• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : راقصة في عصر القيامة .
                          • الكاتب : وليد كريم الناصري .

راقصة في عصر القيامة

السادس عشر من مايو (أيار) لعام (2007)، وقفة تأمل في خارطة الطريق، العراق بإتجاه هاوية التقسيم، المذهبي والطائفي، مصانع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي، يعد طبخة معلبة، لا حاجة لتذوقها ألان، ستركن جانباً، المسلمين يجيزون أكل الميتة عند الاضطرار، حينها قد لا تكون كلمة (Expire) على العلبة ذات إشكال شرعي ، لأن الحكم الإسلامي فشل حينها في العراق، ولابد من تذوق غيره حد الإضطرار.
"جوزيف بايدن"عراب مشروع التقسيم ومساعده "ليزلي جليب"، رئيس مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، كانا يبحثان عما يغطي فشل الولايات المتحدة، والقوات المتحالفة لغزو العراق، وللخروج بشيء يدعو الى طمأنة إسرائيل، أو كسب ورقة، يمكن خلالها الضغط على الدول المجاورة في المنطقة، مع وجود معارض تركي، وترحيب كردي، كان لابد من نقل التجربة اليوغسلافية في التسعينات، الى العراق، ومن هذا الأساس أرادوا الانطلاق بالعراق، عبر مسار طائفي مذهبي قومي، يمكن من خلاله ضمان مصالحهم في المنطقة.
لسنا بصدد التركيز على مشروع التقسيم وآلياته، بقدر ما نشخص كيفية العمل على تقبله، في ضل الرفض العراقي، (الحكومي, والسياسي, والشعبي) والدولي المتمثل بين( تركيا وإيران وسوريا)، ومن أجل نفاذ ضوء المشروع، في فضاء التطبيق، لابد من العمل على خلخلة حائط الممانعة، عبر الضغط الدولي، أو تبادل المصالح الجهوية، أو إفتعال الأزمات المدمنة، في المجتمع العراقي، حينها تقدم طبخة التقسيم حلاً مقبولا بين جميع الأطراف، على الرغم من الجزم بعدم القناعة به من بعضهم.
الطريق الى مشروع التقسيم لم يكن معبداً، بما فيه الكفاية، على الرغم من تصدره قائمة المصالح الإسرائيلية في المنطقة، إلا انه محاط بكثير من الرافضين، ومن الجانب الأميركي والدولي أنفسهم، لما يشهده مجلس الشيوخ الأميركي، تصادم في الرؤى والنظريات بين الحزبين، ومحاولة الديمقراطي كسب الشعبية العالمية، في رسم ملامح خارطة طريق المنطقة، مما دعى القائمين على إيجاد الارضية المناسبة، وأدوات العمل من داخل موقع الحدث، أي العراق نفسه، حينها سيجبر المعارضين على تقبل المشروع.
إبتدأ الإعداد الى المشروع، منذ الولهة الأولى لتشكيل الحكومة،عملو على تقسيم السياسة على هذا الأساس، ولو راجعنا التقسيم السياسي العامل بالحكومة الآن، لوجدنا فيه إجحاف، حيث إن التقسيم لم يعطي دور الأقليات من الطوائف بصورة مستقلة، وتمادى بإعطاء السنة موقعان، الأكراد يمثلون جانب سني، والسنة بتمثيلهم السني، الشيعة وهم يمثلون أكثر من السنة والأكراد مجتمعين، يعطون موقع واحد، وهذا ما يركز النظرية التي تقول ( مقابل كل شيعي إثنان من السنة)، بغض النظر عن القومية.
التقسيم السياسي القائم في إدارة الرئاسات الثلاثة، قد يعتبر اللبنة الأولى، التي تدعم مشروع "بايدن" في العراق، إنطلاقاً الى الخطوة الثانية، وهي "التشضي الحزبي والكتلوي داخل التحالف نفسه" أو التمثيل الفدرالي، إستطاعت أمريكا ودول الخليج، عبر أجندتها العاملة، على خلق فضاء يبعث على تقبل مشروع التقسيم، بحجة الخروج من الأزمة الخانقة، الى فضاء يستجدى الحل في أروقته، وهذا ما نجده اليوم يعتلي صرح الأزمة ، والتي من خلالها يتم معالجة الخطأ بما هو أفضع منه.
الوقت الذي تزرع فيه داعش، في محافظات العراق الغربية، أزمة الفساد التي أوجدتها أمريكا في العراق، إختلاق مورفين الاقتتال والتشظي الطائفي، دوافع تجبر الحكومة والشعب، على تقبل مشروع التقسيم، وبدل من أن تجتمع القوى، بالدفع بإتجاه رفض المشروع، عبر محاربة داعش، وتوحيد الصفوف ضدها، يذهب زعماء بعض من الكتل على خدمة المشروع الاميركي، وزعزعة الأمن في المناطق الحساسة، عبر خلق جو ملؤه التعدي على ممتلكات الدولة، وإرباك الوضع داخلياً، لخلق فجوات الإتجار بحياة الابرياء.
وأخيرا؛ ما حصل في أروقة قبة البرلمان، من إعتصام فوضوي، وإنفلات مرتزقة البعث، بدخولهم مجلس الوزاراء، والتعدي على الموارد البشرية والمادية هناك، سواء بالطعن أو السرقة والنهب، في ظل إستعداد فصائل وقوى الحشد الشعبي والقوات الأمنية، لإقتحام الفلوجة، يتطلب وقفة لفك الربط بين الجبهتين، منصة الإعتصامات الغربية، كانت كفيلة بإدخال داعش بعبائتها هناك، ولعل مظاهرات اليوم، توصلها عبر عمامتها حيث بغداد والمحافظات.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78756
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29