• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التغيير قادم! فما هي السيناريوهات المتوقعة للمشهد العراقي؟ .
                          • الكاتب : سعود الساعدي .

التغيير قادم! فما هي السيناريوهات المتوقعة للمشهد العراقي؟

ماتت الحكومة العراقية الحالية موتا سريريا وتوقفت أجهزتها واعضائها عن العمل ولم يتبق غير الإعلان عن موتها وإصدار شهادة الوفاة الدراماتيكية ورفع "كمامة" الاوكسجين الذي يحاول عبثا ادامة حياتها بعد ان تم "تجميعها" على عجل في ظل ظرف داخلي استثنائي وبيئة خارجية ضاغطة تحت الابتزاز بداعش وتزويدها بقلب "رئيس وزراء" عاجز وقاصر أصلا انتهت صلاحيته تماما وبتنا امام خيارات عدة تتحكم بأسبقية اوترجيح أحدها او تعطيله مجموعة من العوامل المتداخلة محليا وإقليميا ودوليا وحسن القراءة للمشهد العراقي وطبيعته والقدرة على التعاطي الحكيم مع متناقضاته ومشتركاته وتقاطعاته في اطار صراع عقول وارادات متواصل منذ الإطاحة بالنظام الديكتاتوري الصدامي وصل مداه هذه الأيام في ظل حراك ومعطيات داخلية بات من الصعب تجاوزها ومشهد إقليمي ودولي بين طرفين احدهما يلعب الشطرنج واخر يلعب القمار لكنه مشهد ينحو الى الاستقرار النسبي!.
 
فما هي السيناريوهات المتوقعة؟ هل هو فتنة شيعية كما يحلم اعداء الشيعة؟ ام تشكيل حكومة جديدة؟ ام اقصاء الرئاسات الثلاث؟ ام حكومة انقاذ اميركية؟ ام امر بين امرين؟.
 
السيناريوهات المتوقعة للمشهد العراقي:
 
1/ اشتعال فتنة شيعية شيعية اشتغل عليها أعداء الوطن من بعثيين ووهابيين واميركيين طويلا لكن دون جدوى. فما دون هذه الخطوط الحمر موانع عالية ومصدات عميقة ولا يبدو في الأفق انها ممكنة التحقق رغم محاولات التضليل الإعلامي الهائلة فضلا عن إدراك كل القوى الشيعية ان المضي بهذا الخيار هو انتحار وفوضى شاملة وليس امام هذه القوى غير العودة الى الالتزام بحد ادنى من التوافقات فالأرضية والايديولوجيا التي تجمعها اكبر واعمق بكثير ناهيك عن توفر رغبة دولية وإقليمية بالتهدئة ما عدا السعودية الباحثة عن مكانة مفقودة ومستقبل مجهول.
 
2/ التصويت على حكومة التكنوقراط والكابينة التي تم التوافق عليها بين بعض القوى قبل حادثة الاقتحام مع الإبقاء على العبادي. ولكن معطيات ما بعد الاقتحام تؤكد رفض غالبية القوى السياسية المضي بهذا الخيار بل المعلومات تقول ان القضاء سيصدر حكمه ببطلان جلسة التصويت على بعض وزرائها بل حتى بطلان قرار إعادة سليم الجبوري ونائبيه! وهذا يعني ان ما قبل الاقتحام ليس كما بعده وهناك من يريد ان "يوقظ" القضاء ويؤسس لواقع ومسار سياسي جديد في المشهد العراقي يدخل القضاء في تجاذباته.
 
3/ تشكيل حكومة انقاذ او طوارئ بقيادة عسكرية او مختلطة عسكرمدنية بدعم أميركي خفي. وهو مشروع يحظى بدعم أميركي ويمهد لمواجهة القوى الشيعية المسلحة ما سيفجر المشهد العراقي لكن لا يبدو ان توقيته مناسب للإدارة الأميركية التي تسعى للتهدئة الى نهاية العام الجاري لأسباب انتخابية.
 
4/ اقصاء الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة وكابينة تسوية تجمع بين التكنوقراط والمحاصصة الحزبية بصيغة لا غالب ولا مغلوب ترضي جميع الأطراف. وهذا هو الخيار الأفضل وليس الارجح الذي سيُخرج القوى السياسية من الازمة ويلقي باللائمة على التكنوقراط في حال الفشل لا سيما مع قرب موسم الانتخابات.
 
5/ الخيار الارجح هو بقاء السيد العبادي الحاصل على الدعم الاميركي المطلق لحين الانتهاء من ملف الانتخابات الاميركية والرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة تكنو محاصصة تجمع بين حكومة التكنوقراط وحكومة المحاصصة الحزبية برعاية إيرانية تهدئ الساحة الشيعية وتمهد لصيغة تحالف جديد يعيد تموضعها وبرعاية أميركية تحافظ على النفوذ الأميركي داخل الحكومة الجديدة لتواصل طرد داعش من الموصل وتسجل للحزب الديمقراطي ومرشحته هيلاري كلنيتون نصرا يدعم حملتها الانتخابية.
 
المشهد العراقي كثيف التداخل والتعقيد متشابك المسارات والتوجهات تتناقض وقد تشترك مصالح قواه احيانا وقد تتقاطع احيانا آخر خاصة في ظل ما تمر به من مرحلة تغيير اجباري. التصعيد من بعض الأطراف الكردية او السنية او الشيعية واخرها موقف السيد عمار الحكيم هي رفع لسقوف المفاوضات القادمة وانتظارا لموقف السيد الصدر المرتقب واستباقا لصيغة الترضية المتوقعة لكل الأطراف.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78269
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19