• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رجال خلقوا للشهادة.. البخاتي أنموذج .
                          • الكاتب : عمار العامري .

رجال خلقوا للشهادة.. البخاتي أنموذج

  لم تكن الحياة الدنيا إلا محطة مهمة لتأهيل الإنسان قبل اختياره الحياة الأبدية إلى الجنة أو إلى النار, لذا تجد الناس تعيش صراع حقيقي من أجل الظفر بمرضاة الله تعالى.
   هكذا يعبر عن حياة الإنسان العارف بما يريده الله من عباده, حينما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ), إذ كان وجودنا في هذه الدنيا من أجل عبادة الخالق, وهذا هو النجاح الحقيقي لمن يريد الفوز بأعلى درجات العبادة, لان صيرورة النفس مجبولة على فعل الخير, ولكن المغريات الدنيوية تجعلك في اختبار عسير بين البقاء على الخير, وهو طاعة الله تعالى, وبين الانحراف عن جادته, وركوب موجة الشر والشيطان.
   ليس بعيد عن هذا الامتحان كان الشهيد السعيد صالح البخاتي, حيث تفاجئ المتابعين كافة وفي العراق خاصة عند انتشار خبر استشهاده في النصف من شهر رمضان المبارك, لما حظي فيه تشييعه باهتمام ملفته للنظر, كونه يعد من كبريات مراسيم التشييع, والتي لا يحظى فيها إلا ذو حظ عظيم, فقد ذكر في تاريخ العمارة, انه لم يشهد هكذا محفل إلا للسيد الجليل سروط الموسوي, والزعيم العشائري فالح الصيهود, والسيد البخاتي سليل الشهداء.
   فكان الشهيد البخاتي؛ قائداً, وزعيماً, وعابداً, ومخلصاً لله تعالى, ورغم ابتعاده عن وسائل الإعلام وبهرجة الأضواء, إلا إنه كان عنوان للقيادة الميدانية, التي سطر فيها أروع الملاحم وهو بمقتبل العمر في معارك اهوار الجنوب, وضرب معاقل البعث, فكان تلميذ مطيعاً للسيد محمد باقر الحكيم, ومضى حليم في آراءه, سديداً في توجهاته في عهد السيد عزيز العراق, وبقى متميز في قدراته العملية للدفاع بصمت عن هيبة الدين والوطن بوجه أعدائه الحاقدين.
   فلم يكن مُعرف ضمن قيادات تيار شهيد المحراب حتى أعلن ذلك السيد عمار الحكيم؛ حينما نعته بصفات الحكمة والكياسة كونه عضو للهيأة العامة للمجلس الأعلى الإسلامي, ووصفه الشيخ جلال الدين الصغير؛ بأنه مؤسس لسرايا أنصار العقيدة في الدفاع عن حرم عمته زينب "ع", ونعاه الحاج حسن الساري؛ باعتباره احد أركان سرايا الجهاد, والذين خطوا بحروف المجد صولات الملبين لنداء المرجعية في حزام بغداد, وتلال حمرين حتى ظهر معلناً تحرير الصقلاوية.
   فيذكر ولده الشاب السيد مهدي؛ بأن والده الشهيد كان متعطشاً للشهادة ومتمنياً إياها, ويسأل كل من يلتقي فيه أن يدعو له نيلها, وعندما انتهت معارك تحرير الكَرمة وابوشجل, ووضعت الحرب أوزارها, بدأ يكثر من الدعاء والتوسل بأهل بيت النبوة "ع" فكان صائماً في ذروة الشهر الكريم رغم ارتفاع درجات الحرارة, فصلى برفاق دربه صلاة الظهرين, وهو يبكي ويتضرع لله, فما أن مضت ساعتين حتى نال وسام الشهادة معفراً بدمائه الطاهرة.
   فهكذا مضى السيد البخاتي إلى ربه فائزاً في أصعب الاختبارات, التي يتعرض لها الإنسان حائزاً أسمى أوسمة النجاح, الشهادة في سبيل الله تعالى, التي طلبها منذ كان جندياً للولاية, فنالها باستحقاق ملبياً نداء نائب الإمام الحجة "عج" بفتوى الجهاد الكفائي.
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81764
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 08 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29