• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : محا📝 ضرات رمضـــ🌙ـــانية10* الصوم مدرسة إيمانية .
                          • الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي .

محا📝 ضرات رمضـــ🌙ـــانية10* الصوم مدرسة إيمانية

إنَّ الصوم مدرسةٌ إيمانيةٌ عظيمة ، به ترتقي النفس ، وتسمو الرُّوح، ويحيا الضمير، وتتعمَّق العقيدة، وتعلو الأخلاق.

فالصائمون هُم أولائك الذين تتغير طباعهم ، وتتحوَّل سلوكياتهم وأخلاقهم من سيءٍ إلى حسن، وهُم الذين تتأثر نفوسهم وقلوبهم بروحانية الصيام، وهم المستغلون لهذا الشهر الفضيل بكل لحظاته وثوانيه بما يعود عليهم بالخير والنفع في أمور دينهم ودنياهم.

الصائمون هُم أولائك الذين لا همَّ لهم إلا ما يحصدون من حسنات ، ويمحــــــــون من السيئات، وهـــــــم الـذين لا يتكلمون في رمضان إلا ذكراً كريماً ، وقولاً نافعاً، من تلاوةٍ لكتـــــــ📖ـــاب الله، أو تسبيحٍ أو إستغفار، أو أمرٍ بمعروف أو نهيٍ عن منكر، بل هُم أولائك الذين يعطون هذا الشهر حقَّه من الإهتمام والعمل والإخلاص، ويُحسنون إستقباله، ويغتنمون أيامه ولياليه بكل ما يقربهم من خالقهم ومولاهم تبارك وتعالى.

وهذا الشهر المبارك ميـــــــدان سباقٍ وتنافُس في الأعمال الصالحة التي يُضاعف الله ثوابها في هذا الشهر العظيم.

✍أراد الله تعالى في الصَّوم أن يعيش الإنسان في داخل نفسه الرّقابة على حركته بين يدي ربّه، بعيداً عن النّاس، لأنَّ الفرق بين الصَّوم وبين الصَّلاة والحجّ وغيرها من العبادات، هو أنَّ الصَّوم لا شكل له ولا مظهر في حركة الإنسان، بينما الصَّلاة شكلها في قيامها وركوعها وسجودها، بحيث إنَّك عندما تصلِّي، فإنَّك تعطي في صورة الصَّلاة انطباعاً أمام النّاس، وهكذا بالنِّسبة إلى الحجّ. ومن هنا، فإنَّ مسألة الصَّلاة قد يدخل فيها الرّياء والنِّفاق، وكذلك الحجّ، أمّا الصَّوم، فلا يدخل فيه ذلك، لأنَّه ليس له حالة يمكن للإنسان أن يستعرضها أمام النّاس، إلا إذا قال: "إنّي صائم".. 

👈ولذلك، ورد في الحديث القدسيّ، قال الله تبارك وتعالى: 

✨"كلّ عمل ابن آدم له، إلا الصّوم، فإنّه لي وأنا أجزي به"، 

لأنَّ الصِّيام يمثِّل هذه الحالة العباديَّة الصَّامتة بين الإنسان وربِّه.

✨وعلى ضوء هذا، عندما يعيش الإنسان هذه الحالة الرّوحيَّة الَّتي تدفعه إلى أن يكفّ عن طعامه وشرابه ولذّاته، فإنَّ معنى ذلك أنّه يقوّي في داخل نفسه إرادته في أن يترك ما حرَّم الله تعالى عليه، حتى لو لم يشعر به أحد.

♦لا يوجد شهر آخر يماثل شهر رمضان فهو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً ففيه "تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات" كما روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وفي هذا الشهر فرصة عمر كبرى للحصول على مغفرة اللَّه "إن الشقي من حرم غفران اللَّه في هذا الشهر العظيم" كما في الحديث النبوي، وفي رواية أخرى: "من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده اللَّه" وورد أيضاً عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "فمن لم يغفر له في شهر رمضان ففي أي شهر يغفر له". 

