• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : 🌙المحاضرات الرمضانية 5🌙 مفهوم اﻹستقامة .
                          • الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي .

🌙المحاضرات الرمضانية 5🌙 مفهوم اﻹستقامة

       قال الله تبارك وتعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(هود:112)،  {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}. (فصلت:30) صدق الله العلي العظيم.  
لهذا الشهر العظيم ثمار عديدة ومزايا فريدة؛ من ذلك أنه يعينك على دوام الطاعة والإيمان والاستقامة، فأن تستمر ثلاثين يوما على عبادات وأعمال صالحة متنوعة، يوطن نفسك ويثبت قلبك ويسدد جوارجك، لأن تكون هذه صفات راسخة وملكة دائمة بعد رمضان.شهر رمضان شهر استقامة وإيمان وثبات على دين الله، قال تعالى( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ )، ففيه هداية وتسديد وإذعان، فيزيد الإيمان وتتنوع عبادات القلب والأركان، من التقوى والصبر والذكر والدعاء والصدقة وتلاوة القرآن، فهنا هداية مضاعفة؛ هداية القرآن وهداية شهر رمضان.
من ثمار شهر رمضان تكفير السيئات ودخول الجنان، وهذا لا يتحقق إلا بالاستقامة على أوامر العزيز الرحمن، كما قال سبحانه( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ . نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ . نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ).
✍🏻 الاستقامة هي: عدم الانحراف، قال تعالى: { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } [الأنعام:153] أي: سر مستقيماً من أول الطريق ولا تلف يميناً ولا شمالاً إلا إلى الله، فلا تسمع الأغاني ولا تنظر إلى الحرام، وكذلك لا تأكل الربا، وحافظ على الصلاة في وقتها؛ لأن ذلك هو الطريق إلى الجنة بإذن الله، يقول الله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ } [فصلت:30] فالاستقامة من أسباب دخول الجنة.ويقول عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأحقاف:13-والاستقامة كلمة جامعة لشرائع الدين من قيام بين يدي الله والصدق معه والوفاء بعهده، والاستقامة أمرها عظيم، وقد أمر بها الأنبياء والرسل، وهي شاقة على النفس، فتحتاج إلى المراقبة والملاحظة والتسديد والمقاربة، ومدار تحقيق الاستقامة على حفظ القلب واللسان، فمن صلح قلبه صلح حاله، وهي أعلى مقامات الدين،قال عز وجل :(وإِنّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) إِن طريقي هذا هو طريق التوحيد، طريق الحق والعدل، طريق الطهر والتقوى فامشوا فيه، واتبعوه، واسلكوه ولا تسلكوا الطرق المنحرفة والمتفرقة، فتؤدي بكم إِلى الإِنحراف عن الله وإِلى الاختلاف، والتشرذم، والتفرق، وتزرع فيكم بذور الفرقة والنفاق.ومن هنا علم المسلم ، أن يسأل الله الهداية للصراط المستقيم كل يوم ما لا يقل سبع عشر مرة ، هي عدد ركعات الصلوات الخمس المفروضة في اليوم والليلة ، وذلك حين يقرأ فاتحة الكتاب في صلاته فيقول : فيقول داعياً ربه { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ } [الفاتحة:6-7]فالاستقامة جميلة المبنى ، جليلة المعنى ، قليلة العبارة ، كثيرة الإشارة ، من تحلى بها فهو السعيد الموفق ، ومن تخلى عنها فهو الشقي المخذول المحروم ، قال : الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "هلك العاملون إلا العابدون وهلك العابدون إلا العالمون ، وهلك العالمون إلا الصادقون، وهلك الصادقون إلا المخلصون، وهلك المخلصون إلا المتقون، وهلك المتقون إلا الموقنون وإنّ الموقنين لعلى خطر عظيم".
والمراد بالخطر هنا، هو أن صعوبة المشاكل، وثقل الامتحان، وشهوات الدنيا.. كلّ ذلك قد يغيّر في لحظة من اللحظات واقع الانسان.
✍🏻 فإذا أرادت الأمة بشرائحها الخير لابد أن تضع نصب عينيها الأهداف وتسعى إلى تحقيقها، وتصمد صابرةً على الأذى، وتحمُّل الإنسان المشقة والعذاب للوصول إلى الغاية سُنةٌ تأريخية وكونية، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةُ أَلاَ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}،(فصلت:30-31) {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ}(البقرة:257)، فإذا رافقك التوفيق الإلهية والذي لن يتأتَّى إلا مع الصمود والاستقامة والثبات على المبدأ - هذه معادلة - يمكن أن تصل إلى أهدافك على المستوى الشخصي ويمكن للأمة أن تصل إلى أهدافها، ولن تحصل الأمة على الظفر والنصر ولن يصل الفرد إلى أهدافه التي وضعها دون تحمل التعب والمشقة والاستقامة على المبدأ قال الإمام عليٌّ عليه السلام: ‹‹من طلب شيئًا ناله أو نال بعضه››، فالذي يريد أن يُحقق شيئًا ويُوجه طاقاته ويصمد في سبيل الوصول لها لابد أن يصل أو يدرك أكثر ما أراد أن يحصل عليه . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79718
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29