• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عندما تغدو السفالة والتفاهة معيار للنضال في زمن العولمة والدولار النفطي-ج3 .
                          • الكاتب : د . موسى الحسيني .

عندما تغدو السفالة والتفاهة معيار للنضال في زمن العولمة والدولار النفطي-ج3

كما بينا بالتفصيل كيف ان هذا الدوني المهتوك بعقد النقص والصغر اراد ان يغطي اميته ودونيته وغباءه بالادعاءات الكبيرة كما ،الا ان هذا المدعو صباح الخزاعي ، يبدو من خلال رده علي ، انه مصر ومندفع بحماس لان يكون ذكره مشمولا بالمثل الوارد بكتاب الله الكريم ، حمار حُمل اسفارا ، فهو اضافة الى انه يحمل نفسه مسؤولية كبرى بادعاءه مرة انه استاذ جامعي مزيف ، وهو ليس الا تقني في ثانوية مهنية او حرفية تعادل في النظم التربوية العربية ثانوية الصناعة او الزراعة او النجارة ، اي انه بالمصطلحات العربية عامل فني في ثانوية مهنية ، ثم يحشر نفسه في موضوعات الفقه المقارن وهو لايعرف حتى معنى مصطلح الفقه ، ومرة ينصب نفسه ملكا للبلاغة وكانه هو من املى على ابو هلال العسكري كتابه ( الصناعتين ) ، مع ان الحمار كشف في رده علي ، انه لايميز بين ( غلطة اللسان ) والموقف الانفعالي في الكتابة . لكنه بكل وقاحة وجرأة على البلاغة يطلق احكامه في ان عزة الدوري كما اكتشف هو الحمار صباح نفسه ، يقف في مقدمة البلغاء والخطباء العرب . ليقول صحيح ان عزة لايحمل الشهادة الابتدائية ، لكنه ليس اميا، والدليل ان الحمار صباح اكتشف انه خطيب مفوه بليغ . ثم انه لايميز وهو الاستاذ الجامعي الكذاب الخبير بالبلاغة . فهو يستخدم مصطلحات سمع بها دون ان يفهم معناها
كاشفا بذلك عن استحقاقه لمثل ( حمارا حمل اسفارا ) لايميز بين( الرمزية ) كمدرسة فنية ادبية في الرواية والشعر والكتابة ، . ظهرت في فرنسا في اواخر الخمسينات من القرن الماضي او كمصطلح للتعبير غير المباشر عن دلالة ما ، وبين الشهادة الفخرية التي تمنح مرات لبعض الشخصيات السياسية او الادبية كلقب اعتباري ، تقديري ، لايؤهل حامله للعمل به . فهو يستخدم مصطلح الرمزية للدلالة على مصطلح الفخرية . ولا يميز بينهما كاي غبي حمار دخيل على الكتابة والتحليل السياسي . 
من الامور السائدة في الدولة العراقية حتى حصول الاحتلال ، باستثناء بعض القرارات الغريبة التي اتخذها الرئيس صدام حسين . كان حامل الشهادة الابتدائية يمتلك الحق في الحصول على واحدة من الوظائف البسيطة في الحكومة ، كان يكون شرطيا ، او جندي مطوع بشريطة واحدة ( جندي اول ) ، او حتى فراش في مدرسة ابتدائية او اي من دوائر الدولة الاخرى ، محصل او بائع تذاكر في حافلات مصلحة نقل الركاب ، مراقب بلدية ،موزع بريد ، او مضمد بعد سنة تدريبية وما شابه ذلك من الاعمال الحكومية ، اما مادون الابتدائية فلا حظ له غير ان يعمل في مقهى ، او مطعم ، حمال في المحلات الكبرى ، حارس ليلي ، كناس ، عامل في محل لبيع الثلج او بقالية ، عامل لتسليك المجاري، ماسح لزجاج السيارات في احد الكراجات العامة ، او صباغ احذية وما شابه ذلك .
