• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً .
                          • الكاتب : رشاد العيساوي .

وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً

 ليس هذا بحثا تفسيريا او عقائديا بل خواطر جالت في ذهني ليومين وهي خواطر بين السياسة والاجتماع كان المحرك لها هو ما طفحت به صفحات التواصل الاجتماعي من منشورات في بعضها عتب موجه الى المرجعية الدينية بل وفي البعض الاخر نقد جارح بعيد تفجيرات مدينة الصدر الصابرة المجاهدة والتي خلفت ما ينيف على المائة شهيد وجريح وهذه الانتقادات للمرجعية جائت في مرحلة مهمة وحساسة من سلسلة الازمات التي يمر به العراق وكان للمرجعية الدينية الدور المحوري في قيادة دفة المطالبات بالاصلاح ومنذ الصيف الماضي  يوم اطلقت خطابها الموجه الى رئيس الوزراء ( وليضرب بيد من حديد ) هذا الخطاب المدوي الذي اسميته وقتها ب( فتوى الجهاد ضد الفساد )ولكن هذا التحرك من المرجعية لم يأت بالنتائج المطلوبة لأسباب بعضها يتعلق بشخصية رئيس الوزراء والبعض الاخر يتعلق بطبيعة المشهد السياسي المعقد اشد التعقيد والبعض الثالث من الأسباب له امتدادات اقليمية خطرة جدا لها اثر كبير في تماسك جبهات الحرب على الإرهاب النتيجة حراك المرجعية وان لم يتمخض عن نتائج الا انه افرز بوضوح مجموعة من الاثار الجانبية :

الأول : اسقط الحصانة عن السياسيين مهما كان نوعها ودوافعها تاريخية كانت ام امنية ولا تسال عن السياسية اذ ان مرور ثلاث عشر سنة على الوضع الجديد في العراق مع تدهور مستمر على كافة الأصعدة يعتبر فترة كافية لإسقاط كافة الاعذار التي تشبث بها السياسيون 

الثاني : بروز حالة كان يتمناها العراقيون من المرجعية  وهي التدخل بشكل صريح في تعرية الطبقة السياسية الامر الذي عزز ثقة الناس بالمرجعية بل ان بعض التيارات الراديكالية التي كانت تتهجم على المرجعية صباح مساء أصبحت اليوم تلصق نفسها بها وتحلم بالحصول على دعمها ومباركتها لأنشطتها السياسية

 

الثالث : صيرورة الطبقة السياسية على حافة جرف يشرف على واد سحيق تخشى ان سقوطها فيه بات وشيكا حيث اللاعودة

 

هذه الاثار وغيرها اذا لاحظناها بدقة وموضوعية نخرج بالنتائج الاتية الأولى : ان الطبقة السياسة صارت محرجة من صمت المرجعية التكتيكي فلا بد من ان تجد لنفسها مخرجا حتى لو كان هو الوقيعة بين المرجعية والناس

الثانية : من المستبعد جدا ان ان يكون الراي العام –واقصد هنا السواد الأعظم – ساخطا على المرجعية وهو يعتبرها الملاذ الامن الأخير   الذي يثق به بعد ان فقد ثقته بالسياسيين 

فاذا تبين كل ما تقدم كيف نقيم هذا الانتقادات الموجهة للمرجعية -واجدد هنا التنبيه على ان محل البحث هو الراي الاعم غير جمهور الاحزاب والخطوط الفكرة والسياسية المناوئة للمرجعية – 

التقييم هو 

أولا :- ان هذه الانتقادات اثارات من المتضررين من الطبقة السياسة  للإيقاع  بين المرجعية والناس 

ثانيا : انها ناشئة من صعوبة تفهم مواقف المرجعية المعقدة  تبعا لتعقد المشهد السياسي والأمني داخليا وإقليميا بل وحتى دوليا الامر الذي يضع الناس في خانة المستضعفين الذين حالت الشبهات المعقدة دون تفهمهم لمواقف المرجعية وهم على هذا الحال يحتاجون صدرا رحبا حنونا لا المزيد من اللوم والتقريع الا ترى ان الخضر كان مشفقا على موسى عليه من عدم تمكنه من الصبر على مالا يفهمه من تصرفات الخضر 

(فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَآ ءَاتَيْنهُ رَحْمَةً مِّنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنهُ مِنْ لَّدُنَّا عِلْماً(65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً(66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً(67)وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً(68) قَالَ سَتَجِدُنِى إِن شَآءَ اللَّهُ صَابِراً ولآَ أَعْصِى لَكَ أَمْراً(69) قَالَ فَإِن اتَّبَعْتَنِى فَلاَ تَسْئَلْنِى عَنْ شىْء حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً(70)




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78418
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20