• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكويت تحتل إيران وتوحد السعودية وتحرر البحرين وتستعمر البصرة .
                          • الكاتب : كاظم فنجان الحمامي .

الكويت تحتل إيران وتوحد السعودية وتحرر البحرين وتستعمر البصرة

 يقولون: (إذا لم تستح افعل ما شئت), واكتب ما شئت, وتكلم بما شئت, وأعد كتابة التاريخ كيفما شئت, وزوّر الحقائق, واقلبها رأسا على عقب, فاحذف وأضف على كيف كيفك, خصوصا إذا كنت على شاكلة المؤرخ الكويتي والمحقق الخليجي, وعضو مجلس الأمة, المقدم الركن المتقاعد, رئيس المركز الاستراتيجي للدراسات والخطط, الأستاذ المحامي (ناصر الدويلة), الذي أطل علينا من نافذة قناة (الوطن) في حوار مفتوح مع الإعلامي الكويتي (خالد العبد الجليل) في برنامج (تو الليل), ليقول لنا: أنّ الكويت هي التي وحدت المملكة العربية السعودية, وهي التي ساعدتها في لملمة شمل قبائلها المبعثرة في عرض الصحراء, وهي التي مهدت الطريق لحكم آل سعود, وهي التي أسهمت في استتباب الأمن في نجد والحجاز, وهي التي غزت بلاد فارس بعساكرها الجرارة, وهي التي احتلت إيران ثلاث مرات, وهي التي أخضعت البصرة لسيطرتها واستعمرتها لقرون طويلة, وهي التي دمرت قلعة (عبادان), وهي التي سحقت إمارة كعب في المحمرة, وهي التي حررت البحرين, وهي التي دافعت عن حصون قطر, وهي التي طاردت الجيوش الساسانية, ودحرتها بين (بوشهر) وجبال (زاكروس), وهي التي تصدت بأسطولها لغزوات الأسبان والبرتغال في حوض الخليج العربي, وأغرقت سفنهم في مضيق هرمز, وهي التي أسقطت الفاو ثلاث مرات, ثم يقفز (الدويلة) فوق ذاكرة التاريخ, ليقول لنا, ان الكويت موجودة على الأرض قبل عام 1570 ميلادي, وقبل اكتشاف أمريكا. 
لقد تحدث (الدويلة) عن فتوحات الكويت وغزواتها بما لم يتحدث به أدولف هتلر عن انتصارات الرايخ الثالث, وأشار إلى أنها أقدم الدول العربية بعد الدولتين الأموية والعباسية, بمعنى أنها واكبت حكم ملوك الطوائف في الأندلس, ولم تكن خاضعة لسلطان الإمبراطورية العثمانية. . 
 
 
 
 
 
 
 
يا جماعة صدقوني هذا ملخص لما قاله (الدويلة) بعظمة لسانه, من دون حذف أو إضافة, ومن لم يصدق كلامي يراجع الرابطة التالية, ليستمع ويرى بنفسه (بالصوت والصورة), ويتأكد من خزعبلات (الدويلة) وسفسطته التاريخية:-
 
http://www.youtube.com/watch?v=ZbUbWzOh0xw
 
وشاهدوا أيضاً الرابطة التالية:-
http://www.watan.com/viewvideo/153
 
ولا تستغربوا من سماع مثل هذه التفاهات والتصريحات الغبية البليدة, فنحن في زمن الثرثرة و(الطرطرة), ورحم الله الجواهري على رائعته التي يقول فيها:
 
أي طرطرا تطرطري تقدمي تأخري
تقلبي تقلب الدهر بشتى الغيَرِ
تصرفي كما تشائين ولا تعتذري
لمن ؟ أللتاريخ وهو في يد المحررِ
قد تقرأ الأجيال في دفة هذا المحضرِ
عن مثل هذا العصر أن قد كان زين الأعصرِ
أي طرطرا تطرطري 
أعطي سمات فارعٍ شمردلٍ لبُحترِ
وأغتصبي لضفدعٍ سمات ليث قسورِ
طولي على كسرى ولا تعني بتاج قيصرِ
كوني على الأضداد في تكوينك المبعثرِ
شامخة شموخ قرن الثور بين البقرِ
 
