• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : "بمناسبة شهر رمضان المبارك" .
                          • الكاتب : كريم الانصاري .

"بمناسبة شهر رمضان المبارك"

 إلينا جميعا !!
 
حقّاً تعويل الناس علينا ونحن بهذا الحال من التخندق المخيف والاصطفاف المحيف ؟! 
فأين نحن من لوائح العقل العملي ، من الأخلاق الميدانية ، من الحكمة الفاعلة التي علّمتنا ثبوتيّاً أن نقول :   
 
لانحلّق في آفاق الضباب ، لا نلهث خلف السراب ، لانعتكز على أضغاث الأحلام ، لا نرتقي كِتَفَة الأوهام ، لا نتطاول على الحقيقة الحاضرة فينا والآلام التي تقرّح جفوننا وتؤذينا ، لا ننكر ضآلة النضج ونزر الوعي وتنامي الجهل الذي يغِير على آننا ويعرقل غدنا ويخدش ماضينا ، لا نهرب إلى الأمام بعواطفنا وأحاسيسنا إثر النقص ومواطن الخلل الموجودة  في قراءاتنا ومراجعاتنا ومقارناتنا واستقراءاتنا وحفرياتنا واستنتاجاتنا وسائر مناطق الفراغ فينا ، لانعالج آفاتنا إلّا بأدوات المعرفة ومناهجها الحافظة كلّ اُصولنا ومبادئنا، الملبّية طموحاتنا وأمانينا ، لانهتمّ إلّا  بالفكرة التي تغترف من معين الاُسس القدسية وجوهر الرسالة الإلهية والقيم الإنسانيّة مؤنتها وحاجتها كي تسمو بنا إلى سلالم العزّ  والكمال الإيماني والفلاح الربّاني مشفوعةً بواسع القبول ودعم اللبّ الجمعي ،  الفكرة التي ترشدنا وتهدينا ،لانهجر ولاننسى تلك الأخلاق التي حملها الدين لنا بعقل وروح ولسان وفعل وتقرير خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد الأمين سيّدنا وراعينا ، حتى استطالت بفعل العقل الفاعل فينا ، بفعل اللطف الإلهي والوسائط  التي تحفر في ذواتنا وتؤثّر في نوادينا ، الأخلاق التي لولاها لَما بُعِث رسولنا وهادينا . فلانتجاوز الخطوط الحمراء ولانلبّي رغبات الذات ولاتركبنا الشهوات ولانستبدّ ولانحيف ولانلبس جلد الحرباء ،  لا بهتان لاغيبة لاكذب لاخيانة لاخلف وعد لانكث عهد لا طغيان ...                               
 هذه اللاءات ونظائرها من اللاءات ليست  اُمنيات ، لا "مدينة فاضلة " ، لاعبث ،لا أحلام ، لا مثاليات ، إنّها حقيقة الإنسان التي ينبغي أن تكون  " فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله "  ، إنّها حقيقة رسالة السماء التي غدونا عنها غرباء وهي عنّا  بُعْد المشرق والمغرب بَعْداء ، مشرق البركات والإفاضات الربوبية والأنوار القدسية والفلاحات السرمدية ،  مغرب الروح واُفول الخير وتلاشي الإشارات والتوبة الرحموتية .                   
 بلا استثناء ، كلّنا ننسى ،نغفل ، نسهو ، نخطأ ، كلٌّ بحدّه وحجمه ، لكنّنا لسنا جميعاً نألم ونندم ونستغفر ونتوب ، فما أروع وأجمل أن ندرك ثمرة الوقوف على " مناطق الفراغ " في أعماقنا وحنايانا من نقصٍ وخللٍ ونسيانٍ وغفلةٍ وسهوٍ وخطأ  فينا،وقوفَ العارف الخبير ، وقوفَ النادم المستجير ، لاشكّ انّها الخطوة الأسمى نحو العمل ب "اللاءات " المعهودة ونظائرها المعروفة ، لنبلغ العلا ونفوز بالكأس الأوفى .                                 مجمل الأمر بأسره شيءٌ واحد ، إنّه الحُبّ، " وهل الدين إلّا الحُبّ " ، وهل الحياة إلّا الحبّ  ، فإن أحببنا بذاك الحُبّ انغرست تلك اللاءات فينا وامتدّت جذورها في أعماقنا وتشعّبت فروعها وأغصانها مورقةً فوّاحةً بأريج الوئام وعبق الأمان ومسك الإيمان ، مترنّمةً بترانيم السماء وبذاك النداء ، نداء الإنسان بربيع القرآن ، شهر الرحمة والرضوان، شهر ليالي القدر الحسان " شهر رمضان الذي اُنزل فيه القرآن هدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان ".
 
سيّداتي آنساتي سادتي ، أيّها السياسيون المفكرون المعرفيون ! بل إلينا جميعا !
كما تعلمون ، ولاأظنّكم نسيتم ، فهذا هو معنىً من معاني العقل الثاني ، أو مايُسمّى بالحكمة العمليّة .. إنّها الأخلاق العمليّة التي تجعلنا أن نكون حيث ينبغي أن نكون ، مهما كان الاسم والعنوان .
هذه لائحة من لوائح مرحلة الثبوت فأين محلّنا من مرحلة الإثبات ؟ ناهيك عن ذات الثبوت ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79351
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20