طبعا كل هذه الاعمال تتطلب سلامة موقف المواطن من موضوع الخدمة العسكرية . ينبذ العراقيون ،عادة ، اولئك الفارين او المتخلفين عن اداء الخدمة ، ويطلقون عليه لقب الفرار ، شلايتي ، سرسري( صايع او ازعر ) ، وغير ذلك من الكنى التي توحي بالاحتقار والنبذ الاجتماعي . استمر هذا العرف او تصاعد في عهد الرئيس صدام حسين ، حتى ان وزارة الاعلام انتجت مجموعة من الافلام والمسلسلات التي تسخر من الجندي الفرار او الفار، باعتباره شلايتي ، مفرغ من القيم الاخلاقية والوطنية . 
ما يعني لو ان الامكانات العقلية والادراكية للشلايتي او السرسري عزة الدوري( حسب تقيمات وزارة الاعلام العراقية في زمن الرئيس صدام حسين نفسه ) كانت بمستوى يؤهله لنيل الشهادة الابتدائية ، لما اضطر للعمل في محل بيع الثلج ، ولاختار ان يكون شرطيا ، او فراشا في مدرسة او دائرة حكومية ، او موزع بريد وغيرها من الاعمال التي ذكرناها في اعلاه .
فكيف يطلب مني انا المواطن العراقي ان شاء الله كنت خريج المدرسة الابتدائية ، متوسطة او ثانوية عامة موظف بسيط في دوائر الدولة ، معلم او مهندس ، طبيب او من حملة الشهادات العليا ان اقتنع ان شلايتي غير مؤهل ، او كفوء قانونا وفقا لنظم الدولة العراقية حتى في زمن حكم البعث ، ليكون شرطيا ، او فراشا ، او موزع بريد ، ان اقتنع بأنه يمكن ان يكون رئيس دولة ، اوحتى مدير في دائرة تابعة للبلدية ومراقبة مجاري الاوساخ او جمع القمامة والزبالة ، او رئيسا لحزب يريد ان يحرر العراق من الاحتلال الاميركي والنفوذ الايراني ، وان يعيد بناء دولة انهكها التخريب والفساد والعمالة لمدة 13 عاما . اليس المطلوب ان يحرر نفسه اولا من الامية والجهل والخيانة والدونية والعمالة ، ويرتقي من سمة الشلايتي او السرسري ليكون بمستوى المواطن العادي .
يقول البعض ، ان الرئيس صدام حسين اختاره ، وما كان يمكن ان يتحقق هذا الاختيار لو لم يكتشف في عزة الدوري ، قدرات وامكانات لم يراها الاخرين فيه . ان الواقع وما يعرفه العراقيين جميعا ان الرئيس صدام حسين كان للاسف محكوم بهاجس المؤامرة ، خاصة بمواجهة الكادر الحزبي العسكري والمدني القديم ، مثل حردان التكريتي ، البكر ، صالح مهدي عماش وغيرهم ،بل وحتى ابن خاله اخو زوجته عدنان خير الله ، او بعض قيادات الحزب المميزة امثال عبد الخالق السامرائي الذي رشح صدام ليشارك بعملية اغتيال عبد الكريم قاسم . اراد صدام ان يُصنع كوادره العسكرية والحزبية والادارية الخاصة على اساس الولاء الشخصي له دون مراعات الخبرة او القدرات الذاتية العقلية او المهنية ، فمنح رتب عسكرية كبيرة لبعض من انصاره الخاصين مثل الجندي المراسل حسين كامل واخيه صدام ، والعريف علي حسن المجيد ، ورفع عزة الذي كان وفقا للقانون لايصلح ولا يتمتع بالمؤهلات ان يكون شرطيا ، ليصبح وزير داخلية العراق ثم يتسلسل بالمراتب الادارية والحزبية .
