• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عن بروفسورM حلقة(6) .
                          • الكاتب : عقيل العبود .

عن بروفسورM حلقة(6)

ماذا يحصل لو تم استبدال اسم الكاميرا الخفية، باللاخفية، وما معنى ان تكون هنالك كاميرا خفية؟

هي انفاس امه، تلك التي ما انفكت تبحث عن آخر ما تبقى لها من رغيف، ليتها تعيش برهة من الزمان، في عصر تتهافت فيه القيم. 

العراق يا صاحبي، مقولة تنزف الصبر، لتمارس إسطورة الدموع؛ بقعة عبثت بها النفوس، ليستغرقها الوحل على حين غرة.

الخبر؛الوطن، الأمل الذي على أعقابه تبعثرت الأرصفة، لتبحث عن زجاجات نوافذ داهمها القناص ذات يوم في شارع حيفا، يوم كان المهرجان منشغلاً في الطابق الأخير من فندق الرشيد، ليلتحق بحسب قرار الصحوة، بوجودات يصعب على الكاميرا ان تلتقط صورا لها.

هو العبث نفسه ذلك الرفض المتشائم لصخرة أطلقها سيزيف ذات يوم، لتموت مع كامو هكذا على أعقاب نغمة صار عليها أن تستيقظ ثانية ،بطريقة محايدة. السياسة هكذا، عبث على حساب القانون. 

هي إخطبوطات، تستخدمها شاشات التلفاز المصابة بالتعفن، لتصطاد ضحكات الجمهور بلا تردد، اولتستحوذ ربما على مشاعر أولئك الذين لا يحق لهم الكلام.

بينما عند أقصى نقطة من مجالس المنشغلين بهموم السلطة والتسلط، قريباً، عند إصفرار ضحكات لئيمة، وذقون متظاهرة، أخبار جديدة تحمل بين أنيابها أصداء موت ناسف.

هي نفسها تلك الصيحات؛ لا تتوافق مع مواصفات ذلك الحضور، نفسها تلك الأصوات؛ تدعي اليوم انها حريصة على حقوق الانسان، ليتسنى لها ان تسقط حقوقا، وتسرق حقوقا.

سجناء الجرائم اطلق سراحهم، والمترفون تم ترفيعهم، بينما على الضد، سجن الأبرياء، وابعد المستحقون عن وظائفهم، وبين هذا وذاك، تُزهقُ أرواحٌ، ويُسرق اخرون.

إدعاءات لا تختلف تماماً في بطلانها عن خطابات بطل؛ يطل على التلفاز بين الفينة، والفينة، معلناً على الملأ، بلا خجل عن دوامة جديدة من الازمات.

 

البقعة نفسها، تلك التي تهافتت، لتدفن بين أحلامها حقوق الطيبين؛ رسائلهم، بما فيها تلك السطور.

هي عينها، بقعة قررت أن تطلق اخر ما تبقى لها من عزاء، لكي تنأى بعيدا عن منابرهم؛ عرصة تعلم ان يجالس فيها شروط وحدته، ليته يقرا  للاموات سورة الملك، وياسين، وتلكم وصية تعلمها على لسان معلمته؛ تلك التي ابعدته عنها ضرورة المنفى، هي امه، حقيقة لم تمت، كلمات تتوزع مع انفاسها، كما الامهات، طهارة اراد الله لها ان تحيا، لتطهر الأجواء من العفن.

لغة يرتادها المؤذنون، وخطباء الجمعة، وقراء القران، ولكن ليست على نمط هؤلاء الذين يشاركون الملوك صلواتهم.

هي ربما قريبة الى تلك الدموع، تلك التي كانت تراوده، