• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصه قصيرة .....حب في المقبره .
                          • الكاتب : هشام شبر .

قصه قصيرة .....حب في المقبره

نام محمود  على أعتاب  جفونه   وهو فاتح عينيه  نام والدموع تتساقط منها ك رطب  من نخلة  تيبست جنون  ..نام وهو يحلم  بأول لقاء ب حبيبته  يوم كان يعمل حفار قبور   حين التقاها  في المغتسل حيث كانت تعمل    ..وتزوجا  وانجبا ولد اسمياه كافور  ..تذكر كيف كانا  يعيشان على الثوابات   التي يأتي بها الزائرون  ..

كان سعيدا معها  وكانت هي كذلك  في كل ليلة كانا يفترشان المغتسل  ويتخذانه غرفة منام   والارواح ترفرف من حولهم ك قوس قزح  ...وحين يأتي الصباح  يقف عند باب المقبرة  وهو يحمل بخور وشموع  يبيعها  الى ذوي الموتى   ..كان سعيدا بالموت  لانه يجاوره يناغيه  ويغني معه  ..وكانت زوجته  تعد له مأدبة الغذاء من  بقايا   طعام  اتى به الزوار   ..وفي يوم ما  اشتعلت الحرب  وصار السلطان  يأخذ  كل  الرجال  لينضموا الى سجل المحاربين   .. كانوا يفتشون البيوت والشوارع حتى وصلوا الى حيث هو في المقبره فأقتادوه عنوه   كي ينضم الى الجيش الشعبي للدفاع عن السلطان بحجة الوطن ...حين وصل جبهة الحرب كان هجوما للتو قد انتهى   وهو يمشي شاهد مئات الجثث ملقاة على الارض  فحدث نفسه لو كان هناك في المقبره   لتحصل على  مال وفير  فهذا الرزق سيصيب  حفار قبور اخر    ..حزن كثيرا   وهو يجلس  على الساتر يترقب العدو   من بعيد ...نام وهو على هذه الحاله  نام  وهو متكأ على بندقيته الروسية الصنع  والتي لا يحسن استعمالها  ..وفي الفجر  استيقظ على صوت  الضابط وهو يركله بقدمه  ويأمر  بحلاقة شعره ورميه في  ملجأ  اعد خصيصا  ليكون سجن عقوبه ... دخل محمود الملجأ المظلم   ولاول مرة شعر بالخوف  .. تخيله قبرا   كل ايامه التي مضت كان يجاور القبور ينظر لها وتنظر له  ولكن الان شعر انها تحتويه  بظلمتها تحتويه بكل الفزع الصادر من نبضه تحتويه فراح يصرخ بهستيريا  حتى اغمي عليه ...بعد مرور ثلاثة ايام اخرجوه  من الملجأ السجن  واقتادوه الى حيث الضابط  فنظر اليه وبصق   وقال  هل تعلم ان القائد   حفظه الله  يحتاج منا كل يقظه  .. انسحب محمود بعد ان اخذ  صفعه  وركله من الضابط   وعاد الى حيث مكانه  في العراء  ملتحفا الغبار البرد  وهو يلعن اليوم الذي ولد فيه ..ومرت الايام  حتى جاءت اجازته ف فرح جدا  وهو يستقل حافلة المجازين  وراج يغني ويغني طوال مسافة الطريق الى ان وصل مدينته   نزل من الحافله   وركض الى حيث المقبره مسكنه ومكان حبيبته وابنه كافور .. دخل المقبره  فلم يجد زوجته  تقدم فاذا بابنه يلعب بين القبور  ساله عن امه  فأجاب بالبكاء ..تقدم الى حيث المغتسل حيث غرفة نومه وزوجته   سمع صوت امراة ورجل يتطارحان الغرام   فتح باب المغتسل بهدوء  واذا به يرى زوجته تحتضن حفار القبور الجديد  في المقبره  ....