• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نصوص تاريخية اشتهرت لكنها تسيء لمقام علي بن ابي طالب ع .
                          • الكاتب : الشيخ عقيل الحمداني .

نصوص تاريخية اشتهرت لكنها تسيء لمقام علي بن ابي طالب ع

كلمتنا في مهرجان منتدى كربلاء الثقافي حول ولادة الامام علي ع
بدعوة كريمة من الاخوة القائمين على منتدى كربلاء والاخ الشاعر مهدي هلال وفقنا الله تعالى ان نلقي عدد من المسائل والمحاور حول ولادة الامام علي ع ..
المحور الاول : ان الامام علي ع ظلمته كثيرا الاقلام الاموية والعباسية الماجورة والتي لم تتحمل الاف المناقب التي اعطاها الله تعالى للامام علي ع فباتت تشكك بمناقبه وتصنع مثلها فضائل وتنسبها لصحابة لايستحقونها وتغير الكثير من المناقبيات التي اعطتها النبوة الخاتمة لشخص علي ع ..وباتوا يحرفون ويزيفون ويغيرون في الكثير من النصوص فخذ اليك مثلا خبر كفالة النبوة لعلي ع وتربيته مباشرة من قبل النبي الخاتم ص واله جعلوا اساسها فقر ابي طالب وتوزيعه اولاده على اخوته لشدة الفقر ويالها من اكذوبة اسائت لمقام ابي طالب العظيم ع فكيف يزهد باولاده ويوزعهم فلنقرا هذا النص :
أن قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب في عيال كثير، فقال رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" لعمه العباس ـ وكان (من) أيسر بني هاشم ـ:يا أبا الفضل، إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه نخفف عنه من عياله، آخذ من بنيه رجلاً، وتأخذ أنت رجلاً، فنكفلهما عنه.
فقال العباس: نعم.
فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا: إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى تنكشف عن الناس ما هم فيه.
فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً، فاصنعا ما شئتما.
فأخذ رسول الله \"صلى الله عليه وآله\" علياً \"عليه السلام\"، فضمه إليه، وأخذ العباس جعفراً، فضمه إليه، فلم يزل علي \"عليه السلام\" مع رسول الله \"صلى الله عليه وآله\"، حتى بعثه الله نبياً، فاتَّبعه وصدقه.
ولم يزل جعفر مع العباس حتى أسلم، واستغنى عنه (1)
الرواية عليها جملة من المؤخذات :
منها : ان هنالك تهافت في النصوص المروية واختلاف كبير في التفاصيل ,فعند مراجعة المصادر العديدة التي نقلت هذه الرواية لوجدنا تهافتا كبيرا يخل بوحدة وسياق النص كثيرا 
ففي رواية المناقب (2) ان النبي ص واله قال للعباس كلاما بعدها اخذ العباس جعفر بن ابي طالب ..بينما في مصادر اخرى ان الذي اخذ جعفرا هو الحمزة بن عبد المطلب والعباس اخذ طالبا وكان عنده الى ان اختفى ولم يعثر له على خبر (3) وفي نص اخر :إن حمزة هو الذي أخذه، وبقي معه في الجاهلية والإسلام إلى أن قتل حمزة يوم احد (4)
و قد اقتصرت الرواية المتقدمة على استثناء أبي طالب ولده عقيلاً. لكن رواية أخرى ذكرت أنه استثنى طالباً وعقيلاً(5).
منها : إن عيال أبي طالب لم تكن أكثر من عيال النبي \"صلى الله عليه وآله\" نفسه، فإنه كان مسؤولاً عن إعالة بنات ثلاث هنَّ: زينب، ورقية، وأم كلثوم ـ حيث تدل الشواهد والأدلة: على أنهن فقدن الكفيل، فأخذهن \"صلى الله عليه وآله\" وتولى تربيتهن ـ بالإضافة إلى زوجته، وربما أختها أيضاً..
أما عيال أبي طالب، فهم: ولده علي \"عليه السلام\" وزوجته. وربما أم
ان عيال أبي طالب لم تكن أكثر من عيال النبي \"صلى الله عليه وآله\" نفسه، فإنه كان مسؤولاً عن إعالة بنات ثلاث هنَّ: زينب، ورقية، وأم كلثوم ـ حيث تدل الشواهد والأدلة: على أنهن فقدن الكفيل، فأخذهن \"صلى الله عليه وآله\" وتولى تربيتهن ـ بالإضافة إلى زوجته، وربما أختها أيضاً..
أما عيال أبي طالب، فهم: ولده علي \"عليه السلام\" وزوجته. وربما أم
هاني وجمانة.
