• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حزب الدعوة الإسيلامية وجدليات الإجتماع الديني والسياسي (كتاب في حلقات) الحلقة الثانية .
                          • الكاتب : د . علي المؤمن .

حزب الدعوة الإسيلامية وجدليات الإجتماع الديني والسياسي (كتاب في حلقات) الحلقة الثانية

      في هذا الكتاب “جدليات الدعوة” وكتبنا اللاحقة عن حزب الدعوة الإسلامية خصوصاً والحركة الإسلامية العراقية عموماً؛ سنقارب مجموعة من الإشكاليات والجدليات الأساسية؛ ترتبط غالبيتها بموضوعات الاجتماع الديني والسياسي؛ أهمها:

1-  الخلفيات التاريخية والحاجة الواقعية لإيجاد حراك تأسيسي في الوسط الشيعي العراقي وغير العراقي، والذي أنتج انبثاق فكرة حزب الدعوة الإسلامية، ومراحل تأسيسه، ومؤسسيه، ودعاته الأوائل، ولاسيما الفترة الممتدة حتى عام 1965، وخروج بعضهم من التنظيم، وخروج آخرين على النظرية، ومساحات الانتشار الجغرافي للحزب في سنواته الأولى، سواء داخل العراق أو خارجه، أو في أوساط الحوزات العلمية والجامعات. 

2-  التحولات في الفكر الفقهي والعقيدي والسياسي والتنظيمي لحزب الدعوة وسلوكه الحركي، وعلاقة ذلك بالحواضن الاجتماعية؛ كالعوائل والمدن والمجتمعات الحضرية والريفية، وأيضا علاقته بفكر القيادات التي تسلمت زمام الحزب وسلوكياتهم وانتماءاتهم الاجتماعية وتخصصاتهم الدراسية، وقد توزعت هذه التحولات بين سبع مراحل؛ كان فيها قيادي أو اثنان؛ الأكثر تأثيراً فيها، وهي: 

 

المراحل السبع

أ‌- مرحلة السيد محمد باقر الصدر النجفية ( 1957ـ1961)؛ التي مثّلت مرحلة التأصيل الفقهي والعقيدي لنظرية حزب الدعوة.

ب‌-  مرحلة السيد مرتضى العسكري البغدادية (1961ـ 1963)؛ التي مثّلت مرحلة الشد والجذب بين مبدأ قيادة علماء الدين وقيادة المثقفين.

ت‌- مرحلة الثنائي عبد الصاحب دخيل ومحمد هادي السبيتي البغدادية (1964ـ 1971)؛ وشهدت تحولاً في طرح “الدعوة” من قيادة في الأمة الى قيادة للأمة.

ث‌- مرحلة محمد هادي السبيتي المهجرية (1972ـ 1979)؛ التي مثّلت الانفتاح المذهبي والتبلور الفكري والبناء التنظيمي الحديدي.

ج‌- مرحلة الشيخ محمد مهدي الآصفي الإيرانية (1980ـ 1992)؛ التي شهدت تبني الحزب مبدأ “ولاية الفقيه” العامة ومبايعة مصداقها.

ح‌- مرحلة الدكتور إبراهيم الجعفري الأوروبية ثم العراقية (1993ـ 2007)؛ التي تميزّت بالتوقف الفكري والانفتاح السياسي.

خ‌- مرحلة السيد نوري المالكي العراقية (2007ـ ...)؛ التي تركزت على غلبة “فكر الحكم” وممارسته على “الفكر الدعوي”.  

 

الانشقاقات وفلسفة الحزب

3-  انشقاقات حزب الدعوة، وعلاقة ذلك بمجموعة من العوامل؛ أهمها: طبيعة القيادة الجماعية ونوعية الهيكلية التنظيمية، وتأثير الفكر التربوي للدعوة على الدعاة، وأساليب صقل شخصياتهم كـ ( قادة للأمة) كما يؤكد فكر “الدعوة”، وخلق حالة المسؤولية لديهم تجاه “الدعوة”، إضافة الى العامل الخارجي المهم، الذي برز بعد قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. 

