• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القرآن وشهر رمضان والمفطـِّرات وأشياء أخر .
                          • الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي .

القرآن وشهر رمضان والمفطـِّرات وأشياء أخر

إلى جميع الأخوة والأخوات أعضاء هذا الملتقى العراقي الصميم


 بعراقيته، المخلص بانتمائه ،المضمخ بأحزانه ، الصبور على غير زمانه


والشعب الممتحن المحاصر المغيّب الحبيس .
السـلام علـيـكم
القرآن وشهر رمضان والمفطـِّرات وأشياء أخر
قال تعالى في الآيتين 183 ،184 من سورة البقرة: ( يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيامُ كما كُتب على الذين من قبلكم لعلـّكم تتقون * أيّاماً معدوداتٍ فمَن كان منكم مريضاً أو على سفرٍ فعِدَّةٌ من أيام أخر وعلى الذين يُطيقونه فدية ٌ طعام مسكين فمَن تطوّع خيراً فهو خيرٌ له وأنْ تصوموا خيرٌ لكم إنْ كنتم تعلمون*) .
انصرف موضوع اجتناب الصائم عن المفطـِّرات في نهار شهر رمضان إلى موضوع الطعام والشراب ،لذا نجد أنّ حديث الناس طوال شهر رمضان يتركز حول هذين المفطـِّرين دون غيرهما ، حتى وكأن الله تعالى نهانا عن الأكل والشرب في أيام هذا الشهر حسب ،وترك لنا الخيار في ترك باقي المفطـِّرات ،وقد انسحب هذا الفكر الخاطئ على اهتمامات الصائمين طيلة شهر رمضان ،فانصبّ حديثهم عمّا يأكلوه وعمّا يشربوه بصرف النظر كيف يأتي الطعام ومن أين !
في أحدى ولائم الإفطار تم التعرّف على أحد المدعوين وتشخيص ملامحه وتفاصيل غيرها ، ليكون هدفاً سهلاً للرصاصات التي سيطلقها عليه أحد القتلة المرتبطين بصاحب الدعوة أمام منزله بعد عودته ... أجل إنها ضحية طعام وشراب إفطار أحد الرمضانات قبل سنوات قلائل  مضت !
المفطـِّر الخطير الذي تمارسه الأمة عـِياناً وعلى نطاق واسع هو تعمّد الكذب على الله العظيم الجبار المنتقم ورسوله الكريم صلى الله عليه وآله ،مع حرصها على التمسك بالامتناع عن الأكل والشرب .
البائع في السوق يكذب بهدف ترويج سلعته .
المشتري يكذب بهدف حمل البائع على الرضوخ للشرط الذي يناسبه .
الموظف المكلف بتقديم خدمة عامة يكذب على رئيسه وعلى المستفيدين من الخدمة العامة .
الصناعي يكذب .
الصحفي يكذب .
السياسي يكذب .
رجل القضاء يكذب .
الفلاّح يكذب .
المقاول يكذب هو والمهندس المشرف وفاحص النماذج .
صاحب المولدة الكهربائية الأهلية يكذب ، ويشتد الكذب عنده مع اشتداد  ارتفاع درجات الحرارة .
المذيع يمارس الكذب حينما يعلن أن درجة الحرارة بلغت الخمسين ،وهي تقترب من الستين درجة مئوية .
الطبيب والصيدلي والمختبري يكذبون على المريض .
رجل الدين يكذب على المساكين .
صاحب التاكسي يكذب .
وحينما تسألهم يقولون لك نحن صائمون، أي مُمسكون عن الطعام والشراب في نهار شهر رمضان فقط !
 وفي لياليه تراهم يزدحمون في المساجد والحسينيّات والمراقد المطهرة، حتى تكاد لا تجد مكاناً تصلي فيه ، يدعون الله تعالى فلا استجابة !
يملئون الشوارع ضجيجاً في مناسبات الأئمة عليهم السلام ، حتى لا تكاد تجد مكاناً تقف فيه ،وبعد برهة تراهم يصافحون القتلة ويهنئوهم إذا فاز أحدهم بمركز مرموق فرضته عوامل معروفة .
اليوم تجاوزت درجة الحرارة الخمسة والخمسين درجة مئوية  في وقت تلتزم فيه وزارة الكهرباء بالكذب ممزوجاً بالضحك على الناس ،وهم لا يعلمون أنهم يضحكون على أنفسهم ، فليضحكوا قليلاً وليبكوا طويلاً !
كل هؤلاء يقرأون سورة الواقعة بين الحين والحين ، لكنهم يقرأونها من غير تدبّر، أو أنهم يتدبرون فيها بحسب ما قيل لهم أنّ القرآن كتابٌ يحكي قصص الأولين ،والآخرين غير معنيين بخطابات القرآن !!
قال تعالى في الآية 24 من سورة القتال : ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها) لاحظ كيف أن هذه الآية نسبت الأقفال إلى القلوب !!
نعود إلى سورة الواقعة ، حيث تقول الآيات من (49 ـ 56) فيها :
( قل إنّ الأولين والآخـِرين * لمجموعون إلى ميقات يومٍ معلومٍ * ثمّ إنكم أيّها الضالون المكذبون * لآكلون من شجرٍ من زقومٍ * فمالئون منها البطون * فشاربون عليه منَ الحميم * فشاربون شُربَ الهيم * هذا نُزُلُهُم يومَ الدين *) .
المشكلة أنّ غالبية مسلمي العالم ،وأهل العراق بصفة خاصة يتصورون أن هذه الخطابات ليست لهم باعتبار أنهم ليسوا من الضالين، لأنّ المنهج عندهم أنّ الضالين هم النصارى ،فهم من الضلال بـُرءاء !!
وتبعاً لذلك يتصور السياسي الكاذب وموظف الكهرباء الكاذب ورجل الدين الكاذب والمحامي الكاذب والتاجر الكاذب والصناعي الكاذب والإعلامي الكاذب ،ثم غيرهم أمثالهم، أنهم صائمون بمجرد إمساكهم عن الطعام وعن الشراب !
قال تعالى في الآية الرابعة من سورة العنكبوت : ( أم حسب الذين يعملون السيّئات أن يسبقونا  ساء ما يحكمون)
يخدعون الله أم يخدعون أنفسهم ؟؟
أقول لهؤلاء أنتم واهمون ،ولو بقيتم مصرّين على هذا الوهم فأنتم معنيون بالضلال وبالتكذيب والأكل من شجر من زقوم تملأ بطونكم، وتشربون شُرب الهيم ،فهذا نزلكم يوم الدين بإذن الله الجبّار المنتقم !
أخيراً، وليس هذا آخراً يقول الله تعالى في الآية 82 من سورة الواقعة : ( وتجعلونَ رزقَكم أنـَّكم تكـَّذبون) أي أنّ ديدنكم الكذب ،وسجيتكم الكذب ، وثقافتكم الكذب  ،وأجسادكم بنيتموها على الكذب ،فتعساً لكم أيتها الجماعة وترحا، دعوناكم لتنصروننا فعدوتم علينا تقاتلوننا وتسرقون أحلامنا .
قال تعالى في الآيات (17  ـ 20) من سورة البروج : ( هل أتاك حديثُ الجنود* فرعونَ وثمود* بلِ الذين كفروا في تكذيب* والله من ورائهم محيط*)
الباحث القرآني : كاظم السيّد مهدي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8243
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29