• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : رغيف انطباعي ( حسونيات نعيم آل مسافر ) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

رغيف انطباعي ( حسونيات نعيم آل مسافر )

 
 
قدمت  تجربة المبدع  نعيم آل مسافر الواقع  بلغة مباشرة  مجملة بدلالات  واشتغالات  فنية عمقت الجذر الحضوري  الفاعل ل (حسونياته)  عبر تقنيات  تأثيرية مثلت امكانياته  وصاغت  لنا رؤاه  الأنسانية  والوطنية  ، نصوص قصصية  باسلوب حكاواتي جمع خمسة عشر خطابا  عبارة عن مواضيع  نصية مفتوحة  لها فضاوات  متنوعة  وحدّها النموذج الحسوني  ليكشف بواسطته  مكنونات  واقع مأسآوي  بمضمونية  بسيطة  لاتشوبها  عقد  الغموض ويعني امتلاكها  مفاتن  ودلالات جوهرية تأسس عمقها  النصي  بعمق وجداني  ينسجم  بالعام  ويتنامى ليستقطب  الشجن الفاعل  بوعي  اذ  يغوص في متناقضات  الواقع باختراقات فكرية وثابة لصناعة حراك فكري  ببناء سردي  ينتقي مفرداته و ليشكل  تعابير  اليفة تماثل  الصراع  الواقعي   وتفجيرات  مشحونة  بالتوتر  متمردة  على الرضوخ  فهو يعنون  خطاباته الى جهات مختلفة  ...جاء في خطابه الاول  والمعنون ( مات حسون  وتحقق ما تريدون ) تم ارساله   ( الى  الادارة الامريكية  .... الى السلطات  العراقية المركزية والمحلية ...... الى جميع  دول الجوار  ..... الى رئيس تنظيم القاعدة  .... الى القائمين  على مايسمى بدولة العراق  الاسلامية ...... الى من لايهمهم  الامر )  فيسعى  الى توحيد  نوايا  هذه المؤسسات  والادار ات  والسلطات  والتنظيمات  ليثري   المعنى  الباعث على الفكرة  .....ويتوسم في الخطاب المباشر  ....   ويستخدم المفارقة  ليؤسس فضاوات فطنة  تثير الانتباه  كأرسال التهنئة بمقتل حسون بدل التأبين ، ويرى بعض النقاد  ان التضاد نمط فكري  يحقق اعلى درجات  التوتر  فنبلغ لذة النص .... يصف  المبدع  نعيم آل مسافر  بطله حسون  .. (  أسنانه العليا بارزة قليلا إلى الأمام أي انه دائم الابتسامة شاء أم أبى..لكنه لم يعرف للابتسامة معنى في حياته.) يعتمد  هذا الكاتب على تضادات الواقع ويعني ان التضادات النصية تحفل بالتضادات  الخارجية  فهو يريد ان يحتوي المكنون  العام مع ما لابد ان يكون  عليه الواقع  .. وهذه لاتذهب الى مسارات  الحلمي  بل الى متوازيات  السلب والايجاب ..  يعتمد  على المفارقة  حتى في اسلوبية  التدوين  اذ  نجده يحتفظ باللغة  التقليدية  وينفتح بها  بخزين شعري  شعوري يعد من أهم  آليات الحداثة التوصيلية التواصلية  لذلك كان المنجز  عبارة  عن منجز شعري وقصصي حكاواتي  وموضوع صحفي  يمتلك انتقادات  لاذعة وقفشات شعرية شعورية  ( مواطن شريف  غير منتمي  لأي حزب سياسي  يسكن احدى القرى في جنوب القلب )  ولمزاولته الكتابة الشعرية الشعبية نجده  يعي ما تحمله  المفردة العامية  من دفق حياتي كبير يحفل بالحيوية والحركة  تكون المفردة الشعبية  مؤثرة ، يستخدم عبارة ( بصف الحايط )  تعبيرا عن وداعته  و( يروح بدربه ويرجع بدربه ) ولهذه المفردات  ومضات  شعورية اكثر عمقا  وادق تعبيرا  وهو الذي يبحث عن القارىء العام  لتعميم الخطاب  ولهذا نجده يسحب المتلقي  الى مدونته  لترسيخ  الصورة ... ومهمته  حث التلقي  على المشاركة  الوجدانية  .. لم يلتزم بنمطية أي جنس كتابي  وتحرك ضمن ارتدادات زمنية  ( الافلاش باك ) الزمن الماضوي ليرسم به  مسارات  الحكي ، عبر سرديات تحتوي الحاضر والمستقبل  خط ثلاثي ../ ابو حسون .... حسون .. ابن حسون /  ( حسون الثاني ) سارت انتقالاته الماضوية بتلقائية  بريئة  غايتها استحضار  الجوهر الفعلي ...