• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الدُّنْيا غُرُورٌ حائِلٌ و سَرابٌ زائِلٌ و سَنادٌ مائِلٌ .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

الدُّنْيا غُرُورٌ حائِلٌ و سَرابٌ زائِلٌ و سَنادٌ مائِلٌ

بسم الله الرحمن الرحيم
 
( فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـىٰ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ )
 
 قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِي ٱلْكِبَرُ وَٱمْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ ) آل عمران 40
 
(قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً ) مريم 8
(فصكّت وجهها وقالت عجوز عقيم)  الذاريات/ 29 . وأن زوجة إبراهيم عليه السلام سارة أيضاً كانت عقيم! 
 
ظالم المرأة يصاب بالبطر والكبر،ويصبح ماله نقمة عليه في الآخرة فيصرخ يوم القيامة
 
عقم النساء هو ليس بأن تطلقها ,ويجب على الزوجة العقيم أن تلح على زوجها بأن يتزوج ويخلف ويعيشوا الجميع بسلام وآمان .. وأن لي أخ زوجته عقيم  ..نعم لا تنجب فلم يتزوج عليها وبقوا معاً بسلام وقال هذا نصيبي والله يرزقني في القيامة ويستبدلهم بولدان مخلدون واقول له بارك الله بك يا أخي وأعطاك الصحة واليوم يمر على زواجهم 27عاماً هذه هي القناعة.. ونعود لموضوع العقم ..
 
ولنرى ما العمل وأكرر وأقول يا رجال أتقوا الله في النساء وأن طلاقها لا يجوز وأستند على  النبي زكريا عليه السلام  عندما نادته الملائكة
 
قال تعالى :{ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـىٰ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } " قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِي ٱلْكِبَرُ وَٱمْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ " آل عمران/40.
 
كانت امرأته عاقر وكان سعيد معها!وفوجئ وهو يريد الأطمأننا كما حدث لنبينا إبراهيم عليه وعلى محمد صلى الله عليهم وعلى آلهم..حيث قال { ليطمئنّ قلبي} البقرة/260. فوجئ بأن الله يحيى الموتى ! وكذلك الأطفال هم زرق من الله ويفاجئ سبحانه عباده بعد عقم بولادة كما حدث لنبي زكريا عليه السلام عندما فاجأه وهو يقول:  
 
(قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً ) مريم/8.
(والجواب عن ذلك والله أعلم: أن المعنى وإن كان فى السورتين واحدا وفى قضية واحدة فإن مقاطع آى وسورة مريم وفواصلها استدعت ما يجرى على حكمها ويناسبها من لدن قوله تعالى فى افتتاح السورة:"ذكر رحمة ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداء خفيا" الى قوله فى قصة عيسى عليه السلام:"والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"، لم تخرج فاصلة منها عن هذا المقطع ولا عدل بها الى غيره ثم عادت الى ذلك من لدن قوله تعالى:"واذكر فى الكتاب ابراهيم إنه كان صديقا نبيا" الى آخر السورة فاقتضت مناسبة آى هذه السورة ورود قصة زكريا عليه السلام على ما تقدم ولم يكن غير ذلك ليناسب أما آية آل عمران فلم يتقيد ما قبلها من الآى وما بعدها بمقكع مخصوص فجرت هى على مثل ذلك والله أعلم ).
وردت هاتان اللفظتان في مواضع متعددة من القرآن الكريم، بلغت سبعة مواضع، منها ثلاثة مواضع للفظة (عاقر)، أولها في قوله تعالى: (قال رب أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر) (آل عمران: 40)، والموضعان الآخران هما قوله تعالى: (وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقراً) (مريم: 5)، وقوله تعالى: (قال رب أنّى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقراً وقد بلغت من الكبر عتيًّا) (مريم: 8 ).
 
