• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : السيستانيّ قلبٌ إنسانيٌّ عظيم .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

السيستانيّ قلبٌ إنسانيٌّ عظيم

 الساحة حبلى بالقضايا الساخنة والأحداث المتسارعة ، منها : القرارات الجائرة الخطيرة التي تستهدف ضرب القيم والمبادىء الحقّة عبر التضييق على الرموز الدينية البارزة المؤثّرة ومحاولة عزلها وإبعادها عن مسرح الحياة، رغم إيمانها بالحلّ السلمي وتميّزها بالأداء العقلاني .
و من الحيف حقّاً أن تمرّ المواقف التاريخية عموماً والمعهودة خصوصاً ، من مراجعنا العظام، دون تنميقة يراع أو إشارة تذاع..
 
فنقول : نحن أُمّة تعتقد وتؤمن بالله الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولَد ولم يكن له كفواً أحد ، فلانشرك به أبدا ، كما نؤمن أنّ الرسل والأنبياء معصومون عن الخطأ والزلل ، وأنّ أئمّة آل البيت (ع) إثنا عشر معصوماً ، وأنّ سيِدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع)طاهرة مطهّرة من كلّ شوبٍ ودنس .
نعتقد : أنّ إمامنا الثاني عشر (ع) غيّبه الله تبارك وتعالى لأجلً مسمّى ، فلا يظهر إلّا في الموعد السماويّ المقرّر ليملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما مُلئت ظلماً وجورا .
في ظلّ غيابه (ع) ناب عنه أربعة من النوّاب الخاصّين ، وبرحيلهم عن الدنيا انتقلت النيابة من الخاصّة إلى العاّمة ، فيكون الفقيه الجامع للشرائط الواردة في مقبولة ابن حنظلة الشهيرة هو النائب العامّ عن الإمام الغائب (ع) .. 
ولسنا في مقام بيان المباني المختلفة بشأن ولاية الفقيه ، بل نحن في مقام بيان : أنّنا مثلما لانؤلّه المعصوم (ع) كذلك لانجعل  الفقيه الجامع للشرائط بمقام المعصوم (ع)   
، فهو نائبٌ عامٌّ وله اختياراته ومسؤوليّاته التي عُيّنت له .
هذا النائب العامّ ، بعنوانٍ آخر : المرجع الديني ، يتحمّل الوظيفة الدينية في كلّ القضايا التي يحتاجه المقلِّد بها ،إذن فهو الفقيه الذي يشخّص التكليف لمقلّديه : حرمةً أو حلالاً ، كراهةً أو استحباباً أو إباحة ، ناهيك عن الأُصول العملية من البراءة والتخيير والاحتياط والاستصحاب ، وكذا الأحكام الثانوية من الضرورات وغيرها .
 
أين الإشكالية إذن ؟
الإشكالية في أنّنا نروم في كثيرٍ من المواقف والأحداث والقضايا تعيين التكليف للفقيه الجامع للشرائط ، للمرجع الديني ، للمرجع الأعلى ، وكأنّه بعيدٌ كلّ البعد عن الساحة وأوضاعها وأنّه يعيش في وادٍ والأُمّة في وادٍ آخر ، ولاسيّما لمثل السيّد السيستاني الذي عُرِف ممّ عُرِف به واشتُهر: اطّلاعه الدقيق على المسائل والأُمور وعلى جميع الصُعُد اطّلاعَ العارف الحكيم الخبير على نحو التفصيل المثير .
السيستاني حاله حال مراجعنا العظام قدّس الله أرواح الماضين منهم وحفظ الباقين ، ليس بمعصوم والخطأ فيه محتمل وكذا الغفلة والنسيان ، ولكن كلٌّ بحسبه ، فهو يتلقّاها ويهضمها ويصوغها صوغَ الحبر النحرير بعدما يغوص في أعماق المبنى غوص البحّار الخبير ، حتى بات صمته وكلامه ، حركته وسكونه ، ترشح حكمةً بالغةً ومعرفةً سابغة ، ولاغرو فهو المصداق الأسنى للعقل الميداني الفاعل ، الذي فاق الموسوعات والمدوّنات التي قادت ببعض ذويها إلى ماقادت من الأُفول والغرور .
 
حينما يقول السيستاني : أنتم في القلب ، أنت يافلان في القلب ، أنتم أنفسنا ... فوالله الواحد الأحد ! إنّه لايخرجها إلّا من أعماق الحسّ والعقل والشعور ، بلاأدنى شائبةٍ تُذكَر .. وهذا مايشهد به القريب والبعيد ، العدوّ والصديق ..
ماعلينا سوى التأنّي وعضّ النواجد قليلاً، فلا نستعجل المواقف ونحكم بالوساوس ، فهذا الرجل يعلم ماينبغي فعله من عدمه ،
إنّه صمّام الأمان وقطب الاطمئنان ، الذي طالما يذكّرنا بمبادىء الدين العظام التي تدعو إلى  الأُلفة والوئام والسلام ونبذ الفرقة والعنف وشرور اللئام .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=80111
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28