• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كل شيء في العــــــــــــراق مثل (زين العراق)!! .
                          • الكاتب : كاظم الحسيني الذبحاوي .

كل شيء في العــــــــــــراق مثل (زين العراق)!!

إنّ تحقيق الربح الاقتصادي أمرٌ مشروعٌ تسعى إليه جميع الجهات ،ولكن شريطة أن تكون الوسائل لتحقيق هذا الربح واضحة وشريفة تكتسب وضوحها وشرفها من البيئة الاجتماعية على اعتبار أن المنظمة ، أية منظمة لا تعمل في فراغ فثمة تفاعل ديناميكي بينها وبين المحيط الاجتماعي ،وحالها في ذلك حال الخلية التي تعيش داخل السايتوبلازم ،تأخذ منه وتعطيه !
 
ولكن الذي يحصل أن بعض المنظمات الاقتصادية أو السياسية تتمكن بفعل عوامل معينة من إيجاد خلل كبير بهذه المعادلة فتتعمد ممارسة الأخذ بدلاً من العطاء الذي تعلن عنه . ونجد أن أبرز هذه العوامل المساعدة على نشوء الخلل بالعلاقة بين المنظمة الاقتصادية أو السياسية يتعلق بإخفاء الحقائق عن أصحاب المصلحة الحقيقيين حتى لا ينشغلوا بالمطالبة بحقوقهم ،وبالتالي يقطعون الطريق أمام أصحاب القرار ويمنعونهم من تحقيق المزيد من المكاسب لهم . فمرتكز الفساد المالي والإداري إذن هو ما تمارسه مختلف المنظمات من إخفاء للمعلومات التي تتعلق بطبيعة أهدافها الحقيقية وأسلوب عملها عن الجمهور ،واستبدالها بشعارات وخطابات لا تسمن ولا تغني . وهنا تكون هذه المنظمة الرديئة أو تلك مقياساً واضحاً وسهلاً يقاس عليه أداء المصالح والمؤسسات الأخرى . وقد تكون شركة زين العراق مثالاً جيداً لهذه الرداءة ولهذا السوء ما قد تقصر المفردات المخزونة في ذاكرتي من التعبير عنها ،فألجأ إلى  استعمال الألفاظ الشعبية المتداولة كـ ( السرسرة والهتالة والسربته وغيرها مما لم أذكرها هنا)!!
 
 ومعروف لدينا جميعاً أن شركة (زين العراق ) ( أثير سابقاً) دخلت إلى البلاد والناسُ لم يسمعوا من قبل بمثل هذه الخدمات نتيجة (التطبيع  التعتيمي) الذي دأبت عليه السلطات السابقة طمساً للحقائق وذلك بجعل الجماهير مغيبة عن جميع التطورات التي تجري في الساحة العالمية فضلاً عن الساحة العراقية ذاتها ؛ إلاّ بالمقدار الذي يحقق مصالح صدام فحسب ، وبدعوى أنّ الشعب العراقي شعبٌ طيّبٌ استثمر القائمون هذا الجو المفعم بالظلام وأنشاؤا فرعاً لشركتهم بما يحقق أرباحهم هم وحدهم لا بما يحقق معادلة المنافع المتبادلة بينهم وبين الشعب العراقي المبتلى برموز تسمي نفسها عراقية تارة ،وعربية أخرى ،وإسلامية ثالثة وما إلى ذلك من مسميات تطرب لها النفوس أحياناً  فانبرى الناس للاشتراك بهذه الخدمة الجديدة فرحين مأنوسين ثقة بالدعايات التي أغرقتهم !  إلى أن تنامى شعورٌ لدى المواطن العراقي البسيط فيما بعد مُفاده أن لو كانت بعض الجهات إسرائيلية لما زادت بأدائها على أداء هذه الأطراف من خذلان وحرمان وتغييب وخيبة أمال، وقد ولـّد آثاراً سيئة في نفوس الملايين ، ذلك أنّ هذه الشركة تقدم للمستفيدين من خدماتها في دول المنطقة خيارات أفضل باحثة عن سعادتهم ورفاهيتم من خلال البحث الجاد والمستمر عن أفضل ما يمكن أن تقدمه لهم في ظل مناخ سليم من المنافسة المشروعة مع شركات مماثلة طبقاً لقاعدة أن المستفيدين دائماً على حق ،وأن المعلومة الضرورية تقدم للجماهير بسخاء تام من غير حجر أو نفقات !
 
إننا نسمع عن الشركات العالمية تقدم معلوماتها للجمهور المتعامل معها بشفافية عالية بحيث يتمكن أي مواطن الحصول عليها وقتما شاء ؛بل أن الكثير من الشركات تتسابق بتقديم أفضل الخدمات وتبذل ما في وسعها لتطوير الأداء في حين نجد أن شركة زين العراق تعمل في زوايا مظلمة وتمارس الكذب والخداع و(السرسرة) عياناً من غير وازع ولا رادع !!
 
العراق اسم وضعته شركة زين للاتصالات لفرع شركتها الذي يعمل في العراق ذلك البلد الذي انتشر فيه الكذب بشكل مخيف وسريع ،بحيث يسهل على المتتبع أن يتعرف على الحقائق من نقائضها التي تعلنها مختلف الجهات . فمثلاً إذا أعلن المنتج أو المسوق لبضاعة أو خدمة أنّ بضاعته أو خدمته التي يقدمها للجمهور فائقة الجودة ،فإنك تجدها فائقة الرداءة ،وإذا ذكر أن سلعته خالية من الضرر فإنك تجدها تسبب الضرر .أو إذا ذكر أنها الفريدة من نوعها في الشرق الأوسط ـ مثلاً ـ تجدها عكس ذلك ،وصاحب المطعم إذا أعلن أنه يقدم لزبائنه أشهى المأكولات فإنما يعني أنه يقدم أردأها ،وحينما يعلن المذيع أنه يحب مشاهديه أو مستمعيه فإنه يمقتهم، فكل شيء معلن هو خلاف الواقع الخارجي ، إلى أن صار الكذب صفة تلازم الناس ولكن بعناوين شتى وهكذا .وفي ظل هذا الجو المتأزم ولدت (زين العراق ) في بلد العراق الذي كانت حكومته السابقة تتفنن في أساليب الكذب والخداع للجماهير مدعية أنها تنصفهم وتدافع عنهم ،وليس أدل على ذلك من البيانات التي كانت تعلنها قيادة المعارك إبان حرب الثماني سنوات من سحقها لفلول العدو الفارسي المجوسي المتغطرس وانتصارها التام في ساحات الحرب !!
 
إن تبني أجهزة الدولة في بلد ما نشر ثقافة الكذب تكون آثاره مدمرة أكثر دماراً من انتشار الأوبئة والأمراض العضوية ولهذا وجدت زين العراق حاضنة الكذب مشرعة حيالها فأخذت تمارسه بأحدث الأساليب التي انطلت عل الناس بادئ ذي بدء فكانت بحق (شـَيْن) العراق وليست زيناً له !!
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7367
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28