• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عبر الهاتِف لقناتَي (بي بي سي القاهرة) و (بلادي) الفضائيّتَين لِهذِهِ الأَسْباب فَشَلَ حِلْفُ (نُظُمُ القَبائِلِ وَأَنْقَرَة) الإرهابي .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

عبر الهاتِف لقناتَي (بي بي سي القاهرة) و (بلادي) الفضائيّتَين لِهذِهِ الأَسْباب فَشَلَ حِلْفُ (نُظُمُ القَبائِلِ وَأَنْقَرَة) الإرهابي

 أولاً؛ لقد ظلّ العالم ينظر الى دول الخليج وخصوصاً نظام القبيلة الفاسد في الرياض والدوحة، على انّها بقرةً حلوب ينبغي عليها ان تدفع نفقات كلّ الأزمات التي يشهدها العالم والمنطقة، وعلى هذا الأساس ظلّت واشنطن وحليفاتها تخطط للارهاب المستمرّ في سوريا قرابة (٥) أعوام وكانت الرّياض والدّوحة يغطّيان النّفقات، فيما مثّلت انقرة الضّلع الثالث في التّحالف الثلاثي الإرهابي من خلال تحوّلها الى ملاذٍ وممرٍّ آمن للارهابيّين خلال كل هذه الفترة، الذين كانوا يتجمعون من مختلف دول العالم فيها لتلقّي التدريب والتّنظيم ثم يتم إرسالهم الى سوريا والعراق، تغطّي حركتهم فتاوى التّكفير التي يُصدرها فقهاء البلاط حسب الطّلب!.
   وعندما بدأ العدوان العسكري السّافر على اليمن، وقبلها على البحرين، ظلّت الرياض وحليفاتها الخليجيّات يمثّلون دور المنفّذ والمهرّج الاعلامي، امّا السّلاح بكلّ أنواعهِ فقد كان يصل اليهم من الغرب والولايات المتحدة، بمعنى آخر ان دول الخليج كانت البقرة الحلوب لهذه الحرب تغطّي نفقاتها المباشرة بالسّلاح وغير المباشرة بدفع تكاليف خدمة الأجهزة الاستخباراتيّة التي تقدّم المعلومات المطلوبة عن سماء المعركة التي تمتدّ على كلّ اليمن تقريباً.
   ثانياً؛ امّا اليوم فلقد تغيّرت أدوات اللّعبة وأصولها فلم تعد نُظُم القبائل في الخليج تلك البقرة الحلوب التي تحتاج اليها واشنطن وحليفاتها بعد ان جفّ الضّرع، أو كاد، وتوقّف الحليب الذي ظل يدرّ عليها كلّ هذه السّنين الطّويلة.
   ١/ فمن جانب، هبطت أسعار البترول عالمياً ليتقلّص دور البترودولار في لعبة الامم، فلم تعد الرّياض واخواتها قادرة على ان تبيع وتشتري وتؤثر في العلاقات الدّولية كما كانت تفعل طوال العقود الماضية.
   لقد هبّت رياح الأزمة الماليّة عليها، فتركها الجميع لتتدبّر امرها لوحدها، وهذا هو المتوقّع، فالابقار تُساقُ الى الذّبح اذا جفّ حليبُها!. 
   ٢/ ومن جانب آخر، لم يعد الارهاب بالنّسبة الى واشنطن وحليفاتها هو الاداة المفضّلة لفرض الاجندات السّياسية في البؤر السّاخنة، وتحديداً في سوريا، فبعد الاتّفاق الأميركي الرّوسي الأخير الذي أنهى الأزمة فيها تقريباً وبات الجهد المبذول من قبل الجميع منصبّاً على الحرب على الارهاب فقط، وما حقّقهُ الجيش العربي السوري على الارض وتمشيطهِ لمساحات واسعة من الاراضي من براثن الارهابيّين وتحريرهِ لمدنٍ وبلدات استراتيجية عديدة، وتركيز الجهد الدّولي على المفاوضات السّياسية لتحقيق الحل السّياسي في هذا الملفّ، انّ كلّ ذلك يُشير بشكلٍ واضحٍ الى تغيّر أدوات اللّعبة واستبدالها بادواتٍ جديدةٍ وخروج نظام القبيلة الفاسد منها الخاسر الاكبر، بعد ان فشل في فرض اجنداتهِ (السّياسية) بأَدوات الارهاب عندما ظلّ الثّلاثي (الرياض وأنقرة وقطر) يدعم الارهابيّين بكلّ أسباب التّمكّن والدّيمومة لتغيير الخارطة السّياسية في المنطقة من خلال التغيير أولاً في سوريا ولكن من دونِ طائل.
