• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أَلنِّمْرُ..إِنْتِصارُ الدَّمِ عَلى [الشَّرْعِيَّةِ] (٣) (سَخْلٌ) مَصْدَرٌ لِلْحَديثِ! .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

أَلنِّمْرُ..إِنْتِصارُ الدَّمِ عَلى [الشَّرْعِيَّةِ] (٣) (سَخْلٌ) مَصْدَرٌ لِلْحَديثِ!

   من الواضحِ جداً انّ الجذور الفكريّة والثقافيّة والعقديّة لهذا النّوع من النُّظم السّياسيّة (الدّينية) تكرّس ثقافة العبوديّة والصّنميّة وثقافة (عبادةِ العِجل) في المجتمع، في إطار ثقافة (السّمع والطّاعة) (الطّاعةُ العمياء) ونظريّة (الجبر الالهي) التي نشأت في بُعدها السّياسي، أَوّل ما نشأت، في العهد الامويّ.

   يقول المفكِّر اليمني المعروف الاستاذ زيد بن علي الوزير في سِفْرِهِ القيّم (الفرديّة) بهذا الخُصوص؛

   [ثمّ كانت الخطوة الثّانية (الاولى كانت إطلاق التّسمية المُخادعة على عام ٤١ للهجرة والذي سقطت فيه (الخِلافة الرّاشدة) بعام الجماعة) نشوء مذهب الجبر، اوّل مذهب اتَّخذ من الدّين وسيلة لدعمِ الأمويّين، فمبادئهُ تمثّل جبريّة تاريخيّة تسلب الامّة روح مُقاومة الظّلم، وتخدّرها في ظلِّ مناخٍ أُصيب بالاحباط نتيجة سيطرة (قُريش الطّليقة) على مقاليد الامور، والتي كان من المستحيل لفترةٍ قريبةٍ ان يتصوَّروا إمكانيّة تبوّئها هذا المنصب الجليل.

   ثمّ إِنَّ ربط المعاملات بين الظّالم والمظلوم بعلاقةٍ جبريّةٍ مفروضةٍ من الله كان تكريساً لسلبِ الفكرِ حقوقهُ والامّة إِرادتَها].

   وهو الامرُ الذي ظلَّ ينظّر لهُ ويُفلسفهُ كلّ فقهاء البلاط على مرّ التاريخ والى يومنا الحاضر عندما يبذل فقهاء الحزب الوهابي كلّ جهدهم (المعرفي) لاستصحاب مذهبِ الجبر لخدمة سُلطة السّيف التي يقيمُها (آل سعود) في بلاد الحرَمين الشَّريفَين.

   وكلُّ ذلك بسبب صمتِ (الصّحابة) إِزاء قرار مُعاوية توريث الخلافة لابنهِ يزيد الذي كان معروفاً في الامّة بالانحرافِ على مُختلفِ الاصعدة.

   ولولا نهضة سيّد الشُّهداء الامام الحُسين بن علي عليهما السلام وخروجهُ على هذا الانحراف العظيم والخطير والبدعة التي ابتدعها مُعاوية في الاسلام لما تميّزَ المسلمون اليوم على هذا الصّعيد تحديداً.

   يَقُولُ الامام الشّيخ محمد حسين كاشف الغطاء في كتابهِ القيّم (أصل الشّيعةِ وأصولها) بهذا الصّدد؛

   [تجنّب الامام الحسين (ع) ايّ موقفٍ يشقُّ وحدة الامّة الى ان اضطرَّهُ (يزيد بن مُعاوية) الى اعلان المعارضة، لانّ سكوتهُ سيعني كون (يزيد) يمثّل مرجعيةً في التّشريع، وتصدّى باعتباره حارساً للإسلام، الى تحطيمِ الشّعار الدّيني المزيّف].

