المهرجانات والمؤتمرات والندوات كثيرا ما نسمع عنها داخل وخارج العراق  وهذه الحكاية التي تخص بهلول نسردها لكم للفائدة

قدمت دعوة من قبل رئيس لجنة اقامة مهرجان معين الى بهلول للحضور ، وفي اليوم والساعة المحددين حضر بهلول وجلس في قاعة المؤتمرات وهو ينظر الى الحاضرين الذين لا يتجاوز عددهم الخمسين ، بدا الاساتذة بالقاء بحوثهم بعد القاء كلمة ترحيبية بالحضور والاشادة بالمهرجانات والمكانة العلمية للسادة الحضور الذين سيلقون بحوثهم ، وبالفعل بداوا بالقاء بحوثهم وفي نهاية كل بحث تشيد لجنة تقييم البحوث بالبحث انتهت البحوث وبدا توزيع الشهادات التقديرية وكتب الشكر انتهى المؤتمر ذهبوا الى دار الضيافة لتناول الطعام انهوا طعامهم وبهلول معهم ، نقلوا الى فنادقهم ومن ثم الى دولهم بالنسبة للاجانب وانتهى المهرجان.

بعد يومين جاء بهلول ومعه رجل الى رئيس لجنة اقامة المهرجان وقال له انا وهذا الرجل اختلفنا على مشروع معين واقترحت ان تكون انت الحكم فيما بيننا بحكم ما تتمتع به من ثقافة وعدالة وانت شخص معروف ، فقال لهما تفضلا ماهو الاختلاف ؟

قال بهلول: هذا الرجل لديه امكانية على افتتاح مدرسة اهلية ابتدائية وبكافة المواصفات ولديه القدرة على استقطاب اساتذة على مستوى عال ومنحهم رواتب مغرية والمدرسة مجانا فاقترحت عليه ان يتم بنائها وافتتاحها في المنطقة الفلانية ، الا انه اعترض .

رئيس المهرجان : ما سبب اعتراضك ؟

الرجل: ان المنطقة التي يريد بناء المدرسة فيها منطقة صحراوية خالية من الخدمات والبناء والناس بل لا توجد طرق مؤدية اليها ولاسكن فيها فمن اين ياتي الطلاب وهم اطفال الى المدرسة وهذا يجعل المدرسة فاشلة.

فقال بهلول: ان الاساتذة المختصين اصحاب الكفاءات والخدمات التي تقدم للطلبة تجعلهم ياتون الى المدرسة .

فقال رئيس اللجنة : هل توجد وسائط نقل؟

الرجل : يا استاذ منطقة صحراوية ولا يوجد اصلا شارع نظامي بل انها قسمت حديثا فمن يرسل ابنه الى هذه المدرسة؟

فقال بهلول نعمل اعلان عنها 

اجاب رئيس اللجنة : ان راي الرجل هو الصحيح، كيف تفتتح مدرسة ولا يوجد طلاب حتى وان كان المدرسين على اختصاص وكفاءة عالية؟.

هنا سال بهلول رئيس اللجنة : مافائدة الباحثين العلماء الذين عرضوا بحوثهم فيما بينكم ومنحتموهم الشهادات والجمهور الذي يستفاد منها غير حاضر بل لا يعنيه الامر ، وانتهى المهرجان ووضعتم بحوثكم على الرفوف .

الخلاصة ، لماذا تفكرون بمن يعطي ولا تفكرون بمن ياخذ ؟ ما فائدة العلمية التي يحتفظ بها الباحث اذا لم يكن هنالك مستمع ؟