• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : السيد البروجردي وفقه العامة .
                          • الكاتب : الشيخ احمد سلمان .

السيد البروجردي وفقه العامة

 السؤال:

شنع أحدهم على السيد البروجردي بأنّه يقول: فقه أهل البيت ع حاشية على فقه العامة، ولا يمكن لأحد فهم فقه أهل البيت ع دون الرجوع لفقه العامة!
 
ما رأيكم؟
 
الإجابة:
بسم الله الرحمن الرحيم
 
اللهم صلّ على محمد وآل محمد
 
 
 
لا يوجد في هذه العبارة أي مطعن على زعيم الطائفة في عصره آية الله العظمى السيد حسين البروجردي قدس الله روحه الطاهرة، بل المشكلة في عقل وفهم صاحب هذا التشنيع الذي اعتدنا منه الطعن في أساطين الطائفة وأعمدة المذهب بين الحين والآخر.
 
فليس مراد السيد البروجردي عندما قال أنّه لابدّ من الاطلاع على فقه أهل السنة لفهم روايات أهل البيت عليهم السلام أو أنّ الفقه الشيعي هو حاشية على الفقه السني هو كون فقه أهل البيت عليهم السلام أمر ثانوي أو أنّ فقه العامة هو الأصل كما زعم، بل مراده أنّ الفقه السني من أدوات فهم مرويات أهل البيت عليهم السلام كعلم النحو والصرف والبلاغة والمنطق وغيرها...
 
والسبب في ذلك أنّ الأئمة عليهم السلام لم يتصدّوا لكتابة رسالة عملية مثلا أو لطرح الفقه كاملا على المنابر بل كانت رواياتهم الفقهية في صورة أجوبة على أسئلة الشيعة أعزهم الله، وحيث أنّ الحكومات التي تسلّطت على رقاب المسلمين قد فرضت مذاهب فقهية وعمل بها الناس، فإنّ عامة الشيعة كانوا يعيشون في هذه الأجواء التي يطغى عليها فقه مخالفيهم، وعليه فإنّ أسئلتهم ستكون حول الموارد التي خالف فيها مذهب أهل البيت عليهم السلام مذهب الحكومات.
 
ولذلك فإن الاحاطة بالمذهب الفقهي الذي كان في زمن الإمام عليه السلام يساعد على فهم أجواء السؤال ومرتكزات السائل ويمثّل قرينة قوية لمعرفة مراد الإمام عليه السلام، كما في هذا الزمن عندما يأتيك أحد فيبدأ بالسؤال عن وقت صلاة المغرب والجمع بين الصلاتين والخمس وزواج المتعة، فإنّك تعلم أنّه إمّا من المخالفين أو ممّن يعيش في أوساطهم.
 
ولا ننسى أيضا أنّ جملة من الروايات الموجودة في الكتب قد صدرت منهم تقية عليهم السلام، فمعرفة الآراء الفقهية للجهة المتقاة منها يساعد على الحكم على جهة صدور الرواية هل هي تقية أم لا.
 
وتعبيره قدس سره بأنّ فقههم حاشية على فقه العامة ناظر إلى هذه الزاوية، إذ أنّ أجوبتهم في الحقيقة هي تعليق على الآراء الفقهية الشائعة في ذلك الزمن والتي فرضتها الحكومات الجائرة.
 
 
 
والحمد لله ربّ العالمين



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=75845
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19