• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رسالة إلى أوباما .
                          • الكاتب : علي جابر الفتلاوي .

رسالة إلى أوباما

 في بداية تسليم الموصل إلى داعش، خرج أوباما إلى الإعلام وهو يعلن تشكيل حلف دولي لمحاربة داعش، علما أن داعش استلمت الموصل باتفاق امريكي مع دول محور أمريكا في المنطقة بالتعاون مع بعض السياسيين العراقيين ذوي الاطماع الشخصية والقومية، والسياسيين الطائفيين الذين هم الجناح السياسي لداعش، ممن يرتبطون مع دوائر مخابرات إقليمية،وبعضهم مشارك في العملية السياسية وفق نظام المحاصصة الأمريكي الذي جلب الويلات للشعب العراقي، يأكلون من صحن العراق ثمّ يقذفونه بالحجارة، والكل عرف أن داعش دخلت العراق تحت نظر وسمع وموافقة أمريكا باعتراف مسؤولين امريكان .
 سيد ( اوباما ) الشعب العراقي وشعوب المنطقة تعرف أنكم من يحمي داعش، وهي نتاج الفكر الوهابي الذي هو أيضا تحت حمايتكم ورعايتكم، سيد ( اوباما ) أنت من يحمي داعش أثناء تنقلها من الرقة السورية إلى العراق وبالعكس، وتحمي قوافل النفط المسروق من قبل داعش وهي تضخه إلى تركيا، ومن ثم تسويقه إلى إسرائيل، كل هذا المشهد يجري تحت نظرك وسمعك سيد (أوباما)، وأنت من يقول لا زال الوقت مبكرا لخروج داعش من العراق، إذ وضعت سقفا زمنيا مدته ثلاث سنوات، وطالب سياسيون أمريكان صهاينة فترة أطول من فترة أوباما لبقائها في العراق، لكن المشاركة الروسية في سوريا قلب المعادلة، وفق هذه المعطيات نقول للسيد (أوباما): إنك تمثّل مسرحية تضحك فيها على الشعب الأمريكي، لكن لن تضحك على الشعب العراقي أو شعوب المنطقة، لأن الشعوب أصحاب تجربة معكم، وتعرف نواياكم السيئة فيما يخص مصالح شعوب المنطقة.
سيد ( أوباما ) إنْ كنت صادقا وجادا لمحاربة الإرهاب حسب ما تدعي، وتريد تشكيل حلف دولي لمحاربة داعش، بل شكلت هذا الحلف، رغم علم الشعوب أن داعش وأخواتها موظفة لخدمتك وخدمة بني صهيون، أنصحك أنْ تغيّر نظام الحكم في السعودية وبقية حكومات الأعراب الوراثية – ولن تفعل – إلى  حكومات ديمقراطية تختار شعوب هذه الدول حكامها، لأن هذه الحكومات هي الراعية والداعمة للإرهاب، وعليك على الأقل إنهاء أو تحجيم الفكر الوهابي التكفيري المتطرف المنتج للإرهاب في العالم، وتمنع جميع ما يسمى مدارس أو مؤسسات أو جمعيات وهابية متلبسة بالإسلام تنشر هذا الفكرالحاقد في العالم، وعليك أيضا لجم حكام تركيا بقيادة أردوغان وحزبه المنتمي إلى نفس الفكر الوهابي المتطرف الداعم للارهاب، وللأسف بدأ الشعب التركي المسلم يجني ثمار دعم حكامه للإرهاب، إذ حدثت تفجيرات إرهابية في أنقرة واسطنبول راح ضحيتها الأبرياء، وهذه هي نتيجة من يدعم الارهاب من الحكومات، الشعوب هي الضحية، لأنّ الارهاب نار تحرق يد كل من يريد زيادة تأجيجها، هذه هي معادلة الارهاب، اليوم لك وغدا عليك، وبالنسبة إلى حكام تركيا صدق المثل العربي الذي يقول ( على نفسها جنت براقش ).