4- الأداء الحكومي والسياسي والتنظيمي والثقافي لحزب الدعوة الإسلامية وسلوك أعضائه بعد سقوط نظام صدام عام 2003، ومدى انسجام ذلك مع فلسفة حزب الدعوة ونظريته الايديولوجية وفكره العقيدي والسياسي تحديداً، وهذه الإشكالية يطرحها الدعاة غالباً، سواء المنتظمين ( الدعاة الذين لهم علاقة تنظيمية بالحزب) أو المنقطعين (الدعاة الذين تركوا الحزب تنظيمياً، ولكنهم ملتزمون به منهجياً)، وهي أهم إشكالية في تاريخ الحزب منذ تأسيسه وحتى الآن.

 

التجديد والعالمية

5- إمكانيات التجديد في نظرية حزب الدعوة الإسلامية، والمواءمة الموضوعية بين “الحزب السياسي” و”الدعوة الدينية” في مرحلة الحكم؛ أي: حزب الدعوة كحزب سياسي، والدعوة الإسلامية كمنظومة عقائدية تبليغية؛ وذلك بسبب بروز إشكالية تقول: إن “الحزب” بعد العام 2003 نما على حساب “الدعوة”؛ ما أدى الى ارتفاع منسوب “الحزب” وانخفاض منسوب “الدعوة” . 

6- إمكانيات استعادة حزب الدعوة الإسلامية منظومته العالمية، وإعادة بناء تنظيماته وأقاليمه ومناطقه غير العراقية داخل البلدان الاخرى، كما في مرحلة ما قبل عام 1984؛ سواء بأسماء أخرى أو بالاسم نفسه؛ مستفيداً من وجوده في السلطة ومن إمكانياته الجديدة الفاعلة؛ ليشكل ذلك دعماً متبادلاً لكل وجودات الحزب؛ وصولاً الى دخولها العمل السياسي العلني وحصولها على التراخيص الرسمية. 

 

المنظومة الشيعية 

7- علاقات حزب الدعوة الإسلامية في جانبها النظري والتطبيقي بالمنظومة الدينية الشيعية، وتحديداً المرجعية النجفية وحوزتها التاريخية من جهة، ومبدأ ولاية الفقيه ومصداقه من جهة أخرى؛ لأن هذه العلاقات من أساسيات موقف “الدعوة” الفكري، وما يترتب عليها من جدليات كثيرة؛ والتي بدأ بعضها مع نشوء الحزب، ثم تحولت الى قضية القضايا بعد انتقال قيادة “الدعوة” ومعظم كوادرها وعملها المركزي الى ايران بعد تأسيس الجمهورية الإسلامية، أي أن مبدأ العلاقة وتطبيقاته بين حزب الدعوة والمنظومة الدينية الشيعية؛ سيبقى بالغ التأثير في قوة حزب الدعوة وضعفه. 

 

منهج شمولي

إن هذا الكتاب يكمل مؤلفاتي ودراساتي السابقة عن الحركة الإسلامية العراقية، مع اختلاف في المنهج؛ لأن هذا الكتاب لا يؤرخ الى مراحل ويحللها؛ بل يقارب الإشكاليات والجدليات التي رافقت حزب الدعوة ويفككها ويقاربها موضوعياً؛ منذ انبثاق فكرته عام 1956، وحتى نهاية حكومة نوري المالكي عام 2014. 

وحزب الدعوة؛ كغيره من الجماعات الايديولوجية الشمولية؛ هي ظاهرة اجتماعية مركبة، وليس كالجماعات السياسية الصرفة التي تخضع لمناهج علم الاجتماع السياسي، فحزب الدعوة هو حزب ديني سياسي ثقافي؛ أي ظاهرة اجتماعية دينية سياسية ثقافية، وبذلك تحتاج دراسته الى منهج مركب؛ يجمع بين مناهج الاجتماع السياسي والديني والثقافي، وهو المنهج الذي استخدمته في هذا الكتاب. 

 

فصول الكتاب الستة

وتتوزع موضوعات الكتاب بين ستة فصول ومجموعتين من الملاحق، يحمل الفصل الاول عنوان: “تأسيس الدعوة وجدلية الاجتماع الديني الشيعي”، وتم تكريسه لبحث الخلفيات التاريخية والفكرية والسياسية والاجتماعية لتأسيس حزب الدعوة، ومسارات التأسيس ومشاكله وملابساته النظرية والاجتماعية، وشخصيات المؤسسين والدعاة الأوائل وانتماءاتهم الوطنية والاجتماعية وتأثير ذلك في تحديد نظرية حزب الدعوة ومساراته العملية.  