لقد خرج (الدويلة) عن المألوف, وسقط غير مأسوف عليه في مستنقعات المبالغة والتهويل والمغالاة, فأساء إلى الكويت وتاريخها الفتي, ولم يكن بحاجة لهذا الكم الهائل من الحكايات الملفقة, والروايات المفبركة لكي يجمل صورة الكويت, ويضعها خارج استحقاقاتها التاريخية والحضارية, وكم تمنيت أن يستفيد (الدويلة) من بلاغة الأديب والمؤرخ الكويتي الكبير (خالد سعود الزيد), الذي كان رائعاً في رسم أجمل صورة للكويت ببضعة أبيات من السهل الممتنع, كتبها بتجرد, وعبَّرَ فيها عن مشاعره الصادقة, وأحاسيسه العميقة بأرضه ووطنه وشعبه, فدخل قلوب الناس بقصيدة واحدة, صاغها في لحظة صدق وتأمل, اختزل فيها تاريخ الكويت ونشأتها الحديثة, من دون حاجة إلى التزييف والتحريف والانتحال, قال فيها:
 
كان أصلُ الكويت دعوةَ حب أينعت حولها قلوبٌ ندية
كان حكامُها بنيها فأضحى شعبُها حاكماً وكان الرعية
 
كلام جميل وبليغ لا غبار عليه, صاغه (الزيد) رحمه الله بهذه المفردات القليلة ليقدم الوقائع والحقائق, التي عاشها وتقلب في أوساطها, وألف مناخها ومهد سبلها إلى الباحثين وعشاق الأدب, وليتيح لهم فرصة الاستزادة, ويغنيهم من عناء البحث في المراجع, ويبعدهم عن دهاليز الكذب والتلفيق. 
 
لسنا هنا بصدد تصحيح المغالطات الكثيرة التي وقع فيها (الدويلة), لكننا نكرر ما قاله له زميله من الكويت, العقيد الركن المتقاعد (عوض عبد الله المطوطح), في رده عليه على خلفية طعنه برجال الجيش الكويتي, إذ قال له: (أن من يريد تنصيب نفسه رمزاً للبطولة والجهاد, لا يطعن في زملائه, ولا يشكك في ولاءاتهم, ولا ينعتهم بأقذع الأوصاف, ومن يريد أن يكون بطلا ينبغي أن لا يزور الحقائق, ولا يختلق الأحداث, ولا يعيد كتابة التاريخ على مزاجه  ليتوافق مع أهوائه وقصصه الخيالية).  
ومن نافلة القول نذكر أن (الدويلة) هذا لا يستقر على رأي ثابت, فتارة يضع الكويت في كفة الإمبراطوريات العظمى, ويمنح جيشها خصال المغول والتتار والساموراي, وتارة يصف عناصر الجيش الكويتي بأنهم (خَمّة وطِقعان), فيتناقض مع نفسه, ويتخلى عن المبادئ والقيم العسكرية, التي يفترض أن يكون مؤمناً بها. 
المثير للغرابة أن هذا الرجل (السوبرمان) يدعي انه هو الذي وضع خطة تحرير الكويت عندما كان نقيباً في الجيش, وسيأتي اليوم الذي نسمع فيه أن (الدويلة) هو الذي اشرف على تدريب وتأهيل قادة الجيوش العالمية, من أمثال (رومل), و(مونتغمري), وحتى (عبد السلام الشاذلي), و(تشوارسكوف), و(ديك تشيني), و(كولن باول). . 
ختاما نقول: لقد بلغ هذا الرجل مبلغا عظيما في التلفيق والتزوير والتحريف على الرغم من صفة التصغير  والضعف في لقبه (دويلة), فما بالك لو ارتقى في سلم العنجهية , وأرتحل من (دويلة) إلى (دولة) ؟؟. 
أغلب الظن انه سيعيد تقسيم أقطار الشرق الأوسط من جديد, ويقود جيوش العالم في الحروب الكونية القادمة, والله يستر منك يا (دويلة) ومن هلوستك التاريخية المضحكة. . 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7909
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28