• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإمام موسى الكاظم المعذب في قعر السجون لمدة 14 سنة .
                          • الكاتب : محمد المرشدي .

الإمام موسى الكاظم المعذب في قعر السجون لمدة 14 سنة

شخصية دينية عظمية كبيرة تعجز الكتاب عن وصفه وعن صبره في السجون الذي قضاها وعاصر فترة حساسة من تاريخ المسلمين ونظلم اشد الظلم والده هو الإمام جعفر بن محمد الصادق ، يعظمون المسلمين ذكرى استشهاده ويذهبون إلى قبره الملايين من المسلمين داخل العراق وخارجه سيرا على الإقدام ، لقد بقي هذا الإمام العظيم ثابتاً مقاوماً على خط الرسالة والعقيدة لا تأخذه في الله لومه لائم حتى صار مسموماً شهيداً محتسباً حياته مضحّياً بكل ما يملك في سبيل الله وإعلاءً لكلمة الله ودين جدّه المصطفى محمد(صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ) لقد عانى الإمام الكاظم (عليه ‌السلام) أقسى ألوان التعذيب ، فتكبيل بالقيود، وتضييق شديد في التعامل معه ومنعه من الاتصال بالناس،عايش الإمام موسى الكاظم (ع) أربع خلفاء عباسيين استخدموا كلهم العنف الهمجي ضده. حتى أن المدرسة التي كان يعلم بها والده (ع) لم يكن من الممكن الاحتفاظ بها. و صارت الطريقة التي كان الإمام الكاظم (ع) ينشر بها تعاليم النبي محمد (ص) هي معايشته الكمالية للناس و حضوره اللانظير له في الكمال و الأخلاق . و كان هارون الرشيد آخر من عاصره الإمام موسى الكاظم (ع. وبعد ما صبّ الرشيد عليه جميع أنواع الأذى أقدم على قتله بشكل لم يسبق له نظير محاولاً التخلص من مسؤولية قتله وذهب أكثر المؤرخين والمترجمين للإمام إلى أن الرشيد أوعز إلى السندي بن شاهك الأثيم بقتل الإمام(عليه‌ السلام) فاستجابت نفسه الخبيثة لذلك وأقدم على تنفيذ أفظع جريمة في الإسلام فاغتال حفيد النبي العظيم الامام الكاظم ( ع ) . فعمد السندي إلى جمع 80 شخصا من السجن قبل وفاة الكاظم وطلب منهم ان يطلعوا على حال الكاظم وان يسألوه ماذا كان أحدا قد إذاه فالتفت الكاظم للشهود وقال: أشهدوا علي إني مقتول بالسم منذ ثلاثة أيام،أشهدوا إني صحيح الظاهر، لكني مسموم وساحمر في هذا اليوم حمرةً شديدة، وأبيض بعد غد، وأمضي إلى رحمة الله ورضوانه فاصيب السندي بالصدمة .

 إن الإمام موسى بن جعفر (ع) تجمعت فيه العبادة والزهد والكرم والسخاء وقضاء الحوائج للناس , وكانت قدراته لاتحصى منها حلمه وعلمه وكظمه الغيظ . و أنه كان يصلى نوافل الليل و يصلها بصلاة الصبح، ثم يعقب حتى تطلع الشمس، و يخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد حتى يقرب زوال الشمس. ومن دعائه (( اللهم اني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب . (( 

و كان يبكى من خشيه الله حتى تخضل لحيته بالدموع. و كان أوصل الناس لأهله و رحمه، و كان يفتقد فقراء المدينة فى الليل فيحمل إليهم فيه العين, والورق, والتمور، فيوصل إليهم ذلك، و لا يعلمون من أي جهة هو.  




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77838
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19