بجموح عاطفي شعوري وحنو انساني  لكل حسون يذبح غدرا ، وليكون علامة من علامات الغد الافضل  (ليشعر حسون انه يتفضل على أمثاله , وهو في العالم الآخر.. وهكذا هم العظماء دائما ) فيتحرك بعوالم الواقع كله  لصناعة طائرات نايلون من علاقات  التسويق فيصبح لدينا طائرات حسونية  ومدن حسونية  وهوس حسوني  ومصانع حسونية  ومسابقات حسونية  ولعب حسونية وانا اعتقد  مثل هذا التناول  الابداعي  يعتبر  من أهم  مراحل  المعاصرة ... فنجده متوهجا  متوغلا في العمق  الجوهري  متندرا بالسخط حد النكتة وهذه هي اهم مميزات التعبير الفني  بطريقة تعرض الجد بالهزل ، ( الملطخة  ايديهم بالدماء  كما يقول  المسؤولون  الملطخة ايديهم بالنفط ) ومثل هذه التهكمات تبعث  اللذة  والالم معا ... ( 15 ألف دينار  بدلا من  مواد البطاقة التموينية  هنيئا للسادة  البرلمانيين وخصوصا  الذين فازوا  باصوات غيرهم ) او لنقف عند تهكيميته  الرائعة ( ستتعشون  جميعا مع  الرسول (ص )  وحسون يتعشى  مع ابو جهل  هنيئا لكم  ياحكام  دول الجوار  العراقي ) ثم يتدفق سيل الاستفهام  التهكمي ليمنح الرؤى  اسئلة  استفهامية استنكارية احتجاجية .. ( كم ستسغرقون لقتل ابن حسون ؟)  وفي الخطاب الثاني ( أم حسون تخاطب العالم ) ينفتح على مجموعة من الاستفهامات الموجعة  والتي غالبا ما يكون مصدرها الشارع العراقي تجدها قريبة منك اينما تذهب لكونها تشكل الوجع العام (لماذا لا تعقد الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، إجتماع طارئ.. وتتخذ الإجرآت اللازمة؟؟؟ لماذا لا تقوم محكمة العدل الدولية بمحاكمة الجناة؟؟ فما الفرق بين اغتيال حسون وأي عملية إغتيال اخرى؟ أو أي إبادة جماعية لأي شعب؟؟ هل يوجد في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بند يقول أن هنالك دماء غالية وأخرى رخيصة؟ وهل هنالك انسان غال وآخر رخيص؟؟ )ولاشك ان مثل هذه الاسئلة لها تأثيراتها ومؤثراتها ولها مرجعياتها الثقافية والفكرية ففي الخطاب الثالث ( حسون وبراغماتية  عصفور الماء ) يستحضر الموروث الديني القرآني عبر قنوات الاستفهام نفسها ليكون التنقيب الحدثي و توظيف الموروث حضور فكري ثقافي  يسهم في تدعيم الواقع بمداليل  وابعاد روحية  كون هذه الاحداث  والرموز  هي جزءا مهما  من الموروث  الانساني  تتعالق في ذهنية  التلقي .. سعى  الكاتب   الى توظيف  قصة  حرق النبي ابراهيم من قبل النمرود وعصابته  محاولا عدم الارتكاز على السياق القرآني وانما أخذ القصة كقضية  موضوعية يتم توظيفها  بما يخدم القصدي  وفق دلالات مرسومة استخدم فيها المشهدية  الوصفية  بطريقة حكاواتية ( عندما أضرم النمرود النار ..) وبدا بتصوير المشهد بكاميرا لها خصوصيتها  ( كان اغلبية  القوم يساعدونه  في ذلك  فبعضهم يجمع الحطب وكل ماهو قابل للاشتعال  والبعض الآخر  كان منشغلا  بتحضير  المنجنيق لقذفه بالنار ) يستحضر  هذه القصة ليصل  الى استفهامية مبدعة  ..( ومن يدري ؟)  ومن ثم يبدأ التخمين  ..