• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : دجلة وفتاة من زمن ملحمة كلكامش .
                          • الكاتب : اسراء العبيدي .

دجلة وفتاة من زمن ملحمة كلكامش

إهربي طيري حلقي يا كلماتي إهربي هروب الغرباء تعلقي بأمل هذا المساء . فالحياة أحاسيس فلنعيشها فما المانع  ؟ هنالك الاحساس باﻷلم والغربة وهذا هو الواقع ، قبل الرحيل لن أقول إلا شكرا فقد أحسست معك بوهج نيران . ليست كنار جهنم بل نار الحب الخالد هكذا العشق يكون معك إما موتا أو حياة . فالشمس قد غابت وسوف تشرق من جديد على أرضك يا حبيبي يا عراق . فبريقك وخز على قلبي ووريدي أصاب ... كوخز السهام التي تجوب الحشا وتفتك الأصلاب ...
فدعوني امعن النظر فيه فهو أغلى الاحباب ... حفرت اسمه وسط كل البلاد وطرقت كل الأبواب ... إلا باب العراق خوفا من أن يغزوه السراب ... فقد علمني الزمان أن أحذر من وجع الغياب ... كي لا أذوق طعم الغربة وألوان العذاب ...
فأنا لم أكن أحسب هذه السطور مهجعي في قيامي وسكون النفس في عنفوانها ، تستطيع أن تحمل في طياتها قدر المستطاع من أحمالي ، طالما أن الفراغ موجود ، وبين السطور أترك تعابير سطوري حتى أمنحك مساحة بيضاء من سواد قلمي ياوطني. 
فهل عرفتني من أكون ياوطني ؟ أنا فتاة من زمن ملحمة كلكامش وأسطورة يتحدث عنها الملك أنكيدو . 
مهلا ياعشاق العراق هل تعلمون ماذا في قلبي ؟ إنه طيف انتظار . فقد انتظرت شيئا من الزمن .. شيئا يغير مسار حياتي .. شيئا يرفعني إلى السماء .. يبعدني قليلا عن الحياة وليس فارس الأحلام الذي يقال عنه إنه بطل كرار و عنتر شداد . فمهلا لأني لا أحلم إن ذاكرتي تمجدني لكني على يقين ان ﮔوﮔوش في قلبي . تلك التي اختارت أن تموت شهيدة لأنها قالت :
 أطفالك يا عراق مشردون هكذا أراهم في أحلامي ولا ألقاهم لأرعاهم . فكم أنت جميل يا وطني رغم الحروب . فهل عرفتني يا وطني ؟ أنا تلك الفتاة من بغداد التي كانت مغرمة بقصة سندباد وشعرت ل (لحظة) إنها تملك مصباح سحري كمصباح علاء الدين فقالت : 
يا نهر دجلة شكرا لدعوتك لي فأنا لدي امنية هل تحققها لي ؟ هل ترد علي ؟ كلمني أنا اناديك .......
يا الهي كم كنت أتمنى أن يلبي نهر دجلة ندائي لأني لم أسمع له صدى , بل فقط شاهدت أنواع كثيرة من الفراشات الجميلة ذي الألوان البهية والطلة الزاهية . وبرفقة تلك الفراشات كانت تأتي نسمات هواء باردة من نهر دجلة . والأمواج كانت تداعب تلك النسمات حتى حانت لحظة هطول المطر فتساقط زخات ....
 يا نهر دجلة لقد وجدت هنا الكثير من الناس حولك . لربما جاءوا ليلقوا بهمومهم قرب أمواجك .
 
وفجأة كلمني نهر دجلة وقال لي :
أهلا بك أنا نهر دجلة . ونعم أنا أستقبل زواري بقلب ينبض بالحنين لأني فعلا أشتاق لهم . رغم أنهم يرموني بالأحجار ولكن الأسماك تحدثني عنهم فأسامحهم . أما حرارة رملي فهي دواء لكل مهموم ومنظري الخلاب دوما باستقبال العشاق والأحباب . وأمواجي تراقب الطيور المهاجرة ونسماتي الباردة تحكي لي عن وجع القلوب الحائرة , فأرى الأمل يلوح لي بظله من بعيد فما كان إلا وميض غير بعيد . وما كاد يلمع حتى تلاشى في الصباح  .. وهكذا أنا أصنع الامل للجميع .
-هل سمعت يانهر دجلة إن العراق يحتظر ؟
- كيف يحتضر أبي العراق  وهو نبض يرتعش ... وعلى ملذاته سحر يعزف نشيدا عبر المدى...
فكان الحب عراقيا ... والعشاق عراقيون  ... يرددون ... أناشيد تارة  للمحبة وأخرى للسلام 
أما أنا ستغني حنجرتي تغريده طول العمر لأنادي أحبابي الذين رحلوا  عودوا لعراقكم ...
أه منكم أه يا وجعي المكتوم فسلاما على كل مهاجر. لماذا تركتموني ؟ ياريت يا أحبابي لو تتمهلوا دنياكم لثوان وتعودوا ....
 
- هل تسمعني يانهر دجلة ؟ فأنا اكتب فقط  نقطة على سطر ومن ثم أصطدم بجدار الواقع , لأجد نفسي مصابة بعجز بل بشلل نصفي . ويجب ان أدخل إلى غرفة العمليات لاستئصال قلبي . لعلي أرتاح من أوجاعه فأنا أتوجع بقلب حزين . لما لا يأتي الطبيب الجراح ويمزق أوردتي قبل أن امزق شراييني . فقد تخثر دمي وتصلبت أمعائي وتجمدت دمعتي . فلو بيدي الآن إبرة لخيطت الجروح في قلبي . هناك ثقب فيه وهناك فسحة يدخل منها الضوء الى روحي . تلك الروح المدمرة التي دمرها الزمن . فمتى سأفيق من جراحاتي ؟ سيكون قد جاء القرن الثاني والعشرين . 
 
-  مابك ياعاشقة قصة سندباد ويافتاة من زمن ملحمة كلكامش ؟ لما كل هذا الألم ؟
- هل تسألني يانهر دجلة لماذا اتألم سأخبرك بقصيدة  ( لماذا )
لماذا
لماذا اتألم ؟....لماذا اتحطم ؟
ألهذه الدرجة لدي تساؤلات ؟
ولا أشعر فقط بالتنبؤات ؟
وكأنما أعيش بتبات ونبات
أفكارنا تتشابه وعقولنا تتواجه
مع الحياة وتتصادم.....
فلماذا كل هذه الهمجية ؟
والحصار والطائفية ؟
على بلدي العراق ... آه حبيبي يا عراق
لن يسرقوا مني هويتي العراقية
يا عراق أنت العقل المدبر
فقد قتلوا قلبي وحرقوا قلبي 
عليك يا بغداد لأنادي
انا بغدادية اصلية
انا هويتي عراقية
تحمل بلدي اشد انواع الإذلال
ومتى ينتهي من بلدي الاحتلال
فلماذا لا تقطعوا جسدي الى اشلاء
فانا كما تقول نازك الملائكة "شظايا ورماد"
انا دجلة الخير اقول وزعوا رمادي في بغداد
واحرقوا جثتي كما يحرقون الهنود اجسامهم احرقوني
وشظايا جسدي وزعوها في كل شبر من العراق



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79698
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18