• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : حوار بين طفلتين احداهما يتيمة▫ .
                          • الكاتب : مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية .

حوار بين طفلتين احداهما يتيمة▫

🔸من أنتِ؟

🔹أنا طفلةٌ حزينةٌ، تركت خلفها الدنيا، وهنا جاءت لتلعب ..

🔸أين والدُاكِ؟

🔹إنَّ أمي هُناك تجلس، تنظرُ لي من بعيد، ولصدى خطواتي ترقب.

🔸أنا أيضاً والدي هناك، وأمي بقرب الزهر تمشي، وأنا جِئتُ لألعب ..

🔹والِدُكِ؟!

🔸نعم والدي.. والدي نور حياتي، كلُ ما أملكُ لا يُساوي بعضَ عطرِ الحبِ عندما يأتيني ليلاً، يقرأ الدعوات عندي، ثم يتركُ في جبيني قبلةً، ثم يذهب ..

أين والِدُكِ؟ لم تقولي عنه شيئاً؟ هل في الجوار قريباً أم سيأتي حين نذهب؟

 

🔹والدي..

لستُ أدري، رُبَّما يوماً سَيأتي حاملاً زهرَ الأماني، ما حلمت به طويلاً أن يعانق لهفةً في ربوعِ القلبِ تلهب..

والدي.. ليس قريباً، بل بعيداً بالمدى وسع السماء، هو في كل الفضاء، وأراه في كل حين..

في الغيوم والنجوم والوردة الحمراء، أراه عطراً ونضارةً كالزهر والعشب..

🔸كيف يمكن أن يكون؟! ما سمعت منك اغرب!!

والِدُكِ ليس كوالِدي! فما رأيت منك أعجب!!

🔹والِدي لا يشبهُ شيئاً.. يوم راح بملء صدر نحو تلك النار يصدَّ الخوف والرعب.

قبل ان يذهب قال لي:

" يا ابنتي سأعود، مع النصر كله والحياة..

يا ابنتي لا تحزني، فهناك حيث اذهب تكمن الجنة والكوثر، إنَّ طعم النصر ذاك ليس شيءٌ منه أعذب..

الا تحبين ان يذهب والدك الى الجنان؟

إنني ذاهب كي تكوني بأمان، ها هنا كون وسيع سوف يعطيك الحنان..

إنني سأعود روحاً، ترتقب خُطاكِ دوماً..

وطني يحتاجني قربة؛ كي تعيشوا بسلام؛ كي يغادره الظلام..

انني سأموت كي يبقى الاذان؛ من أجل أن تحيوا جميعاً في وطن يبقى مُصان..

ها هنا انتِ بقربي يا ابنتي، وها أنا بقربك..

داخل قلبك أكمن، أحتويك في الزمان.. "

 

هكذا قال وغادر، ثم صرت كل يوم ادعُ أن يأتي قريباً، أو لعلي ألمحُ طيفاً مؤنساً حزن المكان..

 

🔸إن فرحةَ قلبي تهدي والِدُكِ الامتِنان، كل شيءٍ في حياتي لي ولكِ سيكون..

السعادة والأمان ، التأمل والحنان.. 

لا تحزني، إن أبي هو أبيكِ الآن..

 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76250
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29