وأربعة مواضع للفظة (عقيم)، أولها قوله تعالى: (ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم) (الحج: 55)، وثانيها قوله تعالى: (فأقبلت امرأته في صرّة فصكّت وجهها وقالت عجوز عقيم) (الذاريات: 29)، وثالثها قوله تعالى: (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) (الذاريات: 41)، ورابعها قوله تعالى: (أو يزوجهم ذكرانًا وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) (الشورى: 50 ).
 
وهذه المواضع السبعة منها خمسة متصلة بالمعنى الاصطلاحي لهاتين اللفظتين، وهو عدم إمكانية الإنجاب، أما الموضعان الآخران فيدوران حول الجذر اللغوي لمادة (عقم)، مما يعني أن لفظة (عاقر) جاء استخدامها في القرآن بالمعنى الاصطلاحي لها، أما لفظة (عقيم) فقد استخدمت في المعنى اللغوي لها، وفي المعنى الاصطلاحي أيضاً .
 
على أنه ينبغي التنويه إلى أن الجذر اللغوي للفظة (عاقر) لم يكن القرآن خِلْوًا منه، فقد ورد في خمسة مواضع  ، كلها جاءت بصيغة الفعل (عقر)، حديثاً عن قوم صالح عليه السلام، وما صنعوه في آية الله التي أرسلها إليهم وهي الناقة .
 
فأما لفظة (عاقر) ومواضعها الثلاثة في القرآن الكريم، فقد وردت على لسان نبي الله زكريا - عليه السلام - حينما بُشِّر بحمل زوجه منه، وولادة يحيى - عليه السلام - له، على كِبَرٍ منه وعُقْرٍ فيها، أو على شيخوخة فيه وداءٍ فيها، وكلتاهما صفة أو حالة تحول دون الحمل والولادة، أو الإنجاب بصفة عامة
 
وبتتبع المواضع الثلاثة التي وردت فيها لفظة (عاقر)، نجد أن القرآن أشار في موضع واحد منها إلى العُقْر مباشرة، واستخدم عبارة (وامرأتي عاقر)، وهنا لم يبين هل كان العقر أيام شباب زوج زكريا أو حدث لها في فترة متأخرة من حياتها؟
 
والتعبير هنا بالجملة الاسمية يدل على أن كونها عاقراً وصفٌ لازم لها، وليس أمراً طارئاً عليها
 
أما الموضعان الآخران فقد استخدم القرآن فيهما عبارة (وكانت امرأتي عاقراً)، مما يدل على أنها كانت عاقراً قبل كبرها .
 
والتعبير بـ " كانت " يدل – كما يذكر ابن الجوزي – على أحد شيئين: إمّا للتوكيد؛ أي: وهي عاقر، وإمّا لإفادة أنها كانت منذ كانت عاقراً، ولم يحدث لها العُقْر في الكِبَر.
 
وإذا كان هناك من العلماء من ذكر أن العاقر من النساء هي التي لا تلد لكبر سنّها ، وكأنه يجعل كبر السن سبباً للعقر، فإن هناك منهم – أيضاً – من يفسر العاقر من النساء بأنها هي التي لا تلد من غير كِبر ، وكأنه يعدُّ العقر غايةً لا سبباً؛ أي : أنه ينظر إلى العقر على أنه داءٌ مطلق في ذاته، دون تحديد بكبر سن أو غيره، وهذا ما أميل إلى القول به .
 
ومما يستوقفنا في هذا المقام هو مدى التشابه الحاصل بين يحيى – بن زكريا – وعيسى- عليهما السلام   في المعجزة التي كانت لكليهما .
 
فمعجزة يحيى أنه بشارة الله على لسان الملائكة، أو جبريل - عليه السلام - وحده، لأبيه وأمه، اللذين كانا على حالة تحول دون الإنجاب، فأبوه زكريا – عليه السلام – بلغ من العمر أرذله، وأما أمه فكانت – كما ذكر القرآن – عاقراً لا تلد، ولهذا فمجيئه إلى الدنيا على كبر سن أبيه وعقر أمه معجزة من المعجزات. وأما معجزة عيسى فقد كانت أيضاً بشارة الله به لأمه مريم التي كانت عذراء لم تُنكح من قبل، فمجيئه إلى الدنيا من غير أب معجزة وأيّة معجزة .
 