وكما يقال ، فان غلطة الشاطر بالف ، فلا احد يستطيع ان ينكر ان صدام كان يتمتع بقدرات عقلية وذكاء عالي نسبيا ، كيف يمكن له ان لاينتبه الى ان السهولة التي صعد بها هؤلاء المتخلفين الاميين يمكن ان تحفز عندهم الرغبة في ان يكونوا بدلاء له مع اول فرصة تتوفر لهم ، فحسين كامل الذي يبدو انه كان يطمح ان يكون البديل عن صدام هرب بوثائق التسليح العراقي ، وكانت شدة التفتيش عن الاسلحة الكيمياوية قد تراخت فعادت لتشتد ، وعزة الدوري باع دم صدام لقتلته ( الاميركان والسعوديين ) . اكرر صحيح ان عملاء اميركا وايران هم من نفذ حكم الاعدام ، لكنه ما كان بامكانهم بقدراتهم الذاتية ان يقبضوا على صدام ، لو لم يسلمه لهم الاميركان .
لعب تخلف وامية وسقوط عزة الدوري دورا في ترقيته من شلايتي او سرسري الى كل هذه المواقع التي تبوئها في زمن حكم البعث ، لم يتبادر لعقل صدام حسين ، على ما يبدو ، ان يتامر عليه ويبيع دمه شلايتي ساقط مثل عزة ، قضى حياته مرعوبا يحاذر السير في شوارع بغداد ولو لعشرة امتار بعيدا عن محل بيع الثلج الذي يعمل به ، خوفا من ان يصادفه شرطي او انضباط عسكري ليساله عن دفتر خدمته العسكرية .
لذلك ليس غريبا انه ، لم ترد اي اخبار عن اي معارك او مقاومة للقوات الاميركية الغازية ، وكانت وحدات رمزية ، تلك التي تقدمت في القاطع الشمالي ، الذي سلم صدام قيادته لعزة الدوري . مع اول اطلاقة اطلقتها القوات المعتدية التي تقدمت من الجنوب ، سلم عزة الدوري مخازن الاسلحة العراقية لعصابات مسعود البرزاني ، يبدو انها كانت ثمنا لحمايته الى حين نقله للسعودية ، ليختبأ هناك الى حين انسحاب قوات الاحتلال.
يغدو الامر اقرب للنكتة السمجة لو تصور احدا ان مسعود او السعوديين اخفوا عزة بدون علم الاميركان ، وان عزة كان يقود المقاومة ويضحي الاميركان باكثر من 4500 جندي ، ويغضوا الطرف من اجل عيون السعوديين او عزة الدوري او مسعود البرزاني . لاشك ان النتائج ومواقف عزة بعد خروجه من جحره في الرياض ، تؤشر الى ان الاميركان كانوا يحتفظون به للمرحلة القادمة في مخططهم الرامي لتخريب وتدمير العراق وتقسيمه واعادته للعصر الحجري كما صرح كولن باول.
والا ، اليس غريبا ان يلقي مسعود البرزاني القبض على عضو القيادة القطرية عبد الباقي السعدون ويُسلمه لحكومة الاحتلال ، ومن قبله سلم طه ياسين رمضان رغم اصوله الكردية ، لكنه يمنح عزة الدوري حمايته ، ويسمح له باستثمار اموال الحزب التي سرقها في منطقة الاكراد في شمال العراق. 
ليس في العمل عيب فهو افضل من حالة الارتزاق او الطفيلية والاستجداء . لكن الدوني صباح نفسه من خلال رده ومن خلال اكاذيبه وادعاءاته يثبت ان لنوعية العمل الذي يمارسه الانسان ، اي انسان ، قيمة اجتماعية ، ودلالة على قدرات الشخص وامكاناته العقلية والفكرية ، وقيمة اعتبار الذات . والا ما اضطر صباح نفسه ان يغير عمله من سائق توصيل طلبات مطعم للبيتزا الى تقني في مدرسة ثانوية مهنية لايصل مستواها الى درجة الثانوية العامة . ومهنة التقني من المهن المحترمة نسبيا ، وان لم تكن من تلك المهن المميزة ، او التي تضفي على صاحبها كيان مميز فهي ادنى بكثير من مهنة استاذ او مدرس في معهد او جامعة او حتى مستوى مدرس في ثانوية عادية ، لذلك يكذب صباح حينما يدعي مرة انه استاذ في جامعة وانه حاصل على شهادة الماجساير احيانا والدكتوراة في احيان اخرى .فلو لم يكن للعمل من قيمة اجتماعية لماذا يضطر صباح لهذا الكذب والتلفيق .
