• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : التدين والإلحاد .
                          • الكاتب : سجاد اللامي .

التدين والإلحاد

 يعتقد الملحد بأن الدين يمزق البشر وينسف النزعة الإنسانية من قلوب المتدينين .. ويعتقد المتدين بأن الإلحاد سبب من أسباب التوحش وغياب الإنسانية عن نفوس الملحدين.
 
على أرض الواقع لدينا "متدينون إنسانيون " كالمتصوفة؛ ولدينا "ملحدون إنسانيون" في أوربا وغيرها .. ولدينا كذلك "متدينون مجرمون" كالتكفيريين؛ ولدينا "ملحدون مجرمون" كالنازيين وغيرهم.
 
فهل للدين والإلحاد أي دور في تعميق النزعة الإنسانية أو غيابها ؟ أو هي طبائع البشر المختلفة ويغلفونها بغلاف الدين تارة وبغلاف الإلحاد تارةً أخرى؟
 
إن الله تعالى هو الغني و لا يضره كفر أهل الأرض جميعا و لا يزيده إيمانهم،
 
ويروى في الحديث القدسي المتواتر لدى الفريقين: 
((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أُطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه))
 
فالله تعالى لا يحتاج لمن يدافع عنه، وليس كما يظن من في قلبه مرض، وإنما الدعوة إلى الله هي سبب  تكرمة الله و تفضيله لهذه الأمة،
 
يقول الله تعالى: {{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}}،
 
ولذلك يقول الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ}،
 
ما صفتهم؟
{{يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ}} 
 
ما العاقبة؟
{أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم}
 
و هذا من الجهاد في سبيل الله، يقول الله تعالى: {{وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}}،
 
ما الغاية من الجهاد؟ وهل الله يحتاج لجهادنا في سبيله؟
{{وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ #_لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}}،
 
فتلك الغاية التي خلقنا الله من أجلها #العبادة، و الجهاد في سبيل الله من أعظم ألوان العبادة، لأن النفس لا يصلحها ويهذبها إلا العبادة والإمتثال لأوامر الله عز وجل.
 
ختاما يقول الله تعالى: ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون))



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=77353
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28