• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وماذا بعد ياسيد مقتدى؟ .
                          • الكاتب : علاء كرم الله .

وماذا بعد ياسيد مقتدى؟

قبل كل شيء ارجو أن لا يفهم  من مقالي هذا بأني أكتب عن سيد مقتدى الصدر  متحاملا عليه أو كارها له لا سامح الله، فقد قلت وأكرر بأني لا أكره الرجل، كما أني لا أحبه!، على الرغم من الملاحظات الكثيرة التي أسجلها عليه أنا والكثير من العراقيين
منذ دخوله المعترك السياسي وظهوره على مسرح الأحداث السياسية من بعد سقوط النظام السابق عام 2003 ولحد الآن، فالرجل بالنسبة لي زعيم تيار سياسي ديني حاله كبقية قادة وزعماء الأحزاب السياسية المشتركين في العملية السياسية
والتي لا ينظر لها الشعب العراقي بعين الرضا والأحترام بسبب ما أوصلوا العراق فيه الى حالة من الضياع والتمزق والتشتت حتى يرى الكثير من العراقيين أن أصلاح حال العراق واحوال شعبه أصبحت ضربا من المستحيل، ما دامت هذه الأحزاب السياسية والتيارات الدينية موجودة هي وزعاماتها!.
فأنا وغيري الكثيرمن العراقيين نراقب أفعال الرجل وتحركاته هو وغيره من قادة الأحزاب ونتمنى له كل الخير والموفقية ونشجعه ونصفق له بحرارة عندما يقدم على خطوات حكيمة وعاقلة نشعر ونحس بأنها تخدم العراق وشعبه، وبنفس الوقت نشهرسيفنا بوجهه، ونوجه له النقد الشديد أذا جاء بتصرف غير حكيم وغير مدروس يخذل به الناس ويلحق الأذى بالعراق!.
 فسيد مقتدى وغيره من قادة الأحزاب يجب أن يعرفوا جيدا بأن العراق أكبر وفوق الجميع أحزاب سياسية أو تيارات دينية كانت أم أشخاص مهما علت مكانتهم وصفاتهم وأنتمائاتهم الدينية والمذهبية والقومية والعشائرية، ومهما كانوا أصحاب أربطة أو عمائم.
يكاد يجمع غالبية العراقيين بما فيهم بعض من أتباعه ومريديه، بأن ما أقدم عليه سيد مقتدى من حراك سياسي وجماهيري في المدة الأخيرة منذ أعتصامه في المنطقة الخضراء قبل أجتياحها من قبل المتظاهرين، ثم أنسحابه الأخير وأعتكافه من العمل السياسي لمدة شهرين,
 ثم سفره المفاجأ الى أيران، كل ذلك كان وراء الأزمة السياسية الأخيرة الخانقة والخطيرة التي يمر بها العراق الآن، والتي لم يمر بها العراق ولم تشهدها العملية السياسية منذ سقوط النظام السابق عام 2003. 
ومن الصعب معرفة ماذا سيحل بهذا الوطن السليب الذي أعدائه من الداخل اكثر من الخارج والذي تعصف به رياح الأجندات والأطماع الخارجية الأقليمية والدولية والتي ستؤدي به الى الغرق بالكامل!
فلا زالت تداعيات ما قام به سيد مقتدى من تصرفات منذ ركوبه موجة المتظاهرين ليعلن نفسه زعيما وممثلا عن المتظاهرين ومتكلما عن مطالبهم!! تلك التصرفات التي يضع الكثير الكثير من العراقيين عليها علامات الأستفهام، منذ أعتصامه في المنطقة الخضراء، وصولا الى دخول المتظاهرين فيها واحتلالهم للبرلمان، 
وما رافق ذلك من فوضى وقيل وقال وعمليات تخريب!،وهتافات لم يسمعها العراقيين منذ سقوط النظام السابق!!( أيران برة برة بغداد تبقى حرة)!, وهنا لابد من التوضيح بخصوص هذا الهتاف (سرعان ما تنصل اتباع التيار الصدري ونفوا أن يكون قد صدر منهم مثل هذا الهتاف؟؟! وقالوا أن هناك عناصر مندسة من البعثيين هي من رددت هذا الهتاف!!!!) ولا أدري سبب هذا الخوف والتنصل؟؟
ثم جاءت المفاجأة الأكبر ففي ذروة هيجان الجماهير وأذا بالصدر يعلن أنسحابه وأعتكافه العمل السياسي لمدة شهرين!! ذلك الأعلان الذي أصاب الجميع بالأحباط!!، ولم تنتهي مفاجاءات هذا الرجل المثير للجدل فعلا! لنسمع بخبر سفره الى أيران والى مدينة قم تحديدا، تاركا الجميع في حيرة من أمرهم، وهم يضربون الأخماس في الأسداس؟!.