ومن أجل هذا التوافق في المعجزة والتشابه في الظروف، لا يجيء القرآن " بذكر مولد يحيى إلا ويُعقبه بذكر مولد عيسى، يُمهّد لإعجاز بإعجاز، فكلتا الولادتين آية تنقطع دونها رقاب البشر" .
 
يقول الله تعالى عن زكريا ويحيى: (فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبيًّا من الصالحين. قال ربّ أنّى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء) ، ويقول عن مريم وعيسى: (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين. ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين. قالت ربّ أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء ).
 
ولا بد لنا – ونحن نستلهم الدلالات اللغوية من خلال خصوصية العبارة القرآنية – أن نتوقف قليلاً عند استخدام النص القرآني لبعض الألفاظ، وإيثاره لها دون بعضها الآخر في الآيات السابقة، وبخاصة تعبيره في الرد على زكريا حينما تعجب من مجيء ابن له وهو وزوجه على ما تقدم من حال، وذلك بقوله: (كذلك الله يفعل ما يشاء)، حيث عبّر عن تلك المعجزة بالفعل
 
وكذلك تعبيره في الرد على مريم حينما تعجبت من مجيء ابن لها دون أن يمسَّها بشر بقوله : (كذلك الله يخلق ما يشاء)، فهنا عبَّر عن هذه المعجزة بالخلق .
 
ويبدو لي – والله أعلم – أن معجزة يحيى كانت معجزة فِعْل – إن صح التعبير – لشيء هو كائن أصلاً. أما معجزة عيسى فمعجزة خلق لشيء غير كائن أصلاً .
 
وبيان ذلك أن ولادة يحيى تمّت بعد أن وُجد طرفا الإنجاب، الأم والأب، وانتفت – بمشيئة الله وقدرته – أسباب عدم الإنجاب: كِبَر سن الأب، وعُقْر رحم الزوجة، فالمعجزة إذن كانت في شفاء داء الزوج، وإصلاح ما فسد من أعضاء الحمل في الزوجة، كما عبّر القرآن بذلك فقال: (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين. فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه) (الأنبياء: 89-90 ).
 
أما ولادة عيسى – عليه السلام – فجاءت دون توفر أحد طرفي المعادلة في الإنجاب، وهو الأب، حيث لم تكن الأم متزوجة قط، فالمعجزة إذن كانت في الخلق، وهو من الوجهة اللغوية والعلمية " إنشاءٌ لشيء ابتداءً، أي إيجاده من عدم ".
 
ويفسر بعض المعاصرين هذه المعجزة بقوله: هي " إخصاب بويضة بغير مُخْصب، أو خلق هذه البويضة مُخصبة ابتداء ..."  ، ولهذا كان الأنسب أن تذكر المعجزة هنا مقرونة بالخلق (يَخْلُقُ)، دون أي لفظ آخر .
 
ذلك من جهة، ومن جهة أخرى يستوقفنا – أيضاً – مدى التشابه الواقع بين يحيى وإسحاق - عليهما السلام - وزكريا وإبراهيم – عليهما السلام - وأم يحيى وأم إسحاق .
 
فيحيى وإسحاق معجزتهما واحدة، وهي مجيئهما إلى الدنيا وأمُّهُما وأبواهما على حالة تحول دون الحمل والولادة، وزكريا وإبراهيم كلاهما شيخٌ كبير، وأم يحيى وأم إسحاق كلتاهما عجوز عقيم، أو عجوز عاقر .
 
وقد استخدم القرآن لفظة (عاقر) مع امرأة زكريا، في حين أنه استخدم لفظة (عقيم) مع امرأة إبراهيم (سارة) يقول عز وجل: (فصكّت وجهها وقالت عجوز عقيم) الذاريات/ 29.
 
