• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرأة روح المجتمع وعين الحياة .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

المرأة روح المجتمع وعين الحياة

بلا شك أن المرأة لها دوراً رياديا في عالمنا اليوم , خصوصاً أنها تشكل مركز سعادة الآسرة , ومنبع مهم لكل القيم ومن أحضانها ولد رجال ذاعت أسمائهم وملأت مشارق الأرض ومغاربها وعمروا مدن تعالت حضاراتها , من خلال نصحها ومتابعتها وحنانها الكبير, المرأة أنجبت لنا جيلا ساهم في دق اسفيل السياسة والفكر والثقافة , وهي عنفوان وعطاء لاينضب فهي الآم التي تعتصر حناناً حين تبتعد عنها والأخت الطيبة والزوجة الوفية والحاضرة باستمرار في قلب زوجها  , قال عنها رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه واله (خير متاع الدنيا المرأة الصالحة) , وقال عنها سيد البلغاء علي عليه السلام ( المرأة تكتم الحب في قلبها أربعون سنة ولأتكتم البغض ساعة واحدة ) وقال أيضا الإمام الباقر عليه السلام ( ماافاد عبد فائدة خير من زوجة صالحة : إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله ) وقال احد الحكماء عن المرأة أعظم النساء هي تلك التي تعلمنا كيف نحب ونحن نكره , وكيف نضحك ونحن نبكي , وكيف نبتسم ونحن نتألم , عاشت المرأة قبل الإسلام بلا روح جسدها يشتري ويباع وكأنه بضاعة مزجاة , ويروى لنا التاريخ  إن فترة العصر الجاهلي كيف كانت المرأة تدفن وهي لم ترتكب ذنب سوى أنها ولدت بنت ! ولا يقتصر تهميشها على العرب قبل الإسلام بل شاطرها الظلم والإقصاء الرومان الذين امتازوا على العالم آن ذاك بأنهم من الدول المتحضرة ومع ذلك فكانوا يحرقون المرأة ويعتبرونها غير نظيفة , إما في الروم وهي ليس أحسن حالاً في المعاملة من اليونان رغم إنهم كانوا يتفوقون في مجال القوانين والحقوق فكانت أفكارهم سائدة تجاه المرأة , ويعتقدون أنها فاقدة للروح الإنسانية , فلا يسمحون لها بالضحك والحديث إلى درجة أنهم يمنعونها حتى من الكلام عند طلب الحوائج الضرورية , ولا يختلف الأمر بالهند , التي عاشت في ظلم واضطهاد , وفي قانون ( مانو ) ( مجموعة من القوانين والحقوق القديمة والتاريخية في الهند ) لم يكن للمرأة الحق في التدخل في أي اعمل , وبعد موت الزوج تفدي له بسبب فقد الروح الخالد , فكانت تجري المراسيم لإحراقها مع جثمان زوجها والى ألان لازالت هذه السنة متداولة من قبل بعض المتعصبين  الهنود في المناطق البعيدة , ولاننسى الصين واليابان وكثير من تلك الدول ومع الأسف الشديد تنظر هذه الدول وغيرها إلى المرأة نظرة اشمئزاز ويسودها التكبر , وإنها خلقت فقط لمجرد الخدمة وإشباع الغرائز , إما في عصر الرسالة الذي ساوى الناس جميعا وقربهم حسب إعمالهم وصدق نواياهم, فلقد أخذت المرأة مكانتها الحقيقية والشرعية واحتضنها الإسلام وأعطاها كل الحقوق الدينية  لتمارس دوراً يتناسب مع حجم عطائها ووظائفها ,فأنها رفدت أبنائها وأزواجها في ميادين حروب التحرير وحثت إفراد أسرتها وشجعتهم لخوص غمار الحروب الإسلامية تمهيدا لاعلاء كلمة الله ونشر الدين وتحقيق انتصارات في ساحات المعارك ولا يغفل على الباحثين والدارسين التاريخ العربي الإسلامي إن هنالك صفحات مشرقة من سطرتها نساء كتب التاريخ مآثرهن ومواقفهن في هذا السفر عبر مراحله كافة , بعد أن رسخت في عقولهن مفهوم التضحية والوفاء وأصبحت أفعالهن ممتدة إلى حقبه زمنية طويلة الأمد ,وكل من قرأ صفحات من واقعة ألطف فأنه وجدَ موقف دلهم المشرف  حين ما حثت زوجها زهير بن القين للوقوف الى جانب رسل الله وطوعة حين ما أوات وأكرمت ونصرت سفير الإمام الحسين عليه السلام ولانخوض بتفاصيل لايتحمل القلب ذكرها مافعلته زينب أخت الإمام الحسين عليه السلام ورباب زوجته عندما قلعت سقف بيتها وقالت لاساتضل بعد الحسين أبدا , ولوفاء المرأة العربية شطرا كبيرا يذكر لنا التاريخ قصص عجيبة منها ( إن ملك من ملوك العرب قتل زوج أمرآة انعم الله عليها بجمال خارق لكي يتزوجها عنوة وحينما علمت بذلك المكر قطعت انفها لتظهر بشكل قبيح  وفاءً لزوجها واحتراما لغيبته وأبت الزواج منه , أن المرأة العراقية وقعت عليها مصائب ومعاناة كبيرة من الظلم والتهجير والحرمان وفقدان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والألم منذ بداية الحرب عام 1980 الى ما فعله الأشرار والقاعدة ومن والهم  بالمذابح اليومية , فهي عاشت تلك المآسي وفقدت الغالي وتحملت اعباء التهجير ومفارقة الزوج والابن  وتحملت أزمات وويلات  وكم من أمرأة وقفت الى جانب زوجها لتشد ازره وتدبر أمره ورضت بما كتبه الله لها  في حصار دام أكثر من 13 عاما  إلا أنها بقت كالنخلة شامخة ومثمرة لاترى في عينها إلا الخير ولم نرَ في وجهها أي اثر يأس وعلامة الحزن والاستسلام بل ظلت هي روح المجتمع وعين الحياة ولم تسحبها أعاصير الخراب لأنها طود شامخ ومنبع الصبر ومنتجه جيل ساهم في إعادة التعمير والبناء ووضع لمسات المستقبل على وجوه كل العراقيين بل وقفت الى جانب الرجل لتشاطره بكافة الأعمال في الوقت الذي لم تقصر بواجباتها الأسرية فالمرأة العراقية عظيمة وصبورة لما وقع عليها من مصائب تكالبت على عراقنا العزيز . 
sadikganim@yahoo.com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8232
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20