صرخ  حتى سمعت الاموات صوته  واراد قتل العشيق لكنه ولى هاربا  تاركا ملابسه  على عتبة المغتسل   .. نظر الى زوجته  ودعاها ان ترتدي ثيابها   وحين اكملت  رمى عليها اليمين وطردها من المقبره بيته  ودعاها ان تأخذ كافور معها لانه لم يعد على يقين من انه من صلبه ...وحين اتى الليل  راح الى حيث القبور  راح وهو مخمورا بدموعه   يحكي لهم قصته والمغتسل   حتى نام على نفسه حزنا ...وحين استيقظ فجرا على صوت المؤذن  قرر ان يهرب من حرب يدافع فيها عن السلطان  ويبقى في المقبره   لينضم الى حرب يدافع فيها عن المغتسل ... كان في كل مرة يأتون بها ب ميت  ويدخلوه المغتسل   يقف متأهبا  خوفا من تكرار الجريمه  يقف مدافع على عرضه وعرض الاخرين   ويبقى طوال فترة مكوثهم يبكي ويبكي الى ان ينتهوا من عملهم ....وفي يوم  ما  جاءوا بجنازه   لرجل  تزوج    من فترة قصيره وذهب الى الحرب وعاد ميتا   كانت الجنازه معها امراة شابه فقط  هي زوجته  التي علم فيما بعد انها يتيمه ولا احد لها غير زوجها الذي مات في الحرب ...اكمل دفن الميت  والتفت فاذا بالمراة تبقى في مكانها لم تغادر  سالها عن مكان سكنها فاجابت ليس لي احد غير زوجي الذي مات ...فقرر نسيان جرحه  وعرض عليها الزواج فقبلت مرغمه لان لا احد يأويها    ..تزوجا في  ليلة احتفل الموتى جميعم بهذه الزيجه  وزفوهم الى حيث المغتسل    غرفة نومهم   ...ومرت الايام   وفي كل مرة يعود من السوق يرى شابا ب قربها وحين يسال عنه تجيبه انه اخوها   وتكررت زيارات الاخ المفترض  الى المقبره  وفي ليلة  مشحونة بالظلمه  وهو  ينام خارج المغتسل   استيقظ فلم يجد زوجته  بحث عنها في كل مكان فلم يجدها حينها توجه الى المغتسل ...فتح الباب  فوجد زوجته عارية في احضان عشيقها الذي كذبت عليه واخبرته انه اخوها المفترض   ..هرب  العشيق  فيما امسك هو برقبة زوجته  زمنعها من الهروب  وراح يضرب راسها بدكة المغتسل حتى تناثر راسها على  الارض  .. كان يضرب ويضرب وهو يتذكر خيانة زوجته الاولى وبصاق  الضابط على وجهه والبرد والغبار في حرب لا تمت له بصله والموتى والقبور والظلام   .... حين انتبه الى نفسه بعد ساعات  جال بنظره حول المكان   وارتدى ثياب شيطان وراح يحفر حفرة تحت دكة المغتسل  رمى فيها جسد زوجته  ووراها التراب  بعدها وضع الموزاييك على التراب كي يخفي اثرها .. اخذ ملابس العشيق الهارب وراح يمسح بقايا الدماء من على الدكه    وحين انتهى  احرق الملابس وكأنه يحرق العشيق  ...وهو على هذه الحاله علا صوت المؤذن  حيث الفجر قد رسم وجهه على يوم جديد   ..خرج الى حيث القبور وتوسلهم ان لا يتحدثوا عن الخيانة التي طعنته   وعما حصل في تلك الليله   تلفت يمينا ويسارا كالمجنون وخرج من المقبره الى حيث الشارع الذي احتضن خطوته المشلولة بالخيبه  ..وصل الى حيث  فندق قديم في اطراف المدينه توسل صاحبه ان يعمل فيه فابدى صاحب الفندق موافقته   بعد ان راى حال محمود المزري ...مرت الايام والشهور وهو في الفندق يخدم ويعمل  بصمت  وفي ليلة ما جاءت  زوجة صاحب الفندق  متسللة في جنح الظلام الى حيث غرفة محمود  وراودته عن نفسه  ..