وثمة شيء آخر، هو أن القرآن ذكر في حق امرأة زكريا أن الذي كان يمنعها ويحول بينها وبين الحمل هو داء واحد هو العقر، أما امرأة إبراهيم فقد تراوح ذكر المانع لها مرة بين العجز (كبر السن) والعقم مجتمعين، حيث قال تعالى: (فصكّت وجهها وقالت عجوز عقيم)، ومرة أخرى اكتفى بذكر العجز دون العقم، فقال تعالى: (قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً) (هود/ 72 ).
 
وهذا يدعونا إلى التأمل وطرح السؤال التالي: هل العُقر والعقم شيء واحد ؟ أم هما شيئان مختلفان؟
 
إن مادة (عقم) في اللغة تدل – كما يذكر ابن فارس – على غموض، وضيق، وشدة
 
ومن المعنى اللغوي لهذه المادة اشتق أو استُعير – كما يقول الزمخشري  – عُقْم المرأة والرجل، وهما اللذان لا يولد لهما، وعقم الملك: وهو قتل الرجل لابنه، أو الابن لأبيه، إذا خافه على الملك. والداء العُقام: الذي لا يُرجى البُرْء منه. والكلام العُقْمي: أي العويص الذي لا يُعرف وجهه. والعقل العقيم: الذي لا يجدي على صاحبه شيئاً. والريح العقيم: التي لا تُلْقح شجراً، ولا تنشئ سحاباً، ولا تحمل مطراً. إلخ .
 
وسبق لنا القول إن الجذر اللغوي للفظة (عقيم) ورد في موضعين من القرآن الكريم، أحدهما كان وصفاً للريح التي أرسلها الله على قوم عاد، والموضع الآخر كان وصفاً ليوم القيامة أو يوم بدر، كما ذكر ذلك المفسرون .
 
وهكذا نرى أن هذه المادة اللغوية تدل أصلاً واستعارة على الشيء الذي لا فائدة فيه، ولا ثمرة له .
 
والعقيم من النساء التي لا تلد، والعُقم وصفٌ للرحم الذي لا يعطي الولد، وهذا اللفظ مما يستوي فيه المذكر والمؤنث فيقال: امرأةٌ عقيم، ورجل عقيم. يقول سيبويه: " وأما فعيل إذا كان في معنى مفعول، فهو في المذكر والمؤنث سواء" ، وعلى هذا جاء قوله تعالى : ( .. ويجعل من يشاء عقيماً) شاملاً للاثنين الرجل والمرأة، وذلك ما أكده العلم الحديث، فالعقم مرض يصيب الرجال والنساء على حدٍّ سواء، وليس كما كان يُعْتَقَدُ قديماً من أنه خاصٌّ بالنساء دون الرجال .
 
أما مادة (عقر) في اللغة، فقد ذكر ابن فارس أن لها أصلين " متباعد ما بينهما، وكل واحد منهما مُطَّردٌ في بابه، جامع لمعاني فروعه؛ فالأول: الجرْح، أو ما يشبه الجرح من الهزْم في الشيء، والثاني دال على ثبات ودوام". وأصل العُقْر في اللغة قطع الرِّجل، فكأنه قطع الولادة .
 
وهذا اللفظ مما يستوي فيه المذكر والمؤنث أيضاً، فيقال: رجل عاقر، وامرأة عاقر. وقد سبق القول إن الجذر اللغوي لهذه اللفظة جاء في خمسة مواضع من القرآن الكريم، كلها وصفٌ لما فعله قوم صالح – عليه السلام – بناقة الله من ذبح ونحر لها .
 
وقد تبين لي فيما اطلعت عليه أن العلماء جمعوا بين هاتين اللفظتين في المعنى، واشتراكهما في الدلالة الواحدة .
 
فهذا الخليل بن أحمد يذكر أن العَقْر: هو العُقْم، والذي يعني استعقام الرحم، وهو ألاّ تحمل .
 
ويؤكد هذا المعنى صراحة أبوبكر السجستاني (330هـ)، حيث يقول : " عاقر وعقيم: بمعنى واحد، وهي التي لا تلد، والذي لا يولد له " .
 
