• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بلغت القلوب الحناجر.... والسماء تنتظر .
                          • الكاتب : رضي فاهم الكندي .

بلغت القلوب الحناجر.... والسماء تنتظر

في قاموس مَن يتجردون عن إنسانيتِهم لامكان لمفردات العاطفةِ و لاحيِّزًا يشغله الضعفاء ، فالبقاءُ للأقوى هو المنطقُ السائد عندهم ، واتخاذُ القرارِ يقومُ أولاً وآخرًا على أساس المصلحة والمنفعةِ لهم و لامجال يُعطى للمشاعرِ و الأحاسيس التي تحول بينهم وما يشتهون وإن كانت تُقامِ في سبيل ذلك المآتم وُتجرُ الذيول ، ومن ثمَّ فإن أردتَ صفاءَ العيشِ أو الاستمتاع بإطلالة نور الشمس أو بهاء ضوءِ القمر ما عليك إلا الموالاة لهولاء ، لكن ينبغي أن تعيَ جيدًا أن الكرامةَ و المباديء والقيم ستصبحُ أمرًا ثانويًا إن لم تكن خارج نطاق التغطية .
 لم يعُدْحديثٌ يفوقُ حديثَ العالمِ بقدر الحديث عن هبوطِ وصعودِ أسعار النفط ، كونها تمثلُ الوارد الرئيس لإيرادات دولٍ عديدةٍ لازالت في طورِ النمو ، وشعوبُها كرّستْ مفهومَ التعويلِ على هذا المصدرِ الاقتصادي فحسب ، وكأنه يُرادُ لها أن تكون على هذه الشاكلة في طريقةِ التفكير لتبقى في دائرةِ التبعية الاقتصادية للدول المتحكمةِ بأسواق النفط ، فما أن تبدأَ أسعارُ النفطِ بالهبوط حتى تبلغُ القلوبُ الحناجر ويُساء الظنُّ بالله في تغليب إرادةِ المخلوقِ على الخالق حتى تزلزلُ الدولُ و الشعوبُ وينفثُ الشيطان على نارِ السوق لتبدأ بالاشتعال بنفطها ، فحينما بدأت مسيرة هبوط الأسعار حتى بلغَ دون ( 28 دولار ) وأنباءٍ متواترة ستصل به إلى ( 20 دولار ) إذا بها تتعافى بعض الشيء لتصل ( 31 دولار) بسبب اجتياحِ عواصف ثلجية الولاياتِ المتحدة الأمريكية.
  هذه  رسالةُ السماءِ مغلفةً بأعاصير البرد و الدفء عبر بريدها ( سنن الطبيعة ) ؛ محملةً بحنان الدفء لتكونَ أملاً للمستضعفين ولتُعيدَ لهم حسنَ الظّنِّ بها بعد أن فقدتها متأثرةً بعاملي العرض و الطلب ، وأن لايتجردوا عن قيمهم و مبادئهم الإنسانية لاهثينَ وراء لقمةَ العيش فحسب ، لأن الموتَ بكرامةٍ لهو أجمل وأعذب من العيش في ذلِّ التبعية الانسياقية للمخططات الشيطانية ، ومحملةً أيضا هذه الرسالة بصقيع الثلوج لتدقَ مسامير الألم في نعش الإمبريالية ، وأن هناك صوتًا أعلى من صوتهم و إرادةً أمضى من سيوفهم وتخطيطًا أحكم من مخططاتهم وأن الكلمة الأخيرة ستكون لها ، لكن الأهم من ذلك ماذا سنقرر نحن ؟ هل سنبقى ألعوبةً تتحكم فينا أنباء الصعود و الهبوط و تزداد غشاوة الضباب فوة قساوة القلوب ؟ أم أن كلمة الفصل ستكون لمن يعي حجم المؤامرة ، أنا أُؤمن أن الشعوب الواعية هي مَن تدفع حكوماتها نحو سياسة التغيير في الملبس والمأكل والمشرب فهلا اعتمدنا على أنفسنا بتنويع مصادر الرزق لنخرجَ من عنق الزجاجة ؛ إنها الوطنية بمعنى حبِّ الوطن في كل شيء والسماء تنتظر لتنصرَ مَن سينصرها وإلا انتصرت بمفردها وكنا خارج دائرة الانتصار.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73550
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29