واستعرض الفصل الثاني الذي حمل عنوان: “نظرية حزب الدعوة الإسلامية وجدليات التطبيق”؛ المفاصل الأساس في نظرية حزب الدعوة وفكره وثقافته، وكشف عن ملابسات الفصام بين بعض المفاصل النظرية وسلوك الحزب والدعاة، ودرس المرتكز الأساس في نظرية حزب الدعوة؛ أي المرتكز الديني العقائدي الايديولوجي، وما لحق به من إشكاليات بعد عام 2003، ومشاركة الحزب في حكم دولة غير إسلامية وفي إطار مبدأ وضعي ( الديمقراطية) وفي ظل احتلال أجنبي.

وفي الفصل الثالث: “ثنائية الوطنية والعالمية في نظرية الدعوة”؛ قارب الباحث المرتكز العالمي في نظرية حزب الدعوة، الذي يستند الى عالمية الإسلام في البعد النظري، وعالمية النجف الأشرف في البعد الواقعي؛ لسبب انتماء “الدعوة” الى مدرسة النجف الأشرف في مجالي الاجتماع الديني والاجتماع السياسي، إضافة الى ما آل اليه التنظيم العالمي للحزب بعد عام 1982.

وفي الفصل الرابع: “حزب الدعوة الإسلامية بين المرجعية الدينية وولاية الفقيه”؛ درسنا العلاقة الجدلية بين نظرية حزب الدعوة وواقعه التطبيقي وبين مبدأي المرجعية الدينية وولاية الفقيه ومصاديقهما النجفية والإيرانية؛ كونهما جدليات وليست ثنائيات اشكالية؛ وإن كانت جدليات ملتبسة. 

وحمل الفصل الخامس عنوان: “حزب الدعوة الإسلامية وجدلية الحل”، ويتعرض الى حقائق أزمات العراق المتأصلة في تاريخه السحيق وديمغرافيته وجغرافيته، وفي موضوعات علم النفس الاجتماعي والاجتماع الثقافي والسياسي، وهي الأزمات التي ساهم في كشفها صراع حزب الدعوة مع واقع الدولة العراقية منذ عام 1958، ثم تفجرت بشدة بعد سقوط نظام صدام عام 2003؛ على شكل براكين ذات قوة تدميرية هائلة: طائفية وعنصرية وإرهابية وسياسية وخدماتية واقتصادية وثقافية وإدارية وجغرافية، وهي أزمات لا علاقة لها بنظام صدام أو التغيير عام 2003 وحسب؛ بل هي أزمات متجذرة في التاريخ والواقع العراقيين، ولم يكن نظام صدام سوى مظهر فاقع ومولد لهذه المظاهر، وفي الوقت نفسه قوةٍ كاتمةٍ وخانقةٍ لها، ويبحث الفصل أيضاً في إمكانيات حل هذه الأزمات بالطرق العلمية والواقعية.

وفي الفصل السادس: “جدلية حزب الدعوة الإسلامية والانشقاقات”؛ تم التركيز على ظاهرة الانشقاقات في حزب الدعوة وأسبابها، واستعرض الفصل أهم الانشقاقات في مسيرة حزب الدعوة؛ مع التركيز على هاجس “انشقاق السلطة” في آب من عام 2014؛ الذي لو كان قد حدث لدمّر معه العراق والشيعة وحزب الدعوة. 

 

ملاحق ووثائق

وجاءت الملاحق بعد نهاية الفصول؛ لتكمل المادة البحثية للكتاب؛ إذ يضم مجموعة من أهم المداخلات والردود والأسئلة التي سجلها الباحثون وطلبة الدراسات العليا والمهتمون على دراساتي حول حزب الدعوة، وأجوبتي عليها، وقد نشرت بعض الصحف ووسائل النشر الإلكتروني هذه الاسئلة والأجوبة، وحملت الأجوبة مادة بحثية أيضاً، وكشفاً وتحليلاً لحقائق مهمة، وقد وضعت بعضها ضمن مواد الفصول؛ لعلاقتها المباشرة بموضوعاتها، كما احتوت الملاحق على بعض الوثائق والكتابات ذات الصلة بموضوعات الكتاب، والتي تكمل مقارباته وتزيدها وضوحاً.. 

 

- يتبع        - 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78607
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28