ولم تكن المعاجم الحديثة بعيدة عن هذا التصور، فهي تُسوّي بينهما أيضاً في المعنى .    
 
وما قيل هنا يجري على المشترك اللفظي أيضاً، سواء بسواء، فدرجة التطابق هذه تصلح معياراً في حالات المشترك اللفظي والترادف، بحيث إذا تطابقتا في الدلالة كان هناك ثمة ترادف أو اشتراك، أمّا إذا لم تتطابقا في الدلالة فليس ثمة ترادف أو اشتراك" .
 
ونحن حينما نتأمل العبارة القرآنية، والمغايرة بين ألفاظها، وإيثار بعض الألفاظ دون بعضها الآخر، ندرك أن وراء ذلك سرًّا بيانيًّا، وإيحاء دلاليًّا، ووجهاً إعجازيًّا، يدفع بالباحث إلى تتبعه، ومحاولة الوقوف على فقه أساليبه .
 
وإزاء هذا لا يتأتّى لنا – وإن جاز لغيرنا – أن نفسر لفظة (عاقر) بـ (عقيم)، أوالعكس، ونُسوّي بينهما في الدلالات، ونغفل ما بينهما من إشارات؛ حيث صنيع القرآن يومئ إلى وجود فرق دقيق في المعنى بين اللفظتين، إضافة إلى أن الحسّ الراشد   .
 
وفي ضوء ذلك، فإني أكاد ألمس في استخدام النص القرآني لهاتين اللفظتين أن كلمة (عقيم) ذات مدلول أوسع من كلمة (عاقر)، فهي أعمّ دلالة، في حين أن (عاقر) ضيِّقةُ الدلالة .
 
وبيان ذلك أن العقم مرض يقع على الجنسين من الرجال والنساء، يوصف به من كان كذلك منهما. وهو في واقعه الطبي إما أن يكون أوّليًّا، بمعنى أن تكون المرأة لا تستطيع الحمل أصلاً، أو أن يكون الرجل في أصله غير مُهيئ للإنجاب، لأسباب تتصل بأعضاء التناسل في كلٍّ منهما، وهذا – كما يذكر أطباء العقم – من الصعوبة بمكان علاجه إلا عن طريق التلقيح الصناعي أو ما يعرف بطفل الأنابيب .
 
وإما أن يكون ثانويًّا، بمعنى أن يحدث لهما إنجاب ثم يفقدان قدرتهما التناسلية على ذلك، وهذا أكثر قابلية للشفاء ، وفي كل هذا ما يدل على عمومية الدلالة في هذه اللفظة .
 
أما لفظة (عاقر) فيظهر لي أنها تُطلق فتنصرف دلالتها إلى النساء لا غير، فهي وصف خاص بهن فحسب .
 
وهذا التصور لم أجد أحداً من العلماء – فيما وقع بين يدي من مصادر – أشار أو تنبّه إليه ، سوى بعض المعاصرين المهتمين بتفسير القرآن الكريم، حيث ذكروا في تفسير قوله تعالى: (قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر) (آل عمران: 40) أن العاقر وصف خاص بالنساء ولا يوجد في الرجال، ولذا يقال عاقر ولا يُلْبس ، مما يعني أنه لفظ وُضع خاصًّا لمعنى خاص
 
هذا شيء، وشيء آخر أن هذه اللفظة توحي دلالتها بعدم الإنجاب مطلقاً، واستحالة الحمل والولادة .
 
وفيما تقدم نلمس خصوصية دلالة هذه اللفظة، وهذا ما يجعلني أميل إلى القول بأن هاتين اللفظتين ليستا مترادفتين ترادفاً تامًّا، بحيث يحملان الدلالة نفسها في أي سياق لغوي، بل هما أقرب ما يكون إلى شبه الترادف، أو الترادف غير التام  ، فاللفظتان بينهما تقارب في المعنى إلى درجة الإلباس، دون أن يتّحدا فيه .
 