يبدو ان اعضاء حزب البعث السعودي الشعوبي المعادي للامة العربية ولحزب البعث العربي الاشتراكي ، جبلوا على الكذب والتزوير حتى في الشهادات ونوعية المهن التي يمارسونها . ما يذكرني بما اطلقه في نهاية الخمسينات الكاتب عباس محمود العقاد من مصطلح ( مذهب ذوي العاهات )، كما هو واضح جدا من خلال تنظيمهم في بريطانيا .
لعل من اكبرالمخاطر المستقبلية التي تهدد العراق بعهد اسود لو ان الاميركان قرروا ايصال عزة وحزبه الشعوبي الى الحكم . ان نموذج الشخصية التي يمثلها عزة ، وعقدة الاحساس بالدونية والصغر ، بحكم تاريخه المهني والدراسي ، كسرسري فاشل في كل شئ، تجعل منه نموذج من تلك المعروفة بالسيكوباث او فئة الشاذين المعادين للمجتمع ، ، فهو رجل لاشك تتحكم به عقدة الدونية والفشل ، والحسد والحقد على كل من يحمل شهادة دراسية ولو بمستوى الابتدائية . ورغم انه يدعي زورا او يفرض على عصاباته ان يطلقوا عليه لقب مهيب ركن ، الا ان ذلك لايطمئن عقدة الشعور بالدونية والصغر في حقيقة كونه جندي فرار ، سيتكثف الشعور بهذه الدونية عندما يرى اي من ضباط الجيش ممن دخل الكلية العسكرية وتخرج منها بكفائته وقدراته الخاصة ، لا بالتزوير والكذب ، لعل روحية كلاب بافلوف في عزة الدوري تجعله يهتز وينتفض ويرتعش غصبا عنه كلما راى امامه شرطي او انضباط عسكري ، وتتكدس في عقله تلك الذكريات المرة من الخوف التي عاشها ايام تجربة الفرار من الخدمة العسكرية.
يبرر الدعي الاخر صباح الخزاعي ، رفيق عزة في عقده وامراضه ، في رده علي للدفاع عن عزة :( ثم يعيب عليه – المقصود انا هنا - على انه يحمل رتبة عسكرية لا يستحقها لانه لم يتخرج من الكلية العسكرية العراقية العرقية ولا من كلية الأركان، أنت مصيب في هذه النقطة يا د موسى، لكنك تعرف جيِّداً بأنها رتبة رمزية كما هي شهادات الدكتوراه الرمزية التي تمنحها الجامعات العريقة للشخصيات العالمية ومنهم رؤوساء الدول. غير ان الرجل عزّت الدوري أعطاها إستحقاقها بدليل قيادته لمئات الآلاف من المقاومين وملايين البعثيين في ساحة محتلة تحيط بها دول معادية هي من اشرس الساحات في العالم وهي الساحة العراقية التي ليس فيها صديق لا للحزب ولا للمقاومة الا الله تعالى والكثير من الشعب العراقي. بينما انت يا د موسى الضابط السابق خريج الكلية العسكرية العراقية العريقة وبسبب عقيدتك القومية العروبية التحقت بعدّة فصائل للمقاومة الفلسطينية ولم يحالفك الحظ ان تكون رمزا معروفا يشار آليه بالبنان كضابط عسكري كما هو الرفيق عزّت إبراهيم)، 
لو افترضنا كما يقول الدعي صباح الخزاعي، الذي ينصب نفسه خبيرا عسكريا واستراتيجياهذه المرة ، الرتبة تعتبر فخرية، وليس رمزية ( الدكتور المزور لايعرف الفرق بين الرمزية والفخرية ) ،لكن المعروف ان شهادات الدكتوراة الفخرية لاتؤهل صاحبها للعمل في الجامعات كاستاذ او محاضر ، او ان تكون مؤهل لممارسة اي عمل اخر . الرتبة العسكرية تختلف لحساسية الموضوع فهي تتعلق بارواح مئات او الاف البشر من العسكريين وبمستقبل وطن ، خاصة اذا ادعى صاحب الرتبة الفخرية انه اصبح فعلا مهيأ ليكون كما يدعي عزة الدوري انه ( القائد العام للقوات المسلحة العراقية ) ، مع انه لايعرف لحد الان الفرق في نوعية اللباس العسكري ، بين ما يعرف ببدلة المراسيم ، وبدلة العرضات او القتال ، والبدلة الخارجي ، التي يرتديها الضباط عادة في خارج ساعات التدريب او العمل او عند الخروج في الشارع خارج ثكناتهم . وهي ما يلتصق عزة بارتدائها لانها اكثر اناقة من بدلة القتال . ما يؤشر الى انه يجلس في مكتب امن ، بعيدا عن ساحات القتال . وهذا مؤشر لعقدة الشعور بالنقص عند من هو اصلا جندي فرار امام شخصية الضابط الحقيقي .
