• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من يحمل عرش الإصلاح .
                          • الكاتب : وليد كريم الناصري .

من يحمل عرش الإصلاح

سليمان النبي؛ كان قادراً على حمل عرش بلقيس بنفسه، لكنه جعل الفرصة لمن يريد الأمتثال لأوامر الله، في إصلاح المجتمع، وجعل الله إختياره على طيرا،ً يرونه الناس ضعيفاً، ولكنهم نسوا أن قوتهم من قوة الله، وأن للهدد نصيب أكبر مما هم عليه، لأنه أمتثل لأمر من يمثل ألله، من بعد هذا المقدمة القصصية، نترجم نظرة المجتمع العراقي للإصلاح.
على عجالة، وبعد إن ينتهي الخطاب، أو التصريح المتلفز، يجمع أدواته، ليبدأ تشخيص نقاط الضعف التي يختلقها، ويرتب عليها أساس المواقف، التي تفتقر إلى تطابق الرؤى معه، دون الرجوع إلى الخطاب أو المبادرة، التي قد تحتوي بطياتها وتطبيقها الكثير من الحلول الآنية والجذرية، هذا ما إعتدنا عليه من بعض من يراقب نشرة الأخبار، أو يتابع برنامج سياسي، ليخرج بنتيجة إنه مدرك للعملية السياسية، وبين خلجاته حلول الأزمة الخانقة، وإن الحق مع فلان والباطل مع فلان.
بدلاً من أن يجلس أصحاب القرار، في إيجاد الحلول اللازمة، لإخراج البلاد من ما هو فيه، ويقضي ساعات وساعات في ترتيب حلوله، خوفاً من الوقوع في نفق تهميش جهة دون أخرى، مما يسبب أزمة أكبر، كان لابد من الجلوس لساعات أطول وأطول، من أجل إختيار الشخصية، التي تعلن تلك المبادرة، إذ إن أغلبية الشارع العراقي اليوم، لا يبحث عن حلول الأزمة، بل يتمسك بين الرفض والقبول بمعيار معرفة صاحب الحل أو المبادرة وموقفه من الإنتماء الشعبي.
داء بدأ يفتك بالمجتمع العراقي، وأوصل الأزمة الى هذا المستوى، فلو كان شعب بثقافة الإنصاف والوطنية، لما وصل الأمر بنا أن نركن عقولنا، على رفوف التبعية العاطفية!، وأن تفتقر أدواتنا الى كيفية تشخيص الرجل الوطني المصلح!.
كلنا يعي ويدرك كيفية تدوال السلطة في إيران، كونها أقرب نموذج، وكلنا يتكلم عن كيفية إدراة الحكومة الأمريكية بين حزبين (الديمقراطي والجمهوري) حيث يحكم حزب ويراقب حزب، ويذهب تحت مسمى المعارضة الحاكمة، ماذا لو أتت مبادرة بهذا النوع، لتجربتها بالعراق، حيث تشكل لجنة من جميع طوائف الشعب العراقي، يعملون على إختيار شخصية (تكنوقراط)، يشكل كابينة وزارية، وتذهب جميع الأحزاب والكتل الى مسمى المعارضة، حيث تراقب وتشخص وتقوم عمل هذه الحكومة وتستبدل السيء وتقيم الجيد.
عبر هذا المقال يتفق جميع القراء الكرام، مع هكذا مبادرة، ويرون فيها الأمل بحلحلة الأزمة، ويبدي رأي الجميع بالتأييد، ولكن بمجرد معرفة إن هذه الحل، أحد النقاط التي دونها السيد (عمار الحكيم)، في مبادرته الأخيرة، سرعان ما تتغير القناعة الى الرفض، بحسب إختلاف توجهات القراء المجتمعية، إذ أدرك لاحقاً أنه يختلف بأنتمائه مع صاحبها، وأن الحلول لا يمكن أن تكون إلا مع ما يراه هو مناسباً.
أخيراً؛ لابد أن تكون ثقافة المجتمع بعيدةً عن الأهواء والتبعية، وإن يكون ناقداً بإنصاف لا محارباً ببغض، والشواهد تطول في ذكر المبادرات التي جوبهت بالرفض، كونها لم تجد الشخص الذي يتمتع بالمقبولية المطلقة لدى الشعب، والكتل الحاكمة، ولكي نجتاز هذه الأزمة التي تعصف بالبلد، لابد لنا أن نغير ما بأنفسنا، ونحاول أن نستعيد عقولنا ووطنيتنا، انطلاقا من قول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79516
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20