وأختتم بقول صاحب (مفتاح السعادة): " ولعلّ العمر لو أنفق في اكتشاف أسرار القرآن، وما يرتبط بمقدماتها ولواحقها، لانقطع العمر قبل استيفائها، وما من كلمة في القرآن إلا وتحقيقها مُحْوجٌ إلى مثل ذلك ..، وأما الاستيفاء فلا مطمع فيه، ولو كان البحر مداداً والأشجار أقلاماً لنفد البحر قبل أن تنفد أسرار القرآن" .
 
  لا شك في أن الأمومة لدى المرأة هي أغلى ما عندها، وعدم القدرة على الإنجاب يشكل طعنة كبيرة لأنوثتها، بل هو مأساة كبيرة لأنه يجعل حياتها جحيماً، وقد أظهرت الإحصاءات العالمية أن عدم إنجاب الأطفال هو السبب الأول لحدوث الطلاق .
 
وكي تكون الزوجة مستعدة للحمل، لا بد من توافر أربعة شروط، هي :
 
. إنتاج بويضة ناضجة شهرياً من أحد المبيضين 
 
- سلامة قناتي الرحم من أجل استقبال البويضة، وكذلك السماح بمرور الحيوانات المنوية الآتية من الرحم للقاء البويضة، وأن تكون الأهداب المبطنة لقناتي الرحم سليمة بحيث تمكّن من دفع البويضة الملقحة في اتجاه الرحم .
 
  أن يكون الغشاء المبطن للرحم مهيأً لاستقبال البويضة الملقحة .
 
أما عقم الزوجة فينتج من أسباب مختلفة نوردها كما يأتي :
 
1 ـ أسباب تتعلق ببوقي الرحم، وتعتبر هذه مسؤولة عن نسبة لا بأس بها من حالات الإصابة بالعقم، وتعمل هذه الأسباب بطريقة أو بأخرى على ظهور عوائق تحول دون لقاء البويضة مع الحيوان المنوي وبالتالي لا يحصل التلقيح، ومن هذه الأسباب :
 
  الالتهابات المزمنة لقناتي الرحم
 
  الحمل خارج الرحم
 
  التهابات الزائدة الدودية
 
  العمليات الجراحية على البطن وما يعقبها من تشكل التصاقات
 
  قصر قناتي الرحم
 
  أورام قناتي الرحم أو المبيضين
 
إن الأسباب المذكورة تعمل بطريقة أو بأخرى على بروز عوائق تحول دون لقاء البويضة مع الحيوان المنوي كي يحصل التلقيح، الأمر الذي يمنع وقوع الحمل .
 
2 ـ أسباب تتعلق بالرحم، وتشمل هذه
 
 التشوهات الخلقية للرحم، مثل الرحم ذي القرنين، وغياب الرحم الخلقي أو ضموره أو نقص تطوره
 
  الالتصاقات الرحمية
 
  داء البطانة الرحمية
 
  التهابات الرحم
 
  الأورام الليفية للرحم
 
3 ـ أسباب تتعلق بالمبيض، وفيها يفشل المبيضان في إنتاج البويضات اللازمة، ويحصل هذا الأمر نتيجة علل طرأت على المبيضين، أو بسبب خلل طارئ في الغدة النخامية (أورام، مناورات جراحية) والمراكز الدماغية .
 
4 ـ أسباب تتعلق بعنق الرحم، وهي مسؤولة عن أكثر من 10 في المئة من حالات العقم عند المرأة. وتتضمن :
 
  شح مفرزات عنق الرحم أو ندرتها، فهذه المفرزات تعتبر مهمة جداً لتسهيل مهمة تسلل الحيوانات المنوية الى قلب الرحم .
 
. وجود أجسام مضادة في عنق الرحم تعمل على قتل الحيوانات المنوية
 
  انسداد عنق الرحم
 
  علاج عنق الرحم بالليزر أو بالكيّ
 
5 ـ أسباب تتعلق بالمهبل، وهذه يمكنها ان تمنع تقدم جحافل الحيوانات المنوية، وهي
 
. وجود مفرزات قيحية شديدة تتجمع في المهبل
 
. زيادة حموضة المهبل
 
6 ـ أسباب خارج الرحم وملحقاته، مثل أورام الأعضاء المجاورة للجهاز التناسلي، التهاب غشاء البريتوان، التهاب الزائدة الدودية .
 