وهناك ملاحظة اخرى تؤشر الى حجم الاحساس والشعور بالنقص امام الضباط الفعليين ، فالمعروف عند العسكريين ، انهم يتمنوا الوصول لاماكن سكناهم ليخلعوا البدلة العسكرية ، ويستبدلوها بالمدني ، لما تفرضه عليهم الملابس العسكرية من التزامات وقيود . اتذكر هنا الظاهرة العامة عند الضباط المتخرجين الجدد ، يلتصقوا بالبدلة العسكرية في الاسبوع او الاسبوعين الاولين بعد التخرج . الا ان عقدة النقص لجندي فار تجعله على ما يبدو ينام وياكل ولاينزع بدلته العسكرية .
حتى الرؤوساء او المسؤولين الكبار من الضباط الذين حازوا رتبهم بقدراتهم ولم يسرقوها بغفلة من القانون ، تراهم يميلون للملابس المدنية ويندر ان يرتدوا زيهم العسكري ، فالرؤوساء عبد السلام ، محمد حسن البكر ، عبد الرحمن عارف ، وقبلهم نوري السعيد ، في العراق ، وجمال عبد الناصر ، حافظ الاسد ،بو تفليقة وغيرهم من الرؤوساء ممن وصل الى موقعه بجهده وبخبرته ومهنته العسكرية ، يميلون الى ارتداء الملابس المدنية عادة، وهم يعرفون وبحكم المنصب فان اكبرضابط في بلدانهم يؤدي لهم التحية وياتمر بامرهم ويقدم الطاعة سواء اكانوا بالزي المدني او العسكري .
والادهى من كل ذلك رتبة الركن ، وهي عادة يحملها الضباط خريجي كلية الاركان عندما يدخلونها في السنة الاخيرة من رتبة ملازم اول ، لدراسة الاستراتيجيات والخطط المتقدمة . كان الرئيس عبد الرحمن عارف ، وهو ضابط كفوء نال رتبته بكفائته وطول خدمته ، لكنه لايحمل رتبة ركن . قامت قيامة ضباط الجيش العراقي ولم يفوتوا فرصة لنقده او نقد اخيه الرئيس عبد السلام عندما عينه رئيس اركان الجيش وهو لا يحمل رتبة الركن ، وكان بامكان عبد السلام وهو رئيس الجمهورية ان يتجاوز الاعراف ليمنح اخاه رتبة ركن ، لكنها الروح العسكرية لضابط محترف كانت تمنعه من هكذا تجاوزات على القيم والاعراف العسكرية . وتولى عبد الرحمن رئاسة الجمهورية لاكثر من ثلاث سنوات ، وهو بحكم المنصب يعتبر القائد العام للقوات المسلحة العراقية ، لكن القيم العسكرية منعته من ان يمنح نفسه رتبة ركن . الا الجندي الفرار عزة ابو الثلج لايعرف معنى وقيمة ان يحمل شارة الركن الحمراء ، راي، على ما يبدو ، بعض الضباط يحملونها ، فاعجبه منظرها او لونها الاحمر ،فشدها دون ان يعرف قيمتها ومعناها .
