• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : داعش ..إرث ثقافة الصحراء...!!! .
                          • الكاتب : صادق الحسناوي .

داعش ..إرث ثقافة الصحراء...!!!

 من هنا بدأت الحكاية،،، حكايتي مع فهم داعش باعتبارها جزءاً من ثقافة الاعراب الموغلة في التوحش والعنف وسفك الدماء..!!!
 
لعلكم سمعتم أو قرأتم كيف رد النابغة الذبياني دعوى حسان بن ثابت بانه اشعر العرب ، اتدرون ما قاله النابغة  لحسان اذ انشده قوله :
لَنا الجَفَناتُ الغُرُّ يَلمَعنَ بِالضُحى ... وَأَسيافُنا يَقطُرنَ مِن نَجـدَةٍ دما. 
فقال : إنك لشاعر لولا إنك قلت " الجفنات "فقللت العدد ولو قلت "الجفان" لكان أكثر. وقلت "يلمعن في الضحى " ولو قلت "يبرقن بالدجى". لكان أبلغ في المديح لأن الضيف بالليل أكثر طروقاً. وقلت : "يقطرن من نجدة دماً" فدللت على قلة القتل ولو قلت "يجرين" لكان أكثر لانصباب الدم...
فقام حسان منكسراً.
 
انها حكاية دم يجب ان يجري لتستوفي القصيدة غايتها ويتغنى بها المغنون وحسان هو القائل : 
تغنَّ بالشعر اذا ماكنت قائله      ان الغناء لهذا الشعر مضمارُ.
والشعر عند العرب فن ادائي يراعى فيه قوة الالقاء وكيفيتها وحركات جسد الشاعر فهو غناء موسيقاه الوزن والقافية !!
 
هل كان النابغة مخطئاً في رده لحسان ؟ 
لا لم يخطئ في رده فالعرب اشترطت ان يخاطب الشعر المتلقي بما يفهمه وبما يقوم به يومياً ويعزز قناعاته بقيمه المستندة الى تقاليده واعرافه ...اراده النابغة ان يكون جزاراً تجري الدماء من سيفه ولا تقطر وحسان اصاب الهدف ولكن بالقليل من الدماء ، ربما لانه كان جباناً ولم يضرب بسيف طيلة عمره مستعينا بلسانه الذرب عن نصال السيوف واسنة الرماح .
                                 ( ويبلغ ما لا يبلغ السيف مذودي)
كانت معركة احد شاهداً في عصر الرسالة على توحش الاعراب عندما اقبلن (بنات الفجور) يرددن مع هند بنت عتبة 
                               نحن بنات طارق نمشي على النمارق
                               الدر في المخانق  والمسك في المفارق
                               مشي القطا البوارق  ان تقبلوا نعانق 
                               او تدبروا نفارق    فراق غير وامق 
 
واسفرت تلك المعركة بقتل سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب (عليه السلام) ومضغ هند لكبده بعد قتله وهو مشهد اعاده داعشي في سوريا عندما استخرج قلب جندي سوري ولاكه امام مرأى العالم ومسمعه وشاهده الملايين قبل ان يتكرر مشهد اخر مشابه له في توحشه و تذبح هذه البهائم طفلاً في الثانية عشر من عمره بالسكين وبلا رحمة. 
 
هذا التشفي بالقتل والسبي والتهديد بالملاحم وضع النبي الاعظم صلى الله عليه واله وسلم العصا في دولابه مبكراً عند فتح مكة اذ علا صوت سعد بن عبادة وهو ينادي :
                     "اليوم يوم الملحمة 
                    اليوم تُسبى الحرمة" 
فقال صلى الله عليه واله وسلم لعلي عليه السلام ، ادرك سعداً فادركه ونادى :
                       "اليوم يوم المرحمة 
                      اليوم تُحمى الحُرَمة" 
ليردوا له الدين بعد ثلاثين عاماً قتلاً في محراب تعبده.. وشواهد اخرى على تجذر اسلوب داعش 
قتل خالد بن الوليد الصحابي مالك بن نويرة وجعل من راسه ورؤوس اصحابه اثافي لجفان طعامهم ثم تزوج امراة مالك بعد قتله مباشرةً وكانت مضرب الامثال في جمالها !!
 
