• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : إياكم وفقاعة جديدة ! .
                          • الكاتب : سعد بطاح الزهيري .

إياكم وفقاعة جديدة !

التظاهر حق مشروع كفله الدستور ، ولكل شخص له الحق في التعبير عن رأيه، هذا الحق كان مغيب في عراقنا ،وبعد أن رأى النور بلدي العزيز أصبح حق التظاهر مطلب دستوري ، ولكن وفق مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر.
شهدنا كثيرآ من المظاهرات وفي أغلب مدن العراق ، كل تظاهرة كانت لها مطالب بعضها دستوري وبعضها غير ذلك ، و من البديهي الاستماع الى مطالب الجماهير ، و إرسال وفود للتفاوض ومعرفة ودراسة هذه المطالب ، لكن ما وجدناه في ساحتنا السياسيه التجاهل ،وعدم الاستماع إلى رأي الجمهور ، ولكل فعل ردة فعل .
بتاريخ 22/3/2013، كانت أول مظاهره وأول شراره لانطلاق المظاهرات في الانبار ، وتوالت المظاهرات جمعة بعد جمعة ، وهكذا تكاثرت الأصوات وتعالت، و لم يكن هناك أي موقف من الحكومة والساسة، لتدارك الموقف والاستماع إلى مطالب المتظاهرين ،بل أطلقت كلمة وهذه الكلمة ندفع ضريبتها اليوم ،الفقاعة !! هذه الكلمة أطلقها كبير القوم ، الذي اوصلتنا سياسته إلى هذا الحد ، الفقاعة خلفت فتح الحدود على مصراعيها ، وخلفت نمو للخلايا البعثية النائمة في تلك المدن، الفقاعة خلفت لنا تعالي أصوات بعض النواب الدواعش ،وخلقت منهم رموز عند جماهيرهم، أمثال العلواني وغيره، ذلك الصعلوك الذي تطاول على مكون أساسي ، ظلم كثيرآ من سياسة البطش والإرهاب الصدامي الدموي، عندما كان العلواني وأمثاله ينعمون بالرفاه والنعيم .
لم يكن هناك تدارك للموقف بجدية ،بل كان هناك استهزاء حتى بنطق الكلمة ، و استهزاء حتى بإرسال وفد تفاوضي، أرسل لهم من شرار قومهم، لكي يخلق بينهم فتنه وقد نجح بذلك ، بطردهم الوفد المفاوض و ارشاقهم بإطلاق النيران.
نمت و تكاثرت المظاهرات ، وبدأت شراره الفتنه تأخذ دورها بدافع محليه و إقليمية ،وتغير اسمها إلى ساحة الاعتصام ،حتى أصبحت الدول الإقليمية والعربية ، تطالب بالاستماع والإنصاف إلى مطالبهم، لكن لم يتدارك الموقف ولم يؤخذ بنصائح الشركاء ،التفرد والتشبث بالرأي أنجب لنا داعش ،و أنجب لنا ساسة داعش .
كان هناك حل وطني ولد من صلب المعاناة ، و أتى من وعي و دراسة وأخذت به كل الآراء ،للخروج بحل للأزمة التي رسمتها أيادي خفية ، كان هدفهم تمزيق الوطن ، و راح ضحيتها الآلاف الآلاف من شباب الوطن ،لو طبقت تلك الدراسة والمبادرة لكنا اليوم في مصاف الدول المتقدمة ، و لسرنا إلى الأمام لكن أرجعتنا سياسة الفقاعة إلى العصر الجاهلي !،
حيث عاد لنا سوق النخاسة من جديد .
نحتاج إلى وعي كامل ودراسة للنهوض بواقعنا ،ولنكن في تقدم ورقي علينا أن نحاسب المقصر ،وأن نقول له من أين لك هذا،من مبدأ قفوهم انهم مسؤولون، لكننا نفتقد إلى القائد والموجه الذي نادى مراراً وتكرارآ، بأن تكون السلطة والدولة دوله مواطن لا دوله المسؤول ،نتطلع إلى وعي وصناعة الرأي لكي ننهض بواقع عراق جديد .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73842
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19