• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإصلاحي خالد الجَشعمي..! .
                          • الكاتب : زيدون النبهاني .

الإصلاحي خالد الجَشعمي..!

في عالم العبودية المُطلقة للأشخاص، لا يَجب أن تَكفر برب البعض، حتى وإن أختلسَ بِضعة مليارات مِن الدنانير، فربما يُريد ربهُم أن يوزعها على فقراء أثيوبيا!
أن يَنبري عضو مجلس محافظة النجف لكشف ملفات الفساد في المَطار، فهذا أمرٌ مرفوض، ليسَ لإن الرب الخَلاق يَرضى بالفساد، وليسَ لإننا نَرضى بذلك، لكن لإنهُ يكون مُهدداً بالتشهير والقَذف وربما حتى القَتل، فالفاسِد أكل حراماً وشرِبَ السُحت، ولا نَستغرب أن تكون مُقبلات مائدتهِ المُحرمة هي القتل..
خالد الجشعمي لمن لا يَعرفهُ، هو الثَري أبن العائلة الثَرية، الذي يَرفض أن يدخل في خانة الحَرام ويتجنبها، فلا هو مُحتاجٌ أليه، ولا طريق الفساد طَريقهُ، في البويتات النجفية لهُ ذكرٌ حَسِن، وعندَ المراجع الأعلام هوَ نزيه، أختارهُ السيد الحكيم ليرأس قائمة المواطن الأنتخابية، ومن ثم كتلتها في مجلس المُحافظة، فمن يشك بنزاهتهِ ربما عَليهِ أن يُفكر بنزاهة ما ذكُر أعلاه!
لم يتصدى الجشعمي للفساد يوم أمس يا سادة؛ تذكروا وأنصفوا، كيفَ لبسَ جُعبة الحرب ليشن حربهُ الكبيرة، ضِد فساد الحكومة المحلية السابقة، أنصفوا ضَميركم عندما تتذكرون كَشفهِ لفساد مشاريع قَصر الثقافة، شارع الروان، شارع الجِسر، مشروع المطار السكني، التعيينات، هدر المال العام، الفساد الأخلاقي، وغيرها كثير لن يكون ملف أدارة المطار آخرُها.
العجيب في الأمر، إن البعض يتصور إن الجشعمي سيرضخ ويركع أمام التشهير بهِ في صفحات الفيس بوك! أقول جازماً إن الجشعمي ليسَ من هذا النوع أبداً ولي دليلٌ بالأمر؛ فعند كشفهِ فساد حكومة النجف السابقة، تَعرضَ لهجمة أكبر بكثير من هذه، ومعَ ذلك أستمرَ بل تشدد! حتى أقالَ المحافظ سيء الصيت، وأصرَّ ومن معهُ على تَقديم كل الوثائق اللازمة لمقاضاتهِ، لكن وكما تَعرفون القَضاء يُعاني من مرضٍ ما..!
عَينَ هذا، وسَرقَ ذاك، وأختلى بالفنانة الفُلانية بليلةٍ حمراء، هذه البناية لهُ، وذاكَ السوق أستولى عليهِ، وأتهامات بالجُملة بعيدة عن الضمير والشَرف، فقط لإنهُ قال.. نُريد توضيحاً من مجلس أدارة المطار عن ألية عملهِ وأدارته!
ماذا سيحصل إذن عندما يكشف الجشعمي كل أوراقهِ يا تُرى؟!
معروفٌ على هذا الرَجل إنهُ لا يدخل معركة خاسِرة، فالإعتقاد الأقوى إنهُ مُتسلح بالوثائق التي تُدين مَجلس أدارة المطار، والإعتقاد الأقوى كذلك أنهُ ضَرب ضربتهِ الإولى الموجِعة، وسيعقبها بِعدة ضَربات مُتتالية قاضية، صُراخهم كالمُطلقة ليلة زفافها على الفيس بوك لَم يُبرؤهم، بل زادهم إتهاماً على إتهامهم، وزادهم بُعداً ووضعهم في زاوية ضَيقة قد لا يَفلتون مِنها..
خالد إصلاحي حقيقي، عَرفَ ماذا تُريد المَرجعية الدينية، أنجرَ خلفَ مطالبها لا خلفَ رؤاه الشخصية، فلم يؤسس جبهة إصلاح فارغة كما حصل في البرلمان، ولم يتهكم على أحد في القنوات التلفزيونية، بل ذهبَ مباشرةً نحو كشف الفاسدين، وبالطرق القانونية المُثبتة دستورياً.
الجشعمي الإصلاحي أثبتَ أمرين مهمين، الأول: هو أن فريق الفاسدين واحد، يجتمعون على الحَرام والخراب، كلما تَعرضت مصالحهم للخطر، والثاني: هو أن مجلس المحافظة ضَعيف جداً، بحيث لا يستطيع أن يُدافع عن أحد أعضائهِ الذينَ تصدوا للفساد، وإلا ما سبب تركهِ وحيداً في مواجهة التَشهير والتلفيق، ألا يُجدر بهم مشاركتهِ في هذا التَشهير الحلو!



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=82617
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28