   ولذلك كانت كربلاء وكانت عاشوراء المائِز الحقيقي والواضح بين مدرستَين، الاولى هي مدرسة أهل البيت (ع) التي لا تأخذ دينها الا من منبعهِ الأصلي والأصيل أهل البيت (ع) الذي قال عنهم عنهم ربّ الْعِزَّة في محكمِ كتابهِ الكريم {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} وعنهم يَقُولُ أمير المؤمنين (ع) {تَاللهِ لَقَدْ عُلِّمْتُ تَبْلِيغَ الرِّسَالاَتِ، وَإِتْمَامَ الْعِدَاتِ، وَتَمَامَ الْكَلِمَاتَ. وَعِنْدَنَا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ أَبْوَابُ الْحُكْمِ وَضِيَاءُ الاَْمْرِ} وقوله يصفهُم عليهم السلام {نَحْنُ الشِّعَارُ وَالاَْصْحَابُ، وَالْخَزَنَةُ وَالاَْبْوَابُ، [وَلاَ] تُؤْتَى الْبُيُوتُ إِلاَّ مِنْ أَبْوَابِهَا، فَمَنْ أَتَاهَا مِنْ غَيْرِ أَبْوَابِهَا سُمِّيَ سَارِقاً. فِيهِمْ كَرَائِمُ الْقُرْآنِ، وَهُمْ كُنُوزُ الرَّحْمنِ، إِنْ نَطَقُوا صَدَقُوا، وَإِنْ صَمَتُوا لَمْ يُسْبَقُوا. فَلْيَصْدُقْ رَائِدٌ أَهْلَهُ، وَلْيُحْضِرْ عَقْلَهُ، وَلْيَكُنْ مِنْ أَبْنَاءِ الاْخِرَةِ، فَإِنَّهُ مِنْهَا قَدِمَ، وَإِلَيْهَا يَنْقَلِبُ} وقوله (ع) {نَحْنُ الُّنمْرُقَةُ الْوُسْطَى، بِهَا يَلْحَقُ التَّالِي، وَإِلَيْهَا يَرْجِعُ الْغَالِي} وقولهُ سلامُ الله عليهِ مِن إمامٍ {نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ، وَمَحَطُّ الرِّسَالَةِ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلاَئِكَةِ، وَمَعَادِنُ الْعِلْمِ، وَيَنَابِيعُ الْحُكْمِ} وقولهُ (ع) {انْظُرُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ فَالْزَمُوا سَمْتَهُمْ، وَاتَّبِعُوا أَثَرَهُمْ فَلَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ هُدىً، وَلَنْ يُعِيدُوكُمْ فِي رَدىً، فَإِنْ لَبَدُوا فَالْبُدُوا، وَإِنْ نَهَضُوا فَانْهَضُوا، وَلاَ تَسْبِقُوهُمْ فَتَضِلُّوا، وَلاَ تَتَأَخَّرُوا عَنْهُمْ فَتَهْلِكُوا}. 

   والثّانية هي مدرسة الخُلفاء التي تأخذ دينها من كلِّ مَن هبَّ ودبّ حتى لو كان الطّلقاء وأبناء الطّلقاء كالطّاغية يزيد المتهتّك او مروان بن الحكَم او عمرو بن العاص الذي نجا باعجوبةٍ من سيفِ أَمير المؤمنين (ع) بالكشفِ عن عورتهِ! عندما داهمهُ الخطر وبرقت في عيونهِ صورة سيف ذو الفِقار، او حتّى من شبَّههُ رسولَ الله (ص) بالسَّخل واقصد بهِ عمرِ بن سعد بن ابي وقاس، فلقد قال أمير المؤمنين (ع) لأبيه عندما سأله (كمْ شعرةٌ في رأسي) استهزاءً بالإمام عندَ قولهِ {سَلوني قبلَ أن تفقدوني، فلأنا بطرقِ السّماء أَعْلَمُ منّي بطرقِ الأَرْضِ} أجابهُ (ع) {أَخبرني حبيبي رَسُولُ الله إِنَّك ستسألني هذه المسألة، انَّ تحت كلّ شعرةٍ في رأسِك شيطانٌ يلعنُك وانَّ في بيتِك سخلاً يقتل ولدي الحُسين}. 

   فهذا السّخلُ هو من مصادرِ حديثهم، والذي يقول عنه رواة الحديث [تابعي ثقة، وهو الذي قتلَ الحُسين]!.

   او هند آكلة الأكباد التي أَمرت وحشي قاتل سيّد الشُّهداء عمَّ رسول الله (ص) الحمزة بن عبد المطلب، ليشقَّ صدرهُ وبطنهُ ويستخرج لها كبِدهُ لتلوكهُ بأسنانِها وسْط المعركةِ حقداً على الدّين واهله!.

   لقد تراكمت سوءات التّاريخ الاسلامي وعوراتهُ وانحرافاتهُ وجرائمهُ وصفحاتهُ السّوداء لتُنتِجَ نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية المتحالف مع الحزب الوهابي.

   ثم كانت عُصارة هذا النّموذج السَّيّء وخلاصتهُ لتُنتج جماعات العنف والارهاب والتطرّف بكلِّ مسمّياتها، والتي لم تترك جريمةً ارتكبها (خليفة) او (والي) او (عامل) في التّاريخ الاسلامي الا استحضروها وزادوا عليها، حتى ارتكَبوا أقذر الجرائِم وأشدّها فتكاً بالانسانيّة.

   انّهم نتاج السّلطة الأمويّة الجديدة (آل سَعود والحزب الوهابي) والتي هي نموذج متجدّد للسّلطة الأمويّة على مرّ تاريخ المسلمين، والتي ظلَّ ينظِّرُ لها ويُحدّث نظريّاتها المنحرفة فُقهاء البلاط على مرّ التّاريخ الاسلامي وعلى رأسهِم ابْنُ تيمية.

   فكانَ لهُمُ أَلنِّمْرُ.  

   يتبع 

    ١٤ كانون الثّاني ٢٠١٦ 

                       للتواصل؛

E-mail: nhaidar@hotmail. com




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=73107
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29