الحكم على الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي بالسجن المؤبد بقضية التخابر مع قطر، والحكم بإعدام 6 متهمين بنفس القضية ؟ ! غير منطقي ولا يتقبله حتى تلميذ في الطور الابتدائي ، هذا بل شك سيؤدي إلى اصطدامات جديدة بين العسكر والإخوان ويكون الوضع الأمني في مصر يختلف عما كان عليه قبل المحكمة المثيرة للجدل ، ويصبح الوضع متفجرا ، فلا قيمة لحرية الإنسان المصري أو كرامته أو ملكيته أو عرضه ، إذ لا يجد المصري المسكين امامه مسؤولا يشكو إليه  أمره .والخاسر الأكبر في هذه القضية  هو : العدالة المصرية. إن الحالة في مصر تتعكر بينما يفشل الجيش المصري في مواجهة الأعمال التخريبية الي يقوم بها المتطرفون من المصريين .

إن الحقيقة التي أصبح كل عربي يعترف بها هو استعمال العدالة لمحاربة المعارضة وفي كثير من الأحيان تصدر احكام وكأنها من احكام القرون الوسطى وهذا أمر في غاية الخطورة ويتعارض مع القانون الدولي ولا يتفق مع المعاهدات التي تربط كل دولة مع حقوق الإنسان . وهناك حقيقة أخر أخطر وهو استعمال الانقلابات العسكرية من اجل الوصول الى السلطة ثم وضع كل من له علاقة بتلك السلطة في السجن ؟؟!!

والأمثلة على ذلك لا تحصى ولا تعد ومن بينها الحكم الذي صدر في حق الرئيس المصري مرسي . منذ الانقلاب والحكم العسكري في مصر يروج بواسطة الاعلام المشبوه شائعات مفادها أن الريس المصري يتخابر مع قطر . ويقول مروجو هذه الشائعات بأن هذا الأخير كان جاسوس لقطر وحماس . أليس غريبا وعجيبا أن نتهم رئيس أم الدنيا بهذه التهمة الخيالية . ليس هناك رجل عاقل يحاول أن يقنع الرأي العام في أن رئيس أم الدنيا يتخابر مع دولة عربية صغيرة .

وإذا صح أن الرئيس كان يتخابر مع قطر فهذا يعني أن السيسي كان يتجسس على رئيسه وهذا الأمر يعاقب عليه القانون ، وبصفة أذق إذا كان السيسي يتجسس على مرسي معناه أنه كان يخطط لانقلاب عسكري . ولهذا السبب وغيره اصبحت مصر دولة مريضة ضعيفة تكتنفها المخاطر من كل جانب . أما الحديث عن استقلالية القضاء في مصر والدول العربية فهو أمر سخيف .

ماذا اقترف الشعب المصري ، حتى يصاب بهذه الضربة ويتعرض لهذه المعاناة من البلاء الخطير ، مائة القتلى وربما مئات الالف من الجرحى من اجل السيسي اننا نأمل ان يتحلى المتنافسين على السلطة برحابة وسعة الصدر وبعد النظر ، بحيث يساعدون على تقريب وجهات النظر وايجاد الحلول والوصول الى النتيجة المطلوبة المرجوة وانهاء هذه المرحلة بأقل ما يمكن من الخسائر والوقت حتى لا تغرق مصر في بحر من الدماء .