وذلك يدل: على أن أخذ النبي \"صلى الله عليه وآله\" لعلي \"عليه السلام\" ليس لأجل التخفيف عن أبي طالب، بل لغرض آخر أعلى وأسمى وأوفق بالصلة الروحية بينهما.. وإنما يريدون طرح الموضوع بهذا الشكل لتضييع هذه الفضيلة لعلي\"عليه السلام\".
منها : لقد كان جعفر، وعقيل، وطالب، رجالاً، قادرين على إعالة أنفسهم، لأن جعفر كان له من العمر آنئذٍ ستة عشر عاماً، وكان عمر عقيل ستة وعشرين، وعمر طالب ستة وثلاثين سنة..
مع تصريح الرواية نفسها: بأن العباس يأخذ رجلاً، والنبي \"صلى الله عليه وآله\" يأخذ رجلاً.
فما معنى حاجة الرجال إلى المعيل والكافل؟!
ولماذا يحتاج جعفر إلى إعالة العباس له، فهو قادر على العمل، كالبيع والشراء، والزراعة، ورعي الماشية، وممارسة الحرف، والأعمال، وغير ذلك؟!
فما بالك بما ذكرته الرواية الأخرى عن كفالة طالب، الذي كان عمره ستاً وثلاثين سنة؟!(6) . 
فاساس وضع هذه الرواية من اجل ان يضيعوا فضيلة كفالة النبي الاكرم ص واله للامام علي وكون الامام علي ع هو ربيب النبي ص واله ورباه منذ نعومة اظفاره حتى استقل وكان الامام علي يفتخر بكون ربيب النبي ص واله فاسمعه يقول في خطبته القاصعة : (
وَقَدْ عَلِمْتُمْ مَوْضِعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله بِالْقَرَابَةِ الْقَرِيبَةِ وَالْمَنْزِلَةِ الْخَصِيصَةِ وَضَعَنِي فِي حِجْرِهِ وَأَنَا وَلَدٌ يَضُمُّنِي إِلَى صَدْرِهِ وَيَكْنُفُنِي فِي فِرَاشِهِ وَيُمِسُّنِي جَسَدَهُ وَيُشِمُّنِي عَرْفَهُ وَكَانَ يَمْضَغُ الشَّيْءَ ثُمَّ يُلْقِمُنِيهِ وَمَا وَجَدَ لِي كَذْبَةً فِي قَوْلٍ وَلَا خَطْلَةً فِي فِعْلٍ .).
الرواية الصحيحة: هي: أن النبي \"صلى الله عليه وآله\" حين تزوج خديجة قال لعمه أبي طالب: إني أحب أن تدفع إليَّ بعض ولدك، يعينني على أمري، ويكفيني. وأشكر لك بلاك عندي.فقال أبو طالب: خذ أيهم شئت.فأخذ علياً \"عليه السلام\" (7) .
فاساس اخذ علي ع هو لاعداده روحيا ومعرفيا ليعين النبوة الخاتمة في ارشاد الناس وهدايتهم ويكون وصيا وخليفة للنبي من بعده .
المحور الثاني : 
ان نهج البلاغة الذي هو تراث علي ع وميراثه العلمي والفكري العظيم لازال مظلوما فمن الللازم هذه الايام ان يجعل نهج البلاغة ثقافة عامة وان يتعاطى كل افراد المجتمع الموالي علي ع مفردات نهج البلاغة وعلومه وافكاره حسب اختصاصتهم وتوجهاتهم وميولهم ومن هنا لابد ان تكون ثورة ثقافية وعلمية في جعل نهج البلاغة ميسر لكل افراد المجتمع فيشرح شروحا مبسطة يفهمها الانسان البسيط وتكتب كلماته في لافتات وقطع في المدارس والمحال والبيوت والشوارع كي تعيش الامة برحاب فكر ووعي نهج البلاغة المظلوم ..فمن المهم تحويله الى ثقافة مجتمع ونحوله من الرفوف الى التطبيق العملي في واقع الحياة فنهج البلاغة كتاب حياة لا كتاب طلاسم وفلسفة لا يصل الى فك معادلاتها الناس كما اشيع عنه .
الهوامش 
**********************************************
(1) المستدرك على الصحيحين ج3 ص567 الحديث رقم (6463) شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص198 وغيره.
(2) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص179 .
(3) وحلية الأبرار ج2 ص29 وموسوعة التاريخ الإسلامي لليوسفي ج1 ص353 .
(4) مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ج2 ص179 و 180 .
(5) الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص181 .
(6) الصحيح من سيرة علي ع , العاملي ج1 ص 124 ومابعدها .
(7) مناقب آل أبي طالب ج2 ص180 .

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : الشيخ عبد الحافظ البغدادي ، في 2016/04/24 .

بارك الله فيك ايها الشيخ الجليل في توضيح هذه الزوايا التي صدرها التاريخ للاجيال غايتهم طمس الحقائق النيرة التي تخص مولانا امير المؤمنين ... الف شكر لك على هذه الالتفاتة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77553
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19