( ربما كان اكثرهم غير موافقين  على قتل ابراهيم  ... أو على طريقة  القتل البشعة  لينطلق  منها  الى محوريين  الاول ربط القضية بقضية الهوية  الحسينية  باعتبار  من لم يناصرها  مريض  عبر فكرة  ( قلوبنا معك ونارنا عليك )  الى المدلول  الاجتماعي  الذي لابد ان يؤآزر  حقيقته  والمدلول الثاني  هو الحاضر  المستلهم  من اصرار عصفور  الماء  على اطفاء  النار ...  فيكون  الاصرار للمطالبة بدم  حسون  كنتيجة واعية  وقصة  النار المهيئة لحرق ابراهيم عليه السلام هي نفس نار الحروب التي اعدت لأحراق العراق ، ويخلق عبر الاستفهام مقارنة تقابلية  بين جلعاد الاسرائيلي وحسون العراقي المظلوم فتنشأ منطقة تأثيرية ضاغطة غايتها بلورة  السعي لجعلنا غالين  جدا ومهمين  كثير ا لدى حكومات بلداننا ،  الملاحظ في تجربة حسونيات المبدع نعيم آل مسافر التحرك الحر داخل منظومة شكل الكتابة وجنسها اذ استوعب اكثر من غاية ابداعية مثل توثيق تعليقات بعض الادباء والكتاب كتعقيب المبدعة ( بان ضياء حبيب الخيالي ) موثقا الصفحة والتأريخ وساردا القصة المحورية التي دفعتها للمشاركة الوجدانية مع الموضوع ليتم اصدار مطلب موحد عن ايقاف نزيف الدم العراقي او تراه يذهب لنظرية أجراها الدكتور الياباني ماساروا إموتو. مؤسس نظرية تبلور ذرات الماء، او نظرية إدراك الماء  بقدرة عجيبة من الذاكرة والوعي والسمع والرؤية والإدراك.. فهو يدرك ماحوله ويشعر به.. ويستقبل منه الحديث المنطوق والكتابات المخطوطة والصور .. والمشاعر والأحاسيس والموسيقى الصاخبة والهادئه وغيرها من الأصوات ويتاثر بها إيجابا او سلبا .. ويتفاعل مع مشاعر الانسان توافقا واختلافا... وقد سخر هذه النظرية لمحاورات ام حسون مع النهر ، ويكشف بطبيعة الحال عن مديات معرفية امتلكها المبدع آل مسافر  عن التنصل والدخول  اي الخروج من اللقطة المشهدية والدخول الى المشهد المعد سلفا وهذه العملية تسمى في مضايفنا بالرباط .. رباط السالفة او العقدة  كما حدث في قصة طائر الحجل المشهد المعد في الخطاب ( الحادي عشر ) طائر الحجل ليصل عبر حكاية الشاهد المذبوح الى  حالة تفاؤلية  لنوال القصاص العادل لقاتلي حسون وكل حسون ... كما استشهد في قصص عن النبي (ص)  وعن حكايات المصلحين  ليستخرج عقب كل حكاية مادة قانونية فكرية يحاكم بها الواقع فهو يحفر في اللغة حفرا شعوريا حتى صرت اشعر كقاريء بتغيرات مزاجية وبغضب يعتريني اثناء القراءة هذا التفاعل الرائع لم يكن  مخاض صدفة او مجرد تعبير عادي فهو يتوسم  الكثير من الامور الفنية لرفعة مقام خطابه الانساني كأنسنة الاشياء الفة لقلب امومة مفجوعة  تساعد في ضخ الشعوري ( . كانت تتحدث مع النهر طوال النهار.. وهو يستمع إليها صامتاً.. )كما نجده يمتلك وعيا عاليا بمكونات  الموروث فهو يتناول  امثلة عراقية  وعادات ومعتقدات  ( خرج حسون قبل ايام  والقت امه وراءه طاسة ماء  وشيعته بدعائها ليعود ) .. نبارك للمبدع نعيم آل مسافر هذا المنجز العراقي الوطني الانساني الرائع 
 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : مهند البراك من : العراق ، بعنوان : احسنت ايها الخباز في 2011/07/17 .

لقد احسنت ايها الخباز
كما احسن الكاتب بصياغة المفردات الشعرية وتوظيفها للنص





  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7774
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20