• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أم سبع عيون بين النظرة والحسد .
                          • الكاتب : علي زويد المسعودي .

أم سبع عيون بين النظرة والحسد

لقد كشف العلم الحديث قوى خارقة وقدرات عالية جدا للعين وأن الدراسات كشفت أن القدرات هذه ليست حكراً على أحد أو خاصية يتمتع بها أناس متميزون عن غيرهم، بل هي موجودة في معظم البشر، وأقل البشر، شريطة أن يدرك قدراته ويعرف الطرق لاستخدامها

ولعل أعجب القدرات على اختراق المادة بالنفس امتلكها الشاب (( ماثيومانينغ )) فقد كان باستطاعته طوي الملاعق و السكاكين و تغيير شكلها بمجرد النظر  و كان ينظر الى عقارب الساعة فيوقفها عن الحركة , و يستطيع إيقاف التيار الكهربائي .

ويعرف عن نابليون بونابرت انه كان ذو نظرة ثاقبة فقد عرف عنه انه إذا ثبت نظره على خصمه سبب له متاعب كبيرة, و إذا نظر بنظرته الحاسدة إلى شيء ما حطم ذلك الشيء, و لم يكن بياض عينيه ابيضاً بل كان لونه صفراويا . 

والامر المهم الذي نريد قوله هو ان الحسد يختلف عن النظرة  فالحسد هو شعور تمني زوال النعمة من المحسود كراهية فيه. اما النظرة او العين فهي  ليس في نفس الشخص تمني زوال نعمة الغير. والحسد شعور داخلي يمكن أن يوجد في جميع الأشخاص تبعاً للمواقف المختلفة اما النظرة فهي حالة توجد عند البعض ولا توجد عند الآخرين وعدد الذين توجد عندهم قلة.

والحسد شعور أخلاقي يمكن مقاومته بالإرادة وحسن الخلق. اما النظرة  فيصعب مقاومتها.

وهذا يعني أن إصابة العين تكون قهرية على الناظر فضلاً عن المنظور إليه. فلا تكون قسماً من الحسد بطبيعة الحال . يقول رسول الله صلى الله عليه واله  وسلم : (العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر)

وهنا نقول ان العين او النظرة يسري من عندها شي خفي سواء كان صاحبها مؤمنا ام فاسقا ولاشعوريا على الحاجة المنظور اليها دون قصد فيكون ايذانا بتحطمها او تلفها وهذا قانون لم يكشف النقاب عنه لانه وجداني وليس ماديا غربيا حتى يتعامل معه وفق نظرياتهم المادية  

يقول السيد الشهيد محمد الصدر قدس الله سره: ومما يحسبه الناس من الحسد  الإصابة بالعين  وإنما حسبوه منه عجزاً منهم عن تفسيره  وإلاَّ فهو ً من القوانين الكونية الباطنة .

ولعل هذا ما يفسر وضع الناس لما يسمى (ام سبع عيون ) او ما تعارف عليه الناس من امور اخرى ظنا منهم انها تجنبهم الحسد ولكنها تجنبهم النظرة وفق ما قلناه  باعتبار ان النظرة تقع على ابرز شي موجود في الدار وتتلفه ويكون بذلك قد تم تفريغ هذه الشحنات في هذه القطعة فتجنب الاخرين ما قد يقع من اضرار.

يقول السيد الشهيد الصدر الثاني  : وهذه جهة مجربة لكثير من الناس  ويحتوي من الناحية النفسية للناظر على استعظام ما ينظر إليه ، إما لكثرته أو لجماله أو لغناه أو لصحته أو لأي شيء آخر . فيكون الجانب المنظور والمركز عليه مؤذناً بالزوال سواء أراد الناظر ذلك أم أباه ، وسواء التفت إليه أو لا .

الجدير بالذكر أن من العادات القديمة المستخدمة لتجنب الحسد ويقصد به النظرة هو تعليق تعويذة (ام سبع عيون) على واجهات المحلات والبيوت وهذه التعويذة قديمة جدا تعود الى ايام البابليين القدماء حيث كانوا يعتقدون بأن النفس الشريرة او الاشعاع المنبعث من العين الحاسدة عندما يتشتت او ينقسم الى سبعة اقسام يفقد قابليته على الايذاء ومن هنا بدأ البابليون بتعليق هذه التعويذة في كل مكان في قصور الملوك وفي الساحات العامة وحتى في الشوارع. 

اما بالنسبة للون الازرق فهو كذلك وحسب الدراسات الحديثة وجدوا ان هذا اللون له القابلية على امتصاص الاشعة المنبعثة من العين وتشتيتها وجعلها غير فعالة . ولهذا نرى ان تعويذة السبع عيون عادة ما تكون زرقاء اللون.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=79102
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16