أن مثل هذه التصرفات غير الموزونة والتي تفتقر الى الحكمة ، جرت البلاد الى المزيد من الضياع و الفوضى العارمة والتناحرات والأنقسامات والأنسحابات السياسية والأعتصامات داخل البرلمان بين أعضاء البرلمان أنفسهم، وأدخلت البلاد في هرج ومرج!.
وفي الحقيقة أن الشارع العراقي وحتى الكثير من أتباعه يلقون بتبعية كل هذه الفوضى والأضطراب على عاتق سيد مقتدى الصدر!, ولا ندري هل سأل السيد نفسه وحتى أتباعه، ماذا قدم الصدر للجماهير الثائرة؟ وماذا حقق لهم من مطالب؟ وما هو الأصلاح الذي قدمه للعملية السياسية؟ وأين وزارة التكنوقراط التي تبنى أمرها؟
ومع الأسف نقولها ان هذا الرجل لا تعرف له أية توجهات ومواقف ثابتة؟ فتارة يذهب الى أقصى اليمين وتارة الى اقصى الشمال؟!, فتارة يهتف بسقوط أمريكا (كلا كلا أمريكا), ثم هناك يتغير الهتاف بشكل مفاجأ ومريب الى (ايران بره بره بغداد تبقى حرة)!!، فالكثير يرون أن تصرفاته أقرب الى المزاجية منها الى الحكمة والتعقل!، معتمدا بذلك على اتباعه ومريديه الذين يرون فيه صورة الأله!!, حتى وصل الأمرببعض أتباعه الى تقبيل أطار سيارته (الجكسارة)!!, كما أن البعض منهم يرى أن أعتكافه السياسي فيه أيحاء من السماء!!؟ وهذا مانقلته بعض مواقع التواصل الأجتماعي عن النائبة السابقة من التيار الصدري  الدكتورة (مها الدوري)!!
ولا ندري متى ستنتهي زوابع وعواصف مقتدى الصدر؟, فزيارته الأخيرة المفاجأة الى أيران والى مدينة قم تحديدا, والتي جاءت وسط فوران وهياج الشارع العراقي، أثارت لغطا كثيرا بين الناس وحتى بين أتباعه، ووضعت الكثير من علامات الأستفهام التي تنتظر أن يجيب عليها سيد مقتدى نفسه؟!.
والسؤال هنا: هل جاءت دعوة القيادة الأيرانية له كقرصة أذن!؟ على خلفية الهتافات (أيران بره بره بغداد تبقى حرة) والتي يبدو واضحا أنها أزعجت القيادة الأيرانية كثيرا!؟ والتي لم يتجرأ أحد من كل زعامات الأحزاب الشيعية على توجيه حتى العتاب البسيط لها في أية أمر! فكيف بمثل هذا الهتاف الواضح والصريح؟
أم جاءت دعوته ليضبط أيقاع اتباعه ومريديه المعروف عنهم الأنفلات في مثل هذه الأمور والمواقف؟ وخوفا من اللعب بالنار بتكرار مثل هذه الهتافات ثانية؟!، أم أن أيران أرسلت أليه لتذكره بأنها هي من ترعى التحالف الشيعي تحديدا والملف العراقي عموما!؟ وليس أمريكا رغم مصالحهما المشتركة في العراق؟!.
ولا ندري ماالذي سيفاجأ به العراقيين سيد مقتدى عند عودته الميمونه من أيران؟ وكيف سيكون شكل خطابه السياسي؟، رغم ان اتباعه يروجون بأن سيد مقتدى لن يخضع لأية أجندة وتأثيرات خارجية أقليمية أو دولية بما فيها أجندة أيران السياسية؟؟!
وليسمح لي هنا سيد مقتدى وأتباعه وأتحداهم أن كرروا ثانية هتاف ( أيران بره بره بغداد تبقى حرة)!
أخيرا نقول ان تصرفات سيد مقتدى الأخيرة خلطت الأوراق بشكل كبير وأضاعت أي بصيص أمل للأصلاح, ان كانت هناك نوايا أصلاح أصلا في عقول قادة الأحزاب السياسية في العراق؟، وزادت من الطين بله وأزمت الأوضاع السياسية أكثر وأكثر، كما أنها لم تنفع الجماهير الثائرة بل ألحقت بها ضررا كبيرا!، وحسبنا الله في ذلك. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78267
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28