• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : 🌙المحاضرات الرمضانية4🌙 أخلاقنا في شهر رمضان .
                          • الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي .

🌙المحاضرات الرمضانية4🌙 أخلاقنا في شهر رمضان

✍🏻 في خطبة الرسول  المخصصة لاستقبال شهر رمضان المبارك ترد الوصية التالية: «من حسنّ منكم خلقه في هذا الشهر كان له جواز على الصراط يوم تُزلّ فيه الأقدام». هذه الوصية.. كما الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تتحدث عن شهر رمضان المبارك تؤكد على ضرورة الاستفادة من هذا الشهر لتحسين أخلاقنا وتغيير أعمالنا نحو الأفضل، سواء تجاه ربنا أو تجاه الناس.ظواهر سلبية:لكن للأسف نجد أن الكثير من الناس يتصرفون في هذا الشهر بأسلوب سي‏ء وتصبح أخلاقهم أسوأ مما كانت قبل هذا الشهر! ويبرر البعض سوء أخلاقه أو «نرفزته» في هذا الشهر بسبب الصيام والتعب.. وهذا التبرير غير مقبول ولا يتناسب مع الأهداف التي ينبغي تحقيقها من خلال الصيام.هذه بعض من النماذج السلبية التي نلاحظها حول الجانب الأخلاقي في شهر رمضان المبارك، مما يقتضي منا جميعاً أن ننتبه أكثر لأنفسنا لكي لا يتحول هذا الشهر المبارك إلى فرصة لزيادة السيئات بدل أن يكون فرصة لزيادة الحسنات.لقد أتاح الله عز وجل لنا فرصة هذا الشهر المبارك من أجل أن نعيد النظر بأوضاعنا ونطور أنفسنا ونبتعد عن السيئات ونزيد من الحسنات.. ولذا لا بدّ من أن يكون هذا الهدف هو العنوان الأساسي الذي نسعى لتحقيقه.. وهذا يتطلب من كل فرد منا أن يراقب تصرفاته وأدائه في هذا الشهر المبارك.. ويصنع ميزاناً واضحاً يراقب من خلاله تصرفاته على قاعدة: هل هذا التصرف ينسجم مع الأخلاق الإسلامية والتوصيات التي طلبها الله عز وجل والرسول والأئمة أم العكس؟قد ينالنا التعب في شهر رمضان المبارك بسبب الصيام والجوع والعطش، وهذا أمر طبيعي، لكن بالمقابل يجب أن لا يتحول ذلك سبباً للمعصية أو ارتكاب الأخطاء.

✍🏻 تأمل آيات الصيام تجد فيها الحكمة السامية في الصيام: التقوى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، والتقوى ينضوي تحتها كل معاني العبادة بمعنى فعل الأوامر وترك النواهي.. فحقق التقوى في نفسك، وإن لم تكن محققاً لها قبل رمضان، فليكن رمضانك هذا نقطة الانطلاقة من خلال صون سمعك وبصرك وفؤادك عن الحرام.. وإقبالك على ربك: بصيام طيب، وصلاة حسنة في وقتها من غير تأخير، وهكذا. وحين تتمعن في آيات الصيام تجد في ثناياها آية عظيمة: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].. ألا يلفت انتباهك وجود هذه الآية مع آيات الصيام؟!.. 

ومن مصاديق التقوى حسن الخلق في عدم الإساءة للآخرين، وفي مقابلة إساءتهم بكظم الغيظ على أن الإسلام يشرع للإنسان أن يأخذ حقه ممن ظلمه، ويجعل ذلك الأمر حقاً له لا يثرب عليه فيه، إلا أنه يحث على العفو والصفح والمسامحة، وعلى كظم الغيظ، وقد تكررت الآيات في ذلك كما في قول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ * وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 39، 43].. 