يشتمني الدوني صباح الخزاعي ، ويقارن بيني انا الضابط خريج الكلية العسكرية بجهدي وتعبي ، وبين الجندي الفرار الذي يغتصب الرتبة زورا وخروجا على القانون .انا ارى ان رتبة ملازم متقاعد بنجمة واحدة اشرف وانبل من الف الف رتبة مهيب ركن مزورة لاتساوي اكثر من قيمة النجمات التي سطرها على اكتافه .يحتاج عزة الدوري الى 6 سنوات ابتدائية + 5-6 سنوات ثانوية + 2-3 سنوات كلية عسكرية حتى يصل الى رتبة ملازم التي كنت احملها يوم تم تسريحي من الجيش بتهمة اني قومي عربي ناصري ، فكيف يتجرأ هذا الدوني على المقارنة بيننا
الا انه يظل حمار دوني ، لايفقه شيئا من الامور غير اسمائها .فليس كل من لبس زورا رتبة ضابط اصبح فعلا عسكريا او ضابط ، بالقانون العسكري يسجن عزة الدوري لااقل من 6 اشهر فقط لاتداءه زي الضباط بدون حق قانوني شرعي في ظل دولة عراقية تعيش حالة من الاستقرار وسيادة القانون.
يقول الدعي الدوني صباح الخزاعي : (غير ان الرجل عزّت الدوري أعطاها إستحقاقها بدليل قيادته لمئات الآلاف من المقاومين وملايين البعثيين في ساحة محتلة ).
واذا افترضنا مثلا صحة قول هذا الحمار المشحون بعقد النقص والدونية صباح الخزاعي ، فان واحدا من ابطال وقادة حركات التحرر العالمية لم يحاول او يتجرأ على منح نفسه رتبة عسكرية ، ماوتسي تونغ صاحب النظريات العسكرية التي يقر بصحتها كل المفكرين الاستراتيجين ، هوشي منه ، كاسترو ، وحتى جيفارا ، احمد بن بلا وغيرهم ، كانوا يكتفون بلبس الخاكي لما يتميز به من قدرة على تحمل ظروف العمل الشاقة . الا الجبان الخوان ، صاحب الشخصية التي تعلمت الفرار من الخدمة العسكرية ، يلتصق دائما ببدلة وقيافة الضباط حينما يكونوا خارج وحداتهم .
اين هي قيادة بياع الثلج الجندي الفرار ، واين هي تلك المعارك التي يقول بها الخبير الاستراتيجي العالمي الكبير الدعي الكذاب صباح الخزاعي ، الذي لايميز بين مصطلحي رمزية وفخرية ، ولا يفرق بين الاستجابة الانفعالية و زلة اللسان .
كي لانطيل على القارئ الحديث عن زيف المقاومة والمعارك الوهمية الكبرى التي يدعيها عزة الدوري وينسبها له انصاره ، اكتفي هنا بنقل الخاطرة التي وزعها المناضل الكادر البعثي الاقدم احد قادة حركة التصحيح في حزب البعث ، الاستاذ سعد الدليمي
انعدم الشهيد القائد ولم نسمع صاعة الصفر
انهزم الامريكان من العراق ولم نسمع ساعة الصفر
سرقوا اموال العراق وقتلوا المناضلين والضباط والطيارين ولم نسمع ساعة الصفر
قامت ساحات الاعتصامات والتظاهرات ولم نسمع ساعة الصفر
احتلت داعش ثلث مساحة العراق ولم نسمع ساعة الصفر
دخلت ايران بقوة وعلنيا للعراق وسوريا ولم نسمع ساعة الصفر
تم تسليم الرفيق عبدالباقي السعدون للاكراد ومن ثم المنطقة الغبراء ولم نسمع ساعة الصفر
تم دمار وحرق وتشريد المناطق السنية ولم نسمع ساعة الصفر
تم تدمير الفلوجة وقتل وتشريد اهلها ولم نسمع ساعة الصفر
راح يحترك ابو ابونا ولن نسمع ساعة الصفر
ياعزوز تنتظر الملك سلمان يعلن ساعة الصفر مو طكينه
ابا الحمزة
يدعي زورا انه قائدا للمقاومة الوطنية العراقية التي قدمت الاف الشهداء في مقاومة الاحتلال يوم كان عزة مختبأ ينعم بالهدوء والراحة والكسل وشرب النبيذ ، امنا هو وزوجاته واولاده في قصور الضيافة الملكية في الرياض ، في حين كان ضباط الجيش العراقي المتطوعين بالمقاومة يشكون هم وعوائلهم من الجوع والحرمانات ما اضطر بعضهم القبول بترك ( جيش محمد وفدائي صدام ) والالتحاق بتنظيمات القاعدة.