7 ـ أسباب تتعلق بالجماع، مثل صعوبة الجماع أو آلام الوصال الجنسي، واستخدام المزلقات الضارة بالحيوانات المنوية .
 
إن الأسباب المؤدية الى العقم عند النساء كثيرة ومتنوعة، وتشخيصها يتطلب فحوصاً استقصائية كثيرة يختار الطبيب من بينها الأنسب، وتشمل هذه الفحوص :
 
 قياس حرارة الجسم
 
  تنظير قناتي الرحم
 
  فحوص مناعية
 
فحص الجينات والكروموزومات
 
  فحص الهورمونات لمعرفة حصول الإباضة وتقويم الجسم الأصفر في المبيض
 
  مسحة من جدار المهبل
 
 فحص التغيرات الفيزيولوجية الطبيعية لعنق الرحم
 
  اجراء التحريات المخبرية الميكروبيولوجية
 
  التصوير بالأمواج فوق الصوتية
 
  تصوير الرحم بالأشعة الملونة
 
  تنظير عنق الرحم
 
  تنظير بوقي الرحم
 
  فحص خزعة من بطانة الرحم
 
أما في شأن العلاج فيعتمد على السبب، وهو يكون إما دوائياً أو بالجراحة، وسواء كان العلاج بالأول أو بالثاني، فإن الحمل لن يقع فوراً بل بعد مدة تطول أو تقصر، والمهم في الموضوع هو الصبر .
 
وفي الختام نسوق عدداً من الملاحظات التي تتعلق بمشكلة العقم :
 
  كلما زاد عمر المرأة قلّت لديها فرص حدوث الحمل خصوصاً بعد سن الـ 35
 
  يقال إن المرأة مصابة بالعقم بمرور عام واحد على زواجها من دون وقوع الحمل، شرط أن تكون هناك عمليات جنسية منتظمة ومستمرة .
 
  قد يخطئ بعض الأطباء في تحديد سبب العقم عند الزوجة فيصفون علاجات يمكن أن تترتب عنها مشاكل صحية .
 
  بعض النساء يتعجلن حدوث الحمل فيلجأن إلى أساليب ووصفات شعبية قد تكون سبباً في حدوث اختلاطات تجعل الحمل بعيد المنال .
 
  يصف بعض الأطباء منشطات للتبويض على رغم عدم وجود مشكلة على هذا الصعيد، وهذا التصرف خاطئ من أساسه، إذ لا يجوز وصف منشطات للإباضة إلا في حال التأكد من ضعف الإباضة أو عدم وجودها بالمرة . هناك نسبة من حالات العقم عند المرأة لا تفسير لها . قد ينتج العقم من أسباب نفسية وتوترات عصبية .وبعد أن فهمنا ما هو العقم وكيفية التصرف والاحتفاض بالمرأة ولا يجوز طلاقها إلا إذا هي طلبت وعلى الرجل العاقل أن يهدأ روعها ولا يتركها عرضة وأن على الله كل شيء هيئن وأنت يا أختي ليان  الله يرزقك أن شاء الله بطفل سليم وصحة وعافية وحسن الخلق لا تخافين ووكلي أمرك لله والله يسهل عليك يا رب سوف يشافيك ربنا ويرقك الذرية الصالحة وأنت بدورك أدعي لي بالشفاء ولا تنسي أن الكلمة الطيبة هي ليست سهم  لكنها تخرق القلب ويداً بيد للتعاون والتآخي وشد المحبة وجمع الشمل لأننا يوماً نترك هذه الدنيا ويجب علينا أن لا نترك أثرً عدائياً بين الجامعة بل العكس شد اللحمة والتآخي والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
 
المحب المرب



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=7365
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18