 ✍🏻 فليكن لنا تميز مثلا في معاملاتنا وفي أخلاقنا ، وصحيح أن هذا الشيء مطلوب في سائر أيام السنة ولكنه في هذا الشهر المبارك آكد وإلا كما لشهر رمضان فضل كذلك لحسن الخلق عموما فضله ، يقول الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم )( أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق ).ففي الصيام مطلوب الالتزام بالأخلاق الفاضلة والتي منها غض البصر فقد ورد أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل أصحابه أي الأعمال أفضل في شهر رمضان فقال من قال ، الصلاة قال ، لا ، فقيل الجهاد في سبيل الله قال ، لا ، فقالوا الله ورسوله أعلم فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) غض البصر عن محارم الله. وعلينا أن لا نغضب ولاسيما في شهر رمضان حيث البعض يؤثر عليه الصيام فيلجأ أحيانا إلى الغضب والصراخ بحيث يصل به إلى المعاملة الغير لطيفة كمعاملة بعض الآباء لأبنائهم في داخل منازلهم أو بعض الموظفين في داخل أماكن عملهم ولعله يحصل من يذكّره بصيامه فلا يستجيب أو بعد أن يفعل ما يفعل يقول ((اللهم أني صائم))، فمن المفترض أن يراعي فريضة صومه من قبل أن يحدث ذلك ، يقول الرسول الأكرم( صلى الله عليه وآله وسلم)( ما من عبد صالح يُشتم فيقول إني صائم سلام عليك لا أشتمك كما شتمتني إلا قال الرب تبارك وتعالى : استجار عبدي بالصوم من شر عبدي فقد أجرته من النار).فينبغي على كل الأطراف في شهر رمضان التسامح ونبذ كل ما يعكر الصوم من بعض التصرفات غير اللائقة والأخلاق غير السوية بمعنى أن تصوم كل جوارحي عن كل ما هو مبغوض عند الله تعالى من هذه الأخلاق كالغيبة والنميمة وغيرها ، قال أبو عبدا لله (عليه السلام)( إذا صمت فليصم سمعك وبصرك عن الحرام والقبيح ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك).بمعنى أن شهر رمضان فرصة كبيرة وسانحة للتغيير إلى الأفضل سواء على المستوى الأخلاقي أو العبادي الشخصي أو الجماعي . فبإمكاني أن ارفع من رصيدي العبادي في هذا الشهر من قراءة القران الكريم وقراءة الأدعية مثلا ولن نتحدث عن هذا الشأن كثيرا لأن فضل قراءة القران في شهر رمضان معروفة ومعلوم أيضا أن هناك أدعية مخصصة لشهر رمضان المبارك سواء في أوقات السحر أو غيرها. فلو التزم الفرد المسلم والمؤمن بما تحدثنا عنه بالنسبة للمستوى الأخلاقي لأحدث تغيير ملحوظ في شخصيته الأخلاقية. ناهيك عن ما لشهر رمضان المبارك من فضل كبير في تغيير بعض العادات الاجتماعية والفردية السيئة وعلى رأس تلك العادات التدخين فكثير من المدخنين يعزم على ترك التدخين في شهر رمضان المبارك أو مع اقتراب أيامه ، وذلك لان الصيام يساعدهم كثيرا على التقليل منه لأنهم قطعا لن يدخنون في نهار شهر رمضان وبالتالي يساعدهم على تركه بشكل كلي. وأيضا كما للشهر الفضيل دور كبير في ترك العادات السيئة له أيضا نفس القوة في تعزيز بعض العادات الجيدة والسلوك المحبب كالتزاور أكثر والتلاحم وتبادل وجبات الإفطار فيما بين الأقارب والجيران والأهل والأصدقاء. وأخيرا نذكّر بما لشهر رمضان المبارك من يد رحيمة على التائبين والعائدين إلى السميع العليم فالباب التوبة مفتوح في هذا الشهر ، شهر الله ، شهر الرحمة والتوبة والمغفرة شهر الخير والغفران ، فنسأل الله تعالى في هذا الشهر الفضيل أن تعم الرحمة كل المسلمين ويعم الأمن والأمان كل ديار الإسلام .

         والحمد لله رب العالمين

للتواصل عبر الواتس اب: 0096170843021 

كما يمكنكم متابعة محاضرات ومقالات السيد على صفحته في موقع كتابات في الميزان من خلال هذا الرابط info@kitabat.info




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79589
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29