ما كسبته المقاومة من الفار عزة هو التنكر لها ولاهدافها في تحرير العراق والدفاع عن وحدة اراضيه ، وتحولت لبضاعة للبيع لاعداء العراق ، ومن تسببوا في تدمير امكاناته ، والسير في مخطط تقسيمه تنفيذا للمشروع الاسرائيلي المعروف ( استراتيجية اسرائيل لثمانينات وتسعينات القرن العشرين ) .
اصبح الحديث عن فلسطين او الوحدة العربية وحتى وحدة العراق او سوريا او اليمن او ليبيا عند انصار حزب البعث السعودي الشعوبي شبهات ، يتمسك بها عزة وانصاره لاتهام من يقول بها بالعمالة لايران ، وانه يريد ان يُشغل عزة عن مواجهة النفوذ الايراني في العراق . قلت واكرر القول ، ان ايران لم تحقق هذا النفوذ الكبير في العراق بقدراتها ولا بامكاناتها او قوتها ، بل بارادة اميركية – سعودية – صهيونية ، من خلال تدمير العراق وجيشه الذي كان يمثل حائط الصد المنيع للاطماع الايرانية بالتمدد في الوطن العربي ، وتفريغ العراق من كل مصادر القوة او السلطة التي يمكن ان تدافع عن حدوده ، ومن السعودية والكويت لا من الحدود الايرانية دخل عملاء ايران محميين على ظهور الدبابات الاميركية ، وقبل ذلك كانت تستقبل رجل ايران الاول ( باقر الحكيم ) استقبال الرؤوساء وتقدم الدعم السخي له .
قُوبل احتلال العراق بمقاومة شرسة من مختلف الطوائف ، ما يوحي بفشل المشروع الصهيوني – السعودي – الاميركي في تقسيم العراق ، فكان غظ النظر عن دخول ايران هو الصفحة التالية والبديل الانسب لاثارة الحساسيات والنزاعات الطائفية . اي ان دخول ايران للعراق لم يتحقق بغفلة عن الاميركان او السعوديين ، بل بعلمهم وارادتهم . لكن من اين لبائع الثلج الامي ان يفهم هذه المعادلة،
لا لوم عليه ان ياتي اليوم ليطلب من الاميركان والسعوديين ان يقدموا له العون ( من اجل سواد عينيه البنية ) للتخلص من النفوذ الايراني في العراق ، وتنصيبه رئيسا للدولة الجديدة ولو على جزء من العراق ، بدلالات قرائته الامية في السياسة لمؤشرات تصحيح المسارات الشعوبية للعائلة السعودية كما يظهر ذلك بوضوح من خلال قتل الاطفال في اليمن وتدمير وتخريب سوريا والعمل على تقسيمها ، وتقسيم ليبيا والعراق. انها لدلالات كافية لمتخلف مثل عزة الدوري ، انتهازي ، نفعي على انها ستقود الامة الى الحفاط على كيان ( امة عربية واحدة ) وتحقق اهداف حزب البعث و شعاراته الاساسية ، التي قام الحزب عليها . 
استراحة والى الجزء التالي والاخير في الرد على هذا الحمار الدعي الذي لايفقه الفرق بين الرمزية والفخرية ، او بين زلة اللسان والكتابة المنفعلة .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80928
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 07 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18