• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : سعادةُ... .
                          • الكاتب : عماد يونس فغالي .

سعادةُ...

 

 
تقتُ أن تكتبَ في أبي لأجل "كتاب أبي". تقتُ أن ألتقيكَ في مناسبةٍ جمعت والدي بمحبّيه. وأنا أعرف مكانتكَ في قلبه. وأعرف قيمتكَ عنده.
 
سعادة المدير العامّ... عبده بجّاني، كم التقيتُكَ تبادرني بالحبّ والاحترام. 
سعادة النائب، كم لهفتَ في لقائي وأنتَ في معيّة السعادة والمعالي، لتهديني رفعةً أبويّة تكْبرني!
 
في غرّة عزّتكَ الوظيفيّة، تتبوّأ المنصب الجمركيّ الأرفع في الإدارة، تجلّيتَ إنسانًا كبيرًا، تخدم الناس. بقدر ما جعلتَ القوانين خادمةَ الإنسان، تعاملتَ مع الخدمة العامَّة بتجرّد لأجل الناس. هذا إقرارٌ ممّن تمرّس عليك وارتفع!
 
وفي خدمة الناس أيضًا، رحتَ إلى ندوة النوّاب، تقدّمكَ أفئدة مواطنيكَ لأجل صالح الأمّة، لتقدّم لها خالصَ الخصال بتجرّدٍ ومناقبيّة استحقّت لَكَ اعتبار الناس وممثّليهم.
 
اليوم، تفرغ ذاتكَ من ههنا وتغادر. تنطلق منعتقًا من أوهان جسدٍ تكرِّس عقودًا للعمل العامّ، ولم يهدأ. منعتقًا من عذاباتٍ تمكّنت من قامةٍ حاضرة ومُحبّة، لتعانقَ مسيرةً راحت تكمل المشوار عبر الأبد. مسيرة اخترتَ لها مبادئَ ومقوّمات، كم تصلحُ نهجًا خَالِدًا لأجيالٍ تلي!
 
في العلياء حيث تحطّ الرحال، أرسلْ إلى ههنا عبر أثير ما فوق الزمن، ومضاتِ مآثركَ الرجاليّة، فتبعثَ في من تركتَ من سعادتكَ، سعادةً في ما أورثتَ من قيم!
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=75294
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 03 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16