وقد يغفل البعض عن أن حصول تلك النتائج هو بحاجة إلى توجه وسعي، فهذا الشهر ينبغي أن يشكل شهر مراجعة وتفكير وتأمل ومحاسبة للذات، إذ حينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب وبقية الشهوات التي يلتصق بها يومياً، فإنه يكون قد تخلص من تلك الانشدادات مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه، وتأتي تلك الأجواء الروحية التي تحث عليها التعاليم الإسلامية لتحسّن من فرص الاستفادة من هذا الشهر الكريم.

إنَّ الله جعل شهر رمضان مِضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قومٌ ففازوا وتخلَّف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يــفـــــــوز فيه المُحسنون ويخــــــسر فيه المبطــــــلون...

☀عن الامام الجواد ع:

إنَّما الصَّوم زَخَّةٌ مِن رَحمَة، ومحضَرٌ مِن مَلَكُوت، وبابٌ على الأزليَّة العُظمَى، أقَرَّهُ اللهُ قنديلاً على الأعمال، وشرطاً لمعروج السَّمَاء، ووَصْلاً على اللوح، وأساساً لِمُرَاد الله مِن الأنْفُس، بخلفيَّة أنَّ الصَّوم ليسَ مجرَّد إمساك عن طعامٍ وشرابٍ فحسب، بل إمساكٌ عن بَصَرٍ مُحَرَّم، وسَمعٍ مُحَرَّم، وفِكْرٍ محرَّم، وتجارة محرمة، وشهوةٍ محرَّمَة، وسُلطة محرَّمَة، وظَنٍّ مُحَرَّم، ولامبالاة محرَّمة، ونمط سياسي أو اجتماعي أو أخلاقي مُحَرَّم.. بمضبَط أنَّ الصَّوم هو فعل فردي بمظهر اجتماعي أخلاقي سياسي يَتَّفِق مع محلّ الإنسان مِن الأرض والغاية مِن الوجود، بما في ذلك "لَوْحُ الحلال والحرام" وإلاَّ فليسَ للعاصي بابٌ على الله، ولا كرامةَ لِمُصِرٍّ على ذَنْب، أو قَائِم على إثم..

وإنَّ للهِ على الصَّائم أن يتمكَّن مِن شُروط دَورهِ الدُّنيوي بما يَتَّفِق مع آخرتِه، وهذا يعني أن لا يتحوَّل المال "وَثَنَاً" دُونَ الله، وأن لا تتحوَّل الأسواقُ بِوُحُوشِها كعبةً دون السَّموات، لأنَّ مَن يخسر معركة "طَاعَتِه لله" يَضِلّ، ومَن يعتقد أنَّ إرادةَ اللهِ لا شأنَ لها بمالِهِ وإمكاناتِهِ وطريقة عيشِهِ ونمط تفكيره وحقيقة مواقفه وطبيعة مظهرهِ الجسدي ومؤثّراتِهِ، هذا كما يَعزل اللهَ ويجحد إرادتَهُ في أرضه.!!

لذا فرضَ اللهُ الصوم عنواناً للمعرفة ومسلكاً على الحقيقة وخلاصةً للوَصل الضَّروري ما بين طين الأرض وملكوت السَّماء، وهذا يحتاجُ إنساناً وُجُودِيَّاً يَقرأ الأرضَ بِلُغَةِ السَّماء، ويُنمِّط دَورَهُ بما يتَّفق مع حقيقة العوالم التي تنتظرُهُ على بابِ الوفادة الأبديَّة بكل ما تعنيهِ من حقائق أكبر مِن السُّوق والبرستيج والأنانيَّة والمقاسات الحِسّيَّة والإشباعات الغريزيَّة.. لأنَّ نور السَماوات والأَرْض حين قذفَ نورَ الإيمَان في فِطْرَةِ الإنسان أوحَى له: لا تَحرِفَنَّك الأماني.. ولا يُضِلّنَّكَ الهَوَى.. فلا تَكوننَّ للشيطانِ نَصيبَا.. وذلك بما يَتَّفق مع جَدَلِيَّة القرآن مِن قوله: «ولأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ.! وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا»..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79918
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19