• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الرطبة .. تسترجعها دماء ساخنة. .
                          • الكاتب : محمد علي مزهر شعبان .

الرطبة .. تسترجعها دماء ساخنة.

هناك معركتان تدوران في رحى وطن . واحدة تحمل مفهوم صراع سياسي فقد كل شيء من نكران الذات، فهو من الهوان وقلة الحياء لبعض من تصدر مفهوم سياسي قائد وممثل لهذا البلد، وصراع يفتقد الى ابسط الاخلاقيات ونماذج ادعت وتدعي انها تمثل هذا الوطن . صراع الارادات التي لا توحي انها تمت بقيد انملة الى حيثيات المساوقة والدعم والمد المعنوي والمادي لمعركة تجري في تلك القصبات النائيات والمفاوز المتعرجة والصحراء المكشوفة القاحلة . معركة تسير وئيدا مرة وفي اخرى تفاجئك بانها على بوابات معاقل داعش .
الرطبة – طربيل .... الرطبة – الوليد .... الرطبة القائم . ماذا تشكل الرطبة من محور واهمية ستراتيجية في حالة ان تكون في حضن وطن ؟ ان الخط السالك والتنقل الداعم للارهابيين يمر عبر تلك الخطوط بين الدول الثلاث، فلا زال الارهاربيون يمتلكون قدرة الحركة والدعم من الاردن ومن خلال منظمات او حكومة ليست خافية على احد. فاموال داعش ودعمها مستمر من المملكة ليس عبر الانفاق ولا الخفاء وانما بما حملت الطبقة السياسية من روح العداء على تجربة بلد، ولهذا فان ما يمر من درعا عبر منافذ ومسالك المملكة هو داعم اساسي لهذه الفرقة الضالة . وعليه فان السيطرة على الرطبة ومن ثم الطريق المؤدية الى منفذ طربيل الذي يبعد عنها 150 كم ستعد تحت سيطرة الجيش والقوات المسانده.
اما السيطرة على الرطبة واهميته من الداعم الرئيسي وهو منفذ الوليد والتنف السوري يعد من اهم طرق المواصلة والحركة في درب مفتوحة وتواصل مستمر لدولة العدوان وامتداداتها في ارض على امتدادها ووسعت اراضيها داعم كبير لنقل العدد والعدة . ان السيطرة على الرطبة تحبس انفاسهم لانها المقر الذي تتمركز فيه قيادتهم ومصادر توجاهتهم . ومابين النافذتين المتفرعتين على الطريق الرئيسي الدولي، وبهذا تكون وسائل التواصل لداعش قد انقطعت وبذات الوقت فان طرق التجارة قد انفتحت للعراق على اطلالات العقبة . 
الخط الثالث وهو من الاهمية الستراتيجية ان التواصل بين هيت والرطبة نحو القائم وهي من مصادر التمويل بين دير الزور والحسكة وصولا الى مقر الرؤس من العقبان في الرقة فانه يشكل الحبل الذي التف على رقبة الدواعش سواء في عانه وحديثه وامتدادات الرمادي النائية . 
اليوم جيشنا الباسل وبقواته المتمثله بالفرقة الخامسة عشر والشرطة الاتحادية وقوات العشائر من ابطال البو نمر وممن التحق بهم اوشكوا ان يبثوا البشرى في ان تكون الرطبة قد عتقت من قبضة الدواعش . ان الاهمية التي تشكلها الرطبة انها وسط هذا المحور الدائري ومركز الثقل في ادارة حركة الدواعش قد انهت اسطورة هؤلاء الاوباش سواء المستوردين ام الحواضن الخائبين .
وانت تنظر الى حركة القوات المتقدمه  والهمة التي لا يدانيها عزم واصرار وشجاعة منقطعة النظير وكأنهم في بلد برمته وراءهم داعما ساندا ، وليس تلك العاصمة ومركز حكمها في صراع لم تمر تجربته في بلد على مر التاريخ كهذا الصراع، جيش دولة يقاتل عدوا شرسا قذرا وحشيا يقتل دون عناوين الا لمن ناخ تحت سطوته ، وعاصمة ذلك الجيش وقادته في معركة التحاصص والتخاصم ( والتعاضض والتهامش والترافس) تاكل في ابناء واباء ونساء مقاتليه حطبا ونثار واشلاءا للمفخخات التي يرعاها بعض قادته ويحتضنها بعض سياسيه . 
جيش ينظر الى الامام فيقاتل عدوا شرسا متمرسا مدعوما من دول فقدت ابسط مقومات الحياء تحت لافتتة الاجندات، وبداوة جاهلية عدائية مغنمها سلب ارواح الاخرين وقتل الحياة . وحين ينظر الجيش الى الوراء يجد عاصمة احترقت اوراق سياسيها في ان تتحرك نقطة الحياء في جبينها لتتوقف عند محطة التسائل ... ماذا يدور واين سيكون المصير ؟ بغداد تحترق والدولة سقطت هيبتها، ولازال غنج الساسة ومزايداتهم ونزاعاتهم تدور في اروقة اهل الصالات الكبيره والقاعات الفخمه والقصور على الانهر متاخمه .
اليوم اوشكت الرطبة ان تكون محررة كاملة ، ولربما لسويعات قادمات تحمل البشائر وتزف تباشير الانتصار بانها في حضن الوطن ، وتعلن ان الخطو القادم هي الموصل حيث تجمع في زرائبها وخرائبها ومواطن الغدر من الحواضن  يجرون اذيال الخيبة، وستمنح هذه الانتصارات جرعات هائلة من المعنويات العاليه للتقدم حثيثا نحو الشرقاط وحويجه ولعل المحطة القادمه هي مخابيء اهل منصات الذل في الفلوجه .
اننا ننحني اجلالا وعشقا لاؤلئك اللذين وقعوا على الردى موقع العزم ، المدمون على ساحات الوغى ، الى تلكم الارواح السامية في افاق التحدي والبطولة لحشدنا لجيشنا لشرطتنا بكل مفاصلهم عربا وكردا ، شيعة وسنة مسيح وطوائف وقفت بشموخ تدافع عن ارض حبى الله اهليها بالغيرة واكرام الروح فداءا لوطنهم، الى الضمائر الحية النقية ممن اصطف من عشائرنا مع قواتهم. انتم الجبين الناصع البياض في سجل تاريخ وطن . وانتم الدرع الحصين والاشارة الى كل الامم بان لا خوف علينا حين تداهمنا الازمات .   



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78579
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18