• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سد الموصل : داعش مائي ام خطر محدق .
                          • الكاتب : عبدالله الجزائري .

سد الموصل : داعش مائي ام خطر محدق

منذ ما يقارب ستة اشهر عقد اجتماع في بغداد برئاسة فالح الفياض مستشار الامن الوطني لبحث المخاطر المحتمله لانهيار سد الموصل وقد حضر الاجتماع الجهات ذات العلاقة وتم استعراض التداعيات المحتملة والمخاطر المحدقة فضلا عن متابعة اعمال الصيانة الجارية وسبل معالجة الضرر في قواعده وبواباته ،

وهذه الاجتماعات مستمرة لمناقشة المخاطر والتهديدات التي تهدد الامن الوطني ، وليس لمناقشة المشاكل السياسية والفنية الاخرى التي ليس لها اولوية وتأثير على الامن الوطني ، وادراج مشكلة سد الموصل فيها يوضح اهمية وحجم هذه المشكلة وتداعياتها ،

اخبار اخرى حول الموضوع ، وهي محاولة الوزارة تقليص مخصصات موظفي الصيانة لرفد الميزانية المخصصة لصيانة السد في ظل الازمة المالية التي يعاني منها البلد ، وهذا بحد ذاته يشكل تهديد للاستمرار بأعمال الصيانة بفاعلية وكفاءة ، ونخشى ان الحكومة والوزرة لا تتعامل بشفافية حول هذا الموضوع لحسابات سياسية بحتة ،

ولا ينبغي للحكومة او الوزارة ان تتعامل مع الموضوع على انه تحدٍ جديد ، وفشل محتمل آخر يمكن ان يضاف الى مجمل التحديات التي تواجهها والمشاكل التي فشلت في معالجتها ، والاصلاحات التي وعدت بها واخلفت بوعدها ، بل عليها ان تستشعر الخطورة المحتملة وتستعد لمواجهتها ولا تقلل من شأنها ،

فمقتضى الاحتياط الاخذ بكل الاراء الفنية للخبراء العراقيين والدوليين ، والاستعداد لاسوء السيناريوهات ، وعدم الاكتفاء بالصيانات الدورية واعمال الحقن والتحشية ، بل العمل على ايجاد قنوات اضافية لتخفيف الضغط على السد والافادة من ذلك في تهيئة ارضي زراعية جديدة طولا وعرضا حول المنطقة الجغرافية المتوقع غرقها ،

ان ناقوس الخطر هذا ، ربما يكون حافزا للحكومة للافادة من هذه الوفرة المائية في دعم الزراعة في العراق ، واسثمار " الاراضي الموات " واحياءها للزراعة ودعم الاقتصاد العراقي وتنويعه ، بالتوازي مع اجراءات وخطط جديدة لاصلاح السد وتدعيمه وتخفيف الضغط عنه ، والاهتمام ببقية السدود الاستراتيجية الاخرى ،

ان الحرب القادمة حرب مياه ، بعد انهيار اسعار النفط وتخمة المعروض ، وظهور الانتاج الصخري ، والعالم يتجه للطاقات البديلة والمتجددة ، ومن المهم ان تملك الحكومة استراتيجية لادارة ملف الطاقة بحكمة وكفاءة ، ووضع خطة للافادة من مياه الامطار والسدود في تأمين حاجة العراق منها وخزنها من اجل استخدامه في محطات الطاقة الكهربائية البخارية والغازية ذات الدورات المركبة ،

يبقى هنالك امرا ، وهو التقارير الاميركية بهذا الشأن وفي هذا الوقت ، فالمشكلة قديمة ومطروحة على جدول اعمال اجتماعات الامن الوطني والوزارات المعنية ، كما ان المخاوف والمخاطر التي اشارت اليها التقارير الاميركية وحجم الدمار الذي يمكن ان يخلفه الانهيار ، لم نسمع بها اثناء احتلال داعش للموصل ، ولم تحسب اميركا هذه الحسابات من قبل ، وهذا يدعوا للشك والريب في الامر

ونحن نعلم ان اميركا والموالين لها ، تستثمر دائما في مثل هذه الامور ، وتختار الوقت المناسب لتلعب بهذه الاوراق لاسباب كثيرة وحسابات دقيقة ، واميركا تعلم جيدا اهمية سد الموصل استراتيجيا والمنطقة الجغرافية التي يقع فيها ، كما ان مخاطر الانهيار قد تضر بمصالح محددة اكثر من غيرها ، ولا نستبعد المصالح الاقتصادية المترتبة على صيانته ،

لذلك من الضروري حساب المحاذير ، والاستعداد للمخاطر والتهديدات ، واعطاء اولوية قصوى للموضوع ، وعدم السماح باستغلال الموضوع مو قبل اميركا وغيرها ، ولا اتخاذه تهديد جديد " وداعش مائي " لاجتياح ارض العراق ولابتزاز الحكومة والكتل المنبطحة ، بعد ان عجز الدواعش في اجتياحه بفضل سد كبير وسور عظيم وهو الحشد الشعبي المقدس .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73785
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20