قولوا لصغيرٍ شاب قبل العمر بعمرٍ حتى جَثَى
قولوا له ولو كذبا!
أن في يد الأعاصير زجاجات مَلأى بغيمات النَماء

وأن في صَفيرها أحاديث براءةٍ وأقاصيص سلام...
وقصورا من شمسٍ ما زالت تحت الإنشاء.

أخبروه ولو كذبا...!

أن كؤوس القمر لا زالت طافقة بعصائر النور...

وأن في شهدها شفاء للراحلين في دروب الشتات عِجافا... 
وأن الليل مهما تستّر على وعودٍ خائنةٍ سيصحو،
سيصحو متوضئا ببريق الماء في صحون الحق كي يصلي..

كي يصلّي لإحياء الروح في أجساد ندىً قد تحنط مَرجهُ..

ولنجاة نجمٍ عالقٍ في برزخٍ من شواظ.

قولوا .. ولو وهما!

أن قصور الرمل ستحيا بغناء الريح في ظلّ حكايات البحّارة

وأن فتاوى الصدف ستُنصف اللؤلؤ المسجون

وأن أسطورة الجُناة من نسل القراصنة كانت ضرباً من خيالٍ فـهَوى...

قولوا .. وأخبروه:
قولوا لحفاة فرحٍ يلهثون خلف أنباء العودة

بأن الغائبين سيُبعثون يوما من خلف أجداث العودة سراعا..

وأن فصول حكايات الشتات قد خُتمتْ بشمعٍ لا تُهلكه نيران مسحورة ...

فثمّة دعوة مظلومٍ تَسري في عميق الليل دعاءا وتهجُدا

وأنّ ثمّة رُقاةٍ ما زالوا يُرتلون على مسامع الكون آيات النجاة .

 أخبروهم..!

أن أجنّة اللوز ما زالت تَختبيءُ انتظارا لآذارٍ خيّر الرؤى...

وأن ثمّة ياسمينة باتت تغزل من بتلاتِها أطواق العيد.

فَحُل يا صغيري عُقدة خوفكَ

واطمِس على وهمِكَ

وشُق عَبابَ الطفولة وعِش دلال العمر..

عِش دلال العمر قبل الأفول

عِش دلال عمرك ..ولو كذبا.