اسرع يتخطى ظلمة الغرفة ويتحسس طريقه بضؤ شاشة الموبايل وتلمس المصباح اليدوي ليشعل الضؤ ويتخطى الى باب المطبخ الى الثلاجة عسى ان يحصل على شربة ماء بارد تخفي هواجعه وخوفه من ماراوده من حلم...... اخذ عود كبريت واشعله لينير ظلمة المطبخ ويشعل شمعتان في الشمعدان فوق طاولة المطبخ لتعط...يه نوع من الاضاة المريحة ويسير ليشعل الطباخ النفطي الصغير (الجولة) ويغسل قوريه المفضل ويضعه ليعمل له كوب شاي يقلل من وحدته المخيفه رغم وجود عائلته معه جلس على الكرسي وسحب سيكارة لينث من دخانها اشباح وصور واهات ويحاول امساكها.....اكتمل الشاي مع اتمام سيكارته الاولى واصبح البخار المتصاعد من كوب شايه يتفاعل مع دخان سيكارته الثانية ليرسم ظل اشخاص يعرفهم في ذاكرته المختزنة الكثير من الصور المبهمة.......مع ارتشافته الاولى لكوب الشاي اعاد حلمه وكيف شاهد الملائكة يموتون لقد اذهله المنظر الحلمي السريالي وجعله يعيد ذكرياته السابقة لقد ازدان موت الملائكة صورة خلفية اخرى انها لغروب الشمس غرقا في ضياء اكبر يمسح بتفاصليه ضؤ الشمس الساطع..... صفن كثير لهذا الحلم الذي يرواده كثيرا ليجعله ساهرا هاربا من النوم واعاد حياته وشريطها كيف تربى في بيت طيب يحب العلم كيف كان يصلي في مرقد الامام موسى الكاظم بعد عودته من المدرسة القريبة يوميا كيف كان يقود دراجته في ازقة الكاظمية كيف وكيف تخرج واصبح طبيبا بمبضعه يشفي جراح الناس كيف وكم انقذ اناس من موت محقق واعاد البسمة لاهلم الذين ينتظرونه عند باب صالة العمليات وهم يلهجون له بالدعاء في اطالة عمره. كم مدينة زارها وكم حدود تخطى. وتذكر ايام الجبهة واصوات القنابل تقع بالقرب منه لتميته في كل لحظة. وكم من قصف لبغداد وهو في وسطها لايغادرها كيف كان جسده يتالم ويتشظى لكل قنبلة تسقط على بغداد وعلى كل صاروخ يستبيح عذريتها المستباحة. وكيف كان ابا رؤفا ومعلم لطلابه كيف يصعب عليه ان تاخر احد او رسب احدهم........انه حلم الشمس الغارقة في بحر النور انه الموت القادم لتشضي الروح...........انه موت الملائكة..........ليتحول الجسد الى فراشات تجوب الحقول وتبث الوان الطيف هنالك سمع صوت اذان الفجر.....لينهض ويتوضا ويصلي ركعتين.......ليذهب ويطبع قبل على صور ابنائه ويغفوة اغفاءة سعيدة ليكون مستعدا للموت.
 د.رافد علاء جاسم الخزاعي بغداد29-3-2011-
*** حلم حقيقي رواد احد زملائي الاطباء بشكل متكرر قبل تعرضه لحادث تفجير بعبوة لاصقة يؤدي الى استشهاده.
   
 

كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : مبدع في 2011/08/03 .

تصوير جميل لحادثة سوف تخلد

بارك الله فيكم دكتور رافد

• (2) - كتب : عراقي من : العراق ، بعنوان : شكرا لكم في 2011/08/03 .

الله الله الله




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8313
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20