• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كتل كونكريتية وكتل سياسية .
                          • الكاتب : علي زويد المسعودي .

كتل كونكريتية وكتل سياسية

ربما لا ابالغ اذا قلت ان في بلدنا تعتبر اكثر البلدان ازدهارا ورواجا بالكتل الكونكريتية والكتل السياسية فانت لا تسير في مكان الا وجدت كتلة سياسية او كونكريتية .

فهنالك علاقة وثيقة بين الكتل الكونكريتية والكتل السياسية وهو أنها تعاني الجمود وعدم تغيير شكلها وبناءها وأضحت تشكل عائقا امام الناس من كل النواحي وتسبب تشاؤما وضائقة نفسية فمجرد سماعك بالكتل الكونكريتية والكتل السياسية ينتابك الشعور بالاسى والالم وضيق النفس بسبب التراكمات التي خلفتها تلك الكتل الكونكريتية والسياسية .

وثمة تلازم بين الكتل الكونكريتية و الكتل السياسية حيث فرقت هذه الكتل بين الناس وجلبت الويل والثبور على الرغم ان هنالك فارق بارز وربما مفيد للكتل الكونكريتية حيث كانت الكتل في يوم ما الدرع الواقي من آلاف التفجيرات لآلاف الأطنان من المواد المتفجرة التي كانت ستنام في صدورنا لولا تلك الكتل.  بينما تجد

اقترابك من الكتل السياسية يسبب القلق والخوف والمشاكل .   وهنالك امر مهم ايضا وهو عندما تريد أن تتكلم مع الاثنين السياسية والكونكريتية يناديك صدى كليهما اسكت اسكت الكلام لاينفع مع الجماد فهما لا يقبلان التحدث والاصغاء والتشاور وتبادل اطراف الحديث .

وهنا نحتاج لثقافة جديدة داخل مجتمعاتنا ، تعتمد على الثقة قبل الشك ، وتقبل الانفتاح على الآخر حتى وان كنا مختلفين معه حد النخاع ، لأننا لن نستطيع إفناء الآخر هذا . 

فهل سيأتي اليوم الذي يكون فيه قبول الآخر هذا شيئا طبيعيا بثقافتنا وهل سيأتي اليوم الذي نقدم فيه لغة الحوار والتفاهم على لغة القتل والدم والإبعاد ، وهل سيأتي اليوم الذي نجد به مشتركات بيننا وبين الآخر هي أقوى وأفضل من الجفاء الذي يرسم حالنا الآن .

والمؤسف أن الكتل السياسية تثق بالكونكريت بديلاً عن ثقتهم بالمواطن العراقي الذي انتخبهم، بالرغم من دروس التأريخ البعيد والقريب التي أثبتت فشل هذا المنهج العقيم في حكم الشعوب، وكأنهم يعترفون بأنهم تحايلوا على الشعب في الانتخابات التي أوصلتهم الى مواقع القرار، وقادم الأيام سيثبت ذلك طال الزمن أم قصر، وسيكون سلوكهم ونتائجه درساً جديداً من دروس التأريخ !

يبقى امر مهم هو ان تلك الكتل السياسية والكونكريتية ربما فرقت بين مناطقنا ولكنها ما فرقت بين قلوبنا فقلوبنا لا يمكن أن يفرقها أحد لكونها مجبولة على حب بعضها.

 

 

 

 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78326
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20