• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ذَاكِرةُ الحَنينِ .
                          • الكاتب : انجي علي .

ذَاكِرةُ الحَنينِ

زُجَاجُ عُزلتِي تَكَسَّرَ ،
و رُوحِي تَتَهَاوى في كُهوفِ الضَياعِ ،
تثُورُ على البَقَايا الباقيةِ ، حَائرةٌ 
بينَ الظَلامِ و القلبِ الذي ثقبتْهُ جُروحُ الوداعِ ،
تَناءتْ النُجومُ عَني خَلفَ أفْقِ الفِراقِ ،
و صَوتُ الضَجرِ حَولِي يَجرِفُنِي إلى مَصبِ الاشتياقِ ،
و أَسرابُ حَنينٍ تَتَكَدسُ فِي الأُفْقِ،
أَلتحِفُ بالصَقِيعِ .. الليلُ يَرْمُقُنِي ..
 
الشَوقُ يمْضِي فِي دُرُوبِ الصَمتِ ،
يخْتَفِي النَهارُ مِنْ عَينِي ،
و مَواكِبُ اللِقَاءِ تُشنَقُ عَلى المِقصَلةِ ،
و الأَبْوابُ مُؤصدَةٌ ، الصوتُ فَوقَ الحِنجرةِ ,.
يشْهَقُ فِي الصَدى،
يَتَنَاثَرُ فِي جُسورِ الأَمسِ 
يُسْكِرُنِي بكؤوسٍ فَارِغَةٍ،
و غَدٍ لَا تُشْرقُ فِيه الشَمسُ ، 
حَاولتُ أَنْ أَحْمي نَبضِي ،
مِنْ سَكتَةِ اليأسِ 
يَملكُنِي انتِهَاءٌ و بُؤسٌ ،
أرَى المَسَافَاتِ تَقْطَعُنِي ،
تَمْلَؤنِي بِالأسَى ، 
تَرشُقُنِي بالحَصى ،
و بسِهَامِهَا تَغُوصُ فِي تَكوينِي ،
تَمتَصُ يقِيني ،
و تَبَارِيحُ الذِكرَى تَسكنُ شُجُونِي ،
استَسْلِمُ ثُمَّ اخْتَفِي فِي مَتَاهَاتِ دُرُوبِي ،
تَصْعقُني عَقَارِبُ الوقتِ ،
و عَربَدةُ الشَظَايا تُصْهِرُ قَلبِي ،
و ضَجِيجُ الذِكرياتِ يقتَاتُ عُمرِي ،
تَلوحُ العَينُ دَمْعَاً ،
يَجِفُ حَلقِي ،
أَسْقُطُ ثُمَّ أَسألُ صَمتَ السمَاءِ !
مَنْ يُضِيئُ ذَاكرَةَ الحَنينِ بَعدِي ؟!
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=74196
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19