• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حركة النهضة التونسية تتجه نحو اللائكية ؟؟ !! .
                          • الكاتب : رابح بوكريش .

حركة النهضة التونسية تتجه نحو اللائكية ؟؟ !!

لا شك ان المراجعات الجريئة والعصرية التي تقوم بها النهضة في تونس، سترعب الأحزاب الاسلامية في الوطن العربي ، وربما هي الآن هي في حالة الطواري ! قد يجود الزمن فيأتي من يتمكن بوسائل بحث عميقة وشاملة ويقدم للباحثين من اخبار الغنوشي ما يلقي اضواء على خرجته الجديدة  . رئيس حركة النهضة لا احد ينكر انه سياسي محنك ومفكر وباحث وله منزلته بين المعنيين بدراسات الأمور الدينية . و الفكرة التي اتى بها في المؤتمر العاشر ، فكرة تقوم على العمل الحزبي الصحيح . وهذا ولا شك أمر لا بد أن تلتفت إليه الأحزاب الإسلامية في الوطن العربي حتى تطور احزابها وتبلغ ما بلغته الأحزاب في بلاد أخرى سبقتنا في طريق التطور الحزبي . ولا بد ايضا  أن نضع  تجربة  الشيخ  تحت المجر ولا نقول أن الشيخ قد تخلى  عن المبادئ التي من اجلها اسس حزب النهضة !! واستورد مبادئي أخرى من الغرب .
عندما تقدم رئيس حركة النهضة لإلقاء خطابه الذي دام حوالي 50 دقيقة كان الجميع ينتظرون إجابة واضحة وشافية حول جوهر الفصل بين الدعوي والسياسي ولكن راشد الغنوشي راوغ الجميع وقدّم خطابا سياسيا واقتصاديا وكأنه رئيس حكومة . ولقد صفق أعضاء المؤتمر والضيوف ... صفقوا طويلا للعبارات التي جاءت في مشروع النهضة الجديد ، ولهذا فإنه لا يسعنا إلا نتساءل هل أن الغنوشي سيتزين بزي أخر غير الإسلامي ؟ أي تحويل الحزب  المحسوب  على الإخوان  الى حزب سياسي علماني  . وعلى كل حال فإن العبرة التي يجب استخلاصها فورا من هذا التغيير في المبادئ هي أن واقع المسلمين الآن لا يتفق واحكام الاسلام . فقد شاعت بينهم الخلافات ، بل الحروب ، سواء كانت بين الدول ، أو نزعات محلية لدى بعض الشعوب . أن عجز الأحزاب الإسلامية عن شرح الاسلام الحق ، وبقاء صور تاريخية وواقعية للإسلام المزيف تثير الاشمئزاز ... ربما كان سبب في ابتعاد الناس عن الأحزاب الإسلامية .
الواقع  أن حزبه الشيخ  فشل في مهمته الأساسية على الرغم من خصال بعض أعضائها ،وهذا الفشل هو مصدر النتائج التي بدأ الشيخ في استخلاصها بالنسبة للمستقبل " الشعب التونسي لن يرضى بوجود حكومة مصدرها اخواني " .
ومن جهة أخري فهو يعرف تماما أن الوقت غير مناسب لعمل الأحزاب "
الاسلامية " والتاريخ حافل بأمثلة  شتى للتضيق على هذه الأحزاب  سواء داخليا أو خارجيا ! ولهذا قرر أن ينتظر الشوط الثاني حتى يبدأ المباراة من جديد . ان حياة الانسان تحكمها القوى الروحية والقوى المادية معا ، ولا سبيل للفصل بينهما ،فكلتاهما ضرورية لقيام المجتمع السليم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78737
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29