إنها فاجعة كبرى , وكارثة عظمى , أن نفقد قائدا عملاقا , وبطلا جسورا , وعالما متفقها , وإنسانا يمتلك قيما عليا , ومواقفا شامخة على انف الزمن ,  ألا وهو الفقيد الشهيد الراحل المظلوم آية الله محمد صادق الصدر( قدس ) .. هذا الرجل الإنسان الذي ترك بصمات مشرقة على جبين التاريخ , وخلف تراثا ممسقا من الاشراقات والعطاءات .. فقد كان عنوانا عريضا للإنسانية والحوزة العلمية , ونبعا متدفقا للخلق المتسامي والشرف العالي , كان قائدا ملتزما بالوطنية الحقة ,  والإخلاص المؤكد ,  والنقاء الرفيع , ومتجذرا بحب الشعب الذي وجد فيه , الأصالة والعراقة والعلم والأخلاق والديانة الحقيقية البعيدة كل البعد عن مغريات الدنيا والمنافع الذاتية .

 إن أبا مؤمل باب مفتوح  للمعوزين والمقهورين , وكان ملجأ للمذعورين والخائفين .. وكان إسعافا للمستجيرين والمنكوبين , كان عنوانا للشمائل والفضائل ,  لذا كان وسيظل يعيش في ضمائرنا التي تكن له كل الاعتزاز والحب والتقييم , لقد فقدناك يا صدر العراق في هذه الظروف المتشابكة ونحن أحوج ما نكون محتاجين إلى مشورتك الصائبة  , وحكمتك الموضوعية النافعة , والى قيادتك المقتدرة على البناء والعطاء وفض المشاكل والصراعات ,  فقدناك قلبا يحتضن كل أبناء العراق .. فقدناك يدا تعطي وتواسي وتمسح على رؤوس الأيتام والمعوزين , فقدناك ينبوعا متدفقا للمواساة والإنقاذ , فقدناك قائدا بارا لشعبك الكبير,  وأخا وشقيقا وساعدا ومساعدا ,  بل فقدناك قائدا متميزا ,  ومجاهدا مشهودا ,  ومفكرا نبيلا , وعالما متبحرا .

  إن اللسان لا يكل ولا يمل عن ذكر محاسنك الكريمة ومكارمك العظيمة ,  وعظمة نفسيتك المتعاظمة أمام كل الأهوال والمحن والكوارث ,  فأنت الرجل القوي القوي ,  الأمين الأمين ,  فانك أكثر واكبر من كلماتي مهما تسامت وتعالت , فان أفكارك ورؤاك ستبقى دليل عمل لشعبك الذي وجد فيك كل ما ينشده من حرص وتفان وانجاز .

إن قلوبنا حرى يعتصرها الألم  , وعيوننا تتساقط منها دموع كاوية ,  وألسنتنا اتخذت من اسمك وتاريخك نشيدا لم يأفل ولن يزول . بيضاء أيامك ولياليك يا محمد صادق الصدر ..  أيها المرجع الشهيد المبتسم لنصرة الحق ورفعة مجده .. السلام عليك أيها الإنسان السوي المعطي غاية العطاء.. يا غرة على جبين الدهر .. نم قرير العين تحرسك العناية الإلهية .. هاهي قطرات دمك تنمو أزهارا يتشكل منها مجد التاريخ .. وهاهي قطرات دماء شهداء العراق تغدو للعراقيين منارا . يا شهيد الحوزة العلمية , أيها المرجع المنتصر ها أنت رويت بدمك الصافي ارض الأباة وتربة الإشراف ,  وجاهدت طاغوت العصر صدام الزنيم  لتنتهي بالعز باذلا عمرك ودمك .. لأنك مصر أن تلقي النبي محمدا ( ص ) دامي الجبين مخضبا بدمك , فسلام عليك يوم استشهدت على يد زمرة صدامية أمست بغير عفاف ,  فا أجبت الحق لبيك إنني أبدا لنهجك في حياتي قاف ,  فلحقت في ركب الحسين ورهطه إن الشهادة أنبل الأهداف