وقالوا عن خالد انه اخطأ وطهره سيفه بالجهاد !! بمعنى اخر القتل يطهر خطيئة قتل سابق...!!!
وفي قمامة التاريخ نقرأ ماكتبه الثعالبي في كتابه (ثمار القلوب في المضاف والمنسوب) المطبوع في القاهرة بتحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم عام 1965 مايلي:
(ليلة المتوكل) هى الليلة التى قتل فيها وكانت ثلمة الإسلام وعنوان سقوط الهيبة وتاريخ تراجع الخلافة وكانت ليلة الأربعاء لثلاث خلت من شوال سنة اثنتين وثلاثين ومائتين قتله باغر التركى بمواطأة المنتصر فى مجلس أنسه وقد أحدق به الندماء والمطربون ودارت الكؤوس وطابت النفوس فانقلب مجلس اللهو والطرب إلى مجلس الويل والحرب وأكثر الشعراء فى وصف هذه الوقعة فمنهم أحمد بن إبراهيم الأسدى يقول من قصيدة :
(هكذا فلتكن منايا الكرام ... بين ناى ومزهر ومدام) 
(بين كاسين أروتاه جميعا ... كأس لذاته وكأس الحمام) 
ومنهم البحترى شهد القتل فقال من قصيدة 
(لنعم الدم المسفوح ليلة جعفر ... هرقتم وجنح الليل سود دياجره) 
( كان ولى العهد أضمر غدرة ... فمن عجب أن ولى العهد غادره) 
(فلا ملى الباقى تراث الذى مضى ... ولا حملت ذاك الدعاء منابره) 
وممن ضرب المثل بليلة المتوكل أبو القاسم الزعفرانى حيث قال من قصيدة فى فخر الدولة 
(قد ألقت الدنيا أزمتها إلى ... ملك الملوك على بن أبى على) 
( فاطرب سرورا بالزمان وحسنه ... واشرب على إقبال دولة مقبل ) 
(كم آمن متحصن فى جوسق ... قد بات منه بليلة المتوكل) 
   امير (المؤمنين) المتوكل يُقتل بين كؤوس الخمر ومزامر المغنين فيحدث قتله ثلمة في الدين!!!!
   داعش ليست ثقافة طارئة على الاعراب انها ارث اجرامي يتمثل معتنقوه رمزية قادة هذا التراث و سلوكهم و جلفهم و غلظتهم ، انهم نتاج سفاح جاهلي استمر الى عصرنا بعناوين شتّى اخطرها العنوان الديني فكان نتيجة ذلك ان عاد سفاح الجاهلية (جهاد نكاح) وعادت بنات طارق تمشي على النمارق في العراق وسوريا واليمن وليبيا والبحرين وغيرها ، تُرى هل اخطأ مرجليوث وهو يرد على جرجي زيدان معاتباً اياه لكتابته عن انساب العرب قائلاً: ان العرب قبل الاسلام لم يكونوا على علم بنظام الاسرة و لا ينتسبون الى جد لقبيلة و انتسابهم كان الى طوطم يتخذون له اسم حيوان ولهذا طغت اسماء الحيوانات على اسماء قبائلهم والى عصرنا الحاضر، كانوا يبيحون النساء التي تلحق هي الاخرى مولودها باقرب الرجال شبها به ممن قاربها . وعندما جاء الاسلام انشطروا حوله الى شطرين مؤمن به ومعادي ومن ذراري المعادين كانت داعش وكانت حاضنتها الاهم في نجد والطائف وقطر لتعيد الى الاسلاف مجدهم وتنتصر للنابغة الذبياني وتعيد حسان منكسراً خائباً لان سيوف قبيلته تقطر دماً ولاتجري جرياناً، ومنه نفهم حال العرب عندما كانت سوريا ومصر والعراق في خمسينيات القرن المنصرم وستينياته بل حتى سبعينياته قبل ان ينهي حزب البعث الدموي في العراق عمقه الانساني ،نفهم ان حواضن الحضارة هذه قدمت للعرب الاجيال اللاحقة علماء ونوابغ وعباقرة وعندما آل امر العرب الى تحكم ال سعود وقطر بمصائرهم عادت بنا الدنيا الى يوم الغبراء وداحس وحرب كليب بن وائل. 
                                            

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : احمدو الرجب ، في 2016/07/28 .

تلك المؤثرات بفعل الصحراء والعرب هم الدمويون..كذلك يقول الماسونيون والصهاينة والصفويون لانهم اكثر المتضررين حين فتح الاسلام عليهم امبراطورياتهم واقتلع كراسي تسلطهم على رقاب الناس بالباطل..واعلم ان التزييف في التاريخ لايمكن ان يغطي الجرائم التي ترتكبها الميليشيات الشيعية بحق اهل السنة في العراق بعد ان سلبتهم حقوقهم غي الوطن وجردتهم من السلاح ثم ادخلت عليهم داعش لتكون داعش ذريعة لقتلهم وتهجيرهم وتدمير مدنهم..فلسنا بحاجة للرجوع الى التاريخ الماضي الدي قد لايرجع اليه الا القلّة..وللنظر الى واقع العراق اليوم امام مرأى ومسمع العالم اجمع.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=81339
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28