تذكر المغتسل  والمقبره وبصاق الضابط والحرب والغبار  فاشاح بوجهه عنها رافضا طلبها فهمت بالخروج وهي تهدده بانها سوف تعمل على طرده من الفندق ان لم ينصاع لرغبتها ...وفي صباح اليوم التالي  التقى صاحب الفندق  الذي كان الحزن باديا عليه ..فسأله عن سبب الحزن هذا فأجابه   انه يعلم ماتفعل زوجته  لكنه يحبها حد الجنون ولا يستطيع ان يطلقها  او يبتعد عنها  وبكى  بحرقة بكى  .. وحين جاء الليل جاءت الزوجه الى غرفة محمود  وماان فتحت باب الغرفه حتى امسك برقبتها وراح يضرب به على الحائط بقوة ضرب بكل اختناقات البكاء في صوت صاحب الفندق ضرب بكل الخيانات التي مرت عليه ضرب الى ان تناثر دماغها على الارض  حينها استفاق وبكى  ...فتح الباب  بعد ساعات من انهياره وراح حاملا  جثة زوجة صاحب الفندق  صوب المقبره   وحين وصل فتح باب   المغتسل راح يحفر ويحفر  يصاحب حفره بكاء بلل حفرته   بالخيبه  .. حين انتهى رمى جثتها في الحفره   ودفنها   وارجع قطع السيراميك على التراب  عاد بعدها الى الفندق حيث غرفته ....كانت غرفتة في الطابق الثالث من بناية الفندق  .. فتح باب  الشرفه  واطل  على المدينه  وهي نائمه  .. شاهد الارصفه وهي تحتضن    الفقراء كأم حنون   وحولها كل الرياح  تهز ها حد الدموع    .. شاهد  المقبرة وهي تئن بالموتى   ..شاهد الف دعاء ودعاء يخرج من   بيوتات الطين   ملونة بالالم  .. صرخ بكل مايملك من صوت صرخ بكل كبرياءه المجروح صرخ   واغلق  باب الشرفه وتكور تحتها  وهي يخنق شهقة  حتى نام على نفسه ....بعد ساعات  فتح عينيه  حين  ايقظته فكره  وراح يهذي  ..الفندق خالي من النزلاء  والزوجه انتهت  بقي فقط الزوج الزوج فقط   ولانه امتهن القتل  ف يجب ان يتخلص من الزوج ليكون الفندق له وحده   .. فتح باب غرفته ونزل الى حيث صاحب الفندق الذي كان منشغلا   في كتابة حساباته  ..جاءه من الخلف ولف حول عنقه منديل زوجته الطويل  وخنقه حد الموت ..حمله بعدها وخرج به الى حيث المغتسل في وسط المقبره    حفر له حفرة   ودفنه  وحين انتهى اعاد قطع السيراميك على التراب  ثم القى  المعول الذي بيديه  وخرج  متجها الى الفندق ...استلم الفندق والخزنة التي في المكتب والتي تحتوي على  كثير من الاموال   ..وفي يوم ما  دخلت امراة  جاءت من مدينة بعيده   وارادت ان تحجز غرفه .. استقبلها  بكل حفاوه    واسكنها اجمل غرفة لديه   ومرت الايام  وتشكلت علاقة بينهما  علاقة شفافه  حالمه  لكنه لم ينسى طعم الخيانه  الباقية  على لسان روحه   ..دعاها الى سهرة ساحره فيها الشموع وقفت تتراقص حولهم   والزهور تصفق بعطرها تحية ..وهما في اوج مشاعرهما احتضنها    بحجة مراقصتها  ولف حول عنقها منديل زوجته   وخنقها  وهي تنظر الى وجهه بكل حب وحنان .. حملها الى حيث المغتسل وحفر لها مكانا  ودفنها  واعاد ترتيب قطع السيراميك على المكان   وانهار باكيا   ....وبقي محمود على هذه الحاله   كل من يأتي الى الفندق للمبيت  يقتله ليلا ويدفنه في المغتسل  .......




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80339
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18