أنت تعرف سيد ( أوباما ) أن جماعة الأخوان ومنهم حزب (العدالة والتنمية) في تركيا المنتمون للفكر الوهابي، هم طرف في معادلة الإرهاب، بل هم الجناح السياسي لبعض منظمات العنف التي توجب قتال المسلم الأخر، وتحرّم قتال اليهود الصهاينة المغتصبين لفلسطين والمقدسات لأنهم أصحاب كتاب حسب ما يدعون، وكأن المسلم المختلف الآخر ليس من أصحاب الكتاب وهو القرآن الكريم، لكن العقل الوهابي المتحجر يعتقد أن القرآن له فقط، وهو من يفهمه ويفسره فقط ، وأن الجنة للوهابي فقط، والنار لجميع المسلمين الآخرين فقط، وقد رحّبَ وفَرِحَ بهذه الرؤى السيد  (أوباما) لأنها في  خدمة المشاريع الأمريكية والصهيونية.
 هذا هو الإسلام الوهابي الذي يروق لك سيد ( أوباما ) وتعترف به، وهذه الفتاوى المنحرفة والشاذة كلها نابعة من الفكر الوهابي الموظف لخدمتك وخدمة إسرائيل وخدمة السلطان الجائر والظالم لشعبه والخائن للقضية الفلسطينية، إن كنت سيد (اوباما) جادا في محاربة الإرهاب عليك المساعدة والعمل للحجر على الفكر الوهابي المتطرف الحاقد على الإنسان الآخر، ليس حاقدا على كل إنسان بل هو خادم مطيع للصهاينة، لكنّا رأيناك سيد (أوباما) قد انزعجت كثيرا عندما طرد الشعب المصري جماعة الإخوان من السلطة التي سرقوها في ظلمة ليل، عندما وصلوا إليها برياح ما سمي ( الربيع العربي )، والصحيح تسميته ( الربيع الصهيوني ) الذي غرّرتم به الشعوب، والشعب المصري الواعي هو أول شعب في المنطقة تنبّه إلى لعبة ما سُمي (الربيع العربي) فانتفض وصحح المسار، رغم انزعاج واعتراض أمريكا الداعمة لجماعة الأخوان المنتمين إلى الفكر الوهابي، والآن من حقنا أن نسألك سيد (أوباما) كيف يمكن أن نصدق أنك تحارب الإرهاب وأنت تدعم الحكومات والأحزاب والمنظمات حاملة الفكر الوهابي المتطرف الداعمة والممولة للإرهاب؟ 
إن كنت سيد ( أوباما ) جادا وصادقا في محاربة الإرهاب، فعليك التخلي عن الحكومات والاحزاب الداعمة للإرهاب! وأول هذه الحكومات حكومة آل سعود التي تشن اليوم حرب إبادة على الشعب اليمني، وأنت فرح بذلك ولا تحرّك ساكنا، ألا يعد القتل الجماعي للمدنيين إرهابا، لماذا تتجاهل دور الحكومة السعودية في دعم الارهاب في العراق وسوريا واليمن وليبيا ولبنان ومناطق أخرى في المنطقة، الموقف الحقيقي  للقضاء على الارهاب، هو الموقف من الحكومة السعودية، لن ينتهي الارهاب وحكومة السعودية تتحرك بحرية في أنتاج ودعم الإرهاب، لكنك سيد ( أوباما ) تحتضن الحكومة السعودية وتدافع عنها، وتدعي أنك تحارب الإرهاب وأنا كمواطن عراقي أقول لك: 
 أنك تكذب سيد ( أوباما ) ولن تحارب الارهاب، لأنه موظف لخدمة مشاريع أمريكا وإسرائيل، وأنت تعرف هذه الأمور جميعها، لكنك على قول المثل العراقي:
 (تعرفها وتحرفها )، هل تعرف لماذا؟ نعم أنا المواطن البسيط أعرف أنك تعرف، أنك مسلوب الإرادة، والحركات الخفية هي التي ترسم لك ولزعماء الغرب الآخرين طريق العمل! إذن عليك أن تسكت ولا تدعي إنك خارج دائرة الشر الماسونية، وكفاك استغفالا للشعوب، وضحكا على الذقون! عليك أن تسكت ولا تدعي أنك تحارب الإرهاب لأن اللعبة باتت مكشوفة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=76089
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29