• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الـظـّـاهِـرة الـدَاعِـشِـيّـة .. ! .
                          • الكاتب : نجاح بيعي .

الـظـّـاهِـرة الـدَاعِـشِـيّـة .. !

 تبنّت المرجعية الدينية العليا مفهوم (الظاهرة الداعشيّة ) في خطابها الأخير , واتهمت به أطرافا عراقية داخلية , وأطرافا أخرى خارجية لم تحدّدها , بأنها جرّبت ( الظاهرة الداعشيّة ) كوسيلة مضافة إلى وسائل أخرى إتسمت بالعنف الدمويّ , بهدف تعطيل العملية السياسية , ولكنها فشلت . كما حذّرت في الوقت نفسه , من إنّ بعض السياسات الخاطئة التي انتهجتها ( بعض ) الأطراف الحاكمة , ولم تسمّها أيضا ً , قد وفـّرت اجواءً مساعدة , لنموّ وتفاقم الظاهرة الداعشيّة .
ما الظاهرة الداعشيّة ؟؟. ومَنْ هذه الأطراف الداخلية والخارجية التي تبنتها ؟ ومَنْ أفشلها ؟.
الظاهرة الداعشيّة كمفهوم , ظهر للوجود مع بزوغ نجم ما يسمى تنظيم ( الدولة الإسلامية في العراق والشام ) منذ أكثر من سنة ونصف تقريبا . والذي عُرف مختصرا فيما بعد بــ ( داعش ) . وتحديدا بعد ما أفاق العالم من الصدمة التي أعْـيّـتهُ , نتيجة الجرائم المروّعة والمبتكرة , التي جرت وتجري على يد هذا التنظيم . فانبرى الباحثون بشتى صنوفهم , بتقصّي أسباب ومسببات تلك الظاهرة باعتبارها , ظاهرة مركبة , وشاذة ومتنوعة . ووضع الحلول الناجعة لعلاجها ومكافحتها كجريمة كبرى , ذهل لها كل من سمع بها , وهي قطعا ً ليست كذلك , لمن مهّد لها وأظهرها للعيان .
فخلص الباحثون وكل من درس هذه الظاهرة بعمق وتبصّر, إلى أسباب وعوامل متظافرة ومتنوعة , منها عوامل تاريخية , ودينية , سياسية , واجتماعية , واقتصادية , وثقافية ، وجغرافية , وربما تدخل معها عوامل جانبية أخرى , كالعامل السيكولوجي والتربوي . أتاحت ووضعت هذا التنظيم الوحشي الغريب , وبسرعة فائقة ليكون في قلب الحدث اليومي , ويتجلى بطلا ً لجميع المشاريع والسيناريوهات الإجرامية الكبرى : كالتخريب , والتفكيك , والتقسيم ، والتجهيل , والتحريف , والتكفير , والقتل , والتهجير , والاستغلال , والسخرة , والسرقة , والسلب , والنهب , ولك أن تضع كل ألفاظ الرذائل والشرور في قواميس كل الشرائع على سطح الكوكب !.
إذن .. فمفهوم ( الظاهرة الداعشيّة ) انبثق عند الباحثين والدارسين , ولدى جميع مراكز البحوث والدراسات في العالم , وكافّة الدوائر الإعلاميّة والسياسية , ضمن نطاق ذات ممارسات ( داعش ) على كافة الأصعدة , ولا يتعدّى حدودها . فمتى ما ذكر مفهوم ( الظاهرة الداعشيّة ) , ينصرف الذهن ديناميكيا إلى ( داعش ) وممارساتها الوحشية بالكامل !؟.
