• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كيري يساوي بين الدولة والمسلحين .
                          • الكاتب : ادريس هاني .

كيري يساوي بين الدولة والمسلحين

ما كان للحرب على سوريا طيلة 5 سنوات أن تستمر لولا قوّة الدعاية وسلطة التزييف الذي ينهض به جيش عرمرم من المدربين على تحريف تاريخ الحقيقة السورية..إنها حرب الصورة والدعاية وشراء الذّمم التي أنتجت قتلا رخيصا للإنسان السوري دون أن يتحرك العالم سوى في الاتجاه الخطأ..الإعلام السوري يستند إلى قوة وعقيدة أطره وضميرهم الوطني، بينما ندرك أنّه لا يتوفّر على ما تتوفّر عليه أقل قنوات الدعاية التي تنبت كالفطر في مدن التحريف الإعلامي الرجعي..إنّ الهجاء فنّ جاهلي أتقنه الأعراب..فإذا ما أضيفت إليه تقنية الدعاية الإمبريالية فإنه سيتضخّم ويتورّم حدّ المرض..نجحت الدعاية الإمبريالية في انتشار مرض عضال: داء فقدان المناعة المكتسبة ضدّ التحريف والكذب الخاص بسوريا..لقد تراجع الاقتصاد الدولي من جراء ما صرف على الدعاية ضد سوريا..وهي الدعاية التي طالت أكثر من 5 سنوات بلا جدوى..ومن الطبيعي أن 5 سنوات من الكذب من شأنه أن يكشف حقيقة أخرى وهي أن العالم يتآمر بشكل مرضي ضد سوريا التي لا تستحق كل هذه الحرب فقط من أجل تغيير نظام هو أفضل من كثير من النظم التي سخّرت للنيل منه..إنّ استمرار الدعاية معناه تضخّم أكثر للإرهاب الذي يعيش على هذا التحريف..ومعناه القتل اليومي للمدنيين من قبل مسلحين يتترسون بالمدنيين ويجبرونهم على الانضمام إليهم أو يكون مصيرهم القتل..فالجماعات المسلحة تنتقم من المواطنين الذين يرفضون هيمنتها ويتعاونون مع الجيش العربي السوري...
كيري يوجه خطابا بالتساوي بين النظام السوري والجماعات المسلحة الإرهابية التي سماها معارضة..في لعبة الاستهلاك السياسي قد أفلحت الدعاية الأمبريالية في تكريس هذا الإلتباس بقوة التكرار..العالم بات مهيّأ لقبول أنّ الإرهابي في أوربا يساوي معارض في سوريا..في علم التواصل هذا يعني أنّ الإرهاب معترف به في عرف الغلبة الإمبريالية..أي انه واقع قائم..مجرد القول بالتساوي هناك إرادة لمنح شرعية للإرهاب بقيد سوريته، أي بشرط ان يكون إرهابا في سوريا فقط..هي من ناحية أخرى إشارة للإرهابيين تعزز مواقفهم وترفع معنوياتهم وتمنحهم إحساسا أنهم والنظام سيان في تقاسم النفوذ وأنّ القوى الدولية معهم مهما قتلوا ودمروا..لم نجد في لغة كيري ما يدين الجماعات الإرهابية على رشقها المدنيين بالهاون في حلب..غير أنّ الغالبية الساحقة للرأي العام لا تعلم تقنيات الدعاية والتواصل..وحتى تكتشف ذلك يكون قد فات الأوان..وهذا ما تراهن عليه الدعاية الإمبريالية في حربها اليوم على سوريا..لا يهم أن يكتشف الرأي العام الحقيقة..وحينما يكتشفها لن تكون لها إلاّ قيمة تاريخية ومتعة قرائية..وربما سيكتبها كاتب أمريكي فيما بعد للتسلية واستقطاب القارئ العربي أيضا..ذلك لأن الإمبريالية في الأصل لا تؤمن بالتاريخ ولا قيمته، فهي في بحث دؤوب ومستقبلاتي عن السيطرة...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78122
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19