   ٣/ ولا نغفل هنا التأثير الإيجابي الكبير الذي فرضهُ الاتّفاق النّووي في تغيير اللعبة وأدواتها وبالتالي التأثير على النتائج.
   انّهُ مثّل اختراقاً مُهمّاً في جدار اللعبة الدّوليّة التي ظلّت حكراً على الكبار الدّولييّن فقط لفترةٍ طويلةٍ!.
   ثالثاً؛ تأسيساً على كلّ ذلك بدأت واشنطن وحليفاتها منذ مدّة حرباً ديبلوماسية واعلاميّة ناعمة وشعواء في آنٍ واحد ضد الثّلاثي الآنف الذّكر، على الرّغم من انّ انقرة انتبهت مبكراً الى المتغيّرات فراحت تُعيد حساباتها لتتلائم معها بشكلٍ من الأشكال، الا ان تجاهل واشنطن للرئيس التركي خلال زيارتهِ الاخيرة لها وعدم الاكتراث به وما أعقب ذلك من حديثٍ للمؤسّسة العسكرية التركيّة، صاحبة المفتاح الأهم والاخطر في كلّ الدّولة، عن الانقلاب العسكري عليه، وهو اوّل حديث من نوعهِ منذ اكثر من (١٣) عام تقريباً، وكذلك الضّغوطات السّياسية التي تتعرّض لها أنقرة من قبل واشنطن وحليفاتها، ان كلّ ذلك يدلّ، لحدّ الان على الأقل، بانّ انقرة لم تفلت من عنق الزّجاجة التي سقطت فيها جرّاء انسياقها خلف نظام القبيلة الفاسد وسياساتهِ الارهابيّة وتوريطه لها بالارهاب بشكلٍ أَزعج حتّى حلفائها في واشنطن الذين بدأوا يتحدّثون عن ضرورة تقليم أظافر تركيا لتعود الى سابق حجمِها في المنطقة.
  رابعاً؛ ان تراكم الانتصارات السّاحقة التي حقّقتها القوّات المسلّحة العراقية بكل صنوفها في الحرب على الارهاب ومعها قوات الحشد الشعبي والبيشمرگة والعشائر الغيورة في المناطق التي لازالت تحت سيطرة الارهابيّين في الرّمادي والموصل، هي الاخرى ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تغيير المعادلة وأُصول اللعبة وأدواتها.
   انّ هذه الانتصارات مؤشّرٌ واضحٌ على قرب الموعد النهائي لحسم الحرب
 
على الارهاب في العراق بالاضافة الى سوريا.
  واذا تذّكرنا بأَن نظام القبيلة الفاسد يعيش على الارهاب فهو لا يجد نَفْسَهُ ولا يتمكّن من فرض اجنداتهِ السّياسية في ايّة منطقة من المناطق الساخنة الا بالارهاب والحرب، كما هو الحال في العراق منذ (١٣) عاما وفي البحرين وسوريا ولبنان واليمن، سيتّضح لنا ماذا يعني إغلاق ملف الارهاب في العراق وسوريا تحديداً بالنسبة لنظام القبيلة، انّهُ يعني النهاية لكل الذرائع التي ينفذ منها لهذه الملفّات، ما يقلّص حاجة واشنطن وحليفاتها له، وهو الامر الذي بدأ يتّضح يوماً بعد آخر.
   ٦ نيسان ٢٠١٦ 
                       للتواصل؛
‏E-mail: nhaidar@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76843
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 04 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28