ولكن المرجعية الدينية العليا , استخدمت مفهوم ( الظاهرة الداعشيّة ) خارج نطاق بحث ممارسات ( داعش ) بالجملة , وجعلته يشير إلى غيرها , وإن كان ينطلق منها , مادامت النتيجة هي واحدة . وبهذا تكون المرجعية قد نقلت ( الظاهرة الداعشيّة ) من المفهوم إلى المصطلح . بل زادت عليه وجعلته يشير إلى : كل فرد أو كيان سياسي أو دولة ما , على اختلاف التوجهات يشترك مع داعش بالنتيجة الظلاميّة . ولهذا صار بالإمكان أن نقرأ المصطلح كالآتي :
كل قول أو فعل , أو نهج أو مشروع , أو سياسة , أو أو أو , تفضي إلى ما أفضت إليه ( كنتيجة ) ممارسات ( داعش ) كالتخريب , والتفكيك , والتقسيم ، والتجهيل , والتحريف , والتكفير , والقتل , والتهجير , والإقصاء , والاستغلال , والسخرة , والسرقة , والسلب , والنهب وغيرها , يكون بلا أدنى شك ضمن دائرة ( الظاهرة الداعشيّة ) وخطورته لا تقل عن خطورة داعش !.
فالأطراف الداخلية التي عنتهم المرجعية بخطابها عبر منبر صلاة الجمعة 1/1/2016 , هي جميع الأطراف السياسية العراقية على الإطلاق . إسلامية وعلمانية وليبرالية وغيرها . وسواء الشيعية منها أو السنيّة , عربية كانت أو كرديّة . والأطراف الخارجية , هي كل البلدان العالم على الإطلاق , سواء جاورت العراق أو لم يجاوره , إسلاميّة أو غير إسلاميّة , من له يَد بالتدخل السّلبي بالشأن الداخلي العراقي . حيث جميعهم مارسوا العنف القذر تجاه العراق وشعبه , لتحقيق أهداف سياسية , منها تعطيل العملية السياسية في العراق . وجميعهم بلا استثناء جرّبوا الظاهرة الداعشيّة , كوسيلة لتحقيق هدفهم , وقد فشلوا جميعا ً في كل ذلك .
(( قد آنَ الأوان للأطراف الداخلية والخارجية, التي حاولت أن تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية , من خلال استهداف المدنيين بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والمجرمين الانتحاريين , لغرض إشاعة الفوضى وإشغال الأجهزة الأمنية وتعطيل العملية السياسية , ثم جربت الظاهرة الداعشية كوسيلة لتحقيق هذه الأهداف , وقد فشلت في كل ذلك )).
ولحكمة المرجعية الدينية , وحنكتها السياسية , وثقلها الكبير , كانت قد أفشلت كل المخططات والمشاريع الجهنميّة التي أرادت بالعراق وشعبه الدمار الكامل . وفي وقت أثبتت فيه المرجعية أنها تمتلك القدرة الكاملة لردع , ودحر , وإفشال ( داعش) من خلال فتوى الجهاد الكفائي . تعرب عن موقفها الحازم من أنها لا تزال تمتلك نفس القوة , والقدرة على إفشال ودحر أمراء السياسات الخاطئة , لبعض الأطراف الحاكمة , وكذلك الفاسدين واللصوص : (( لا شك إنّ بعض السياسات الخاطئة التي انتهجتها بعض الأطراف الحاكمة , وسوء الإدارة وتفشي الفساد, قد وفـّر أجواءً مساعدة لنمو وتفاقم الظاهرة الداعشية )).
من خلال تطبيق هدف إقامة الحكم الرشيد, المبني على تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات , بعد إجبار من يمسك بالسلطة ( وهي جميع القوى السياسية ) مراجعة سياساتها وأدائها للفترة السابقة : (( ومن هنا فقد آن الأوان للقوى السياسية التي تمسك بزمام السلطة أن تعزم على مراجعة سياساتها , وأدائها للفترة السابقة , وان تدرك انه لا سبيل أمامها لإنقاذ البلد من المآسي التي تمر به , إلا المساهمة في إقامة الحكم الرشيد المبني على تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات )) .
فإذا كانت فتوى الجهاد الكفائي , قد حققت النصر على تنظيم داعش الظلاميّ , فالنّصر المؤزر على الظاهرة الداعشية للدولة العراقية هي بإقامة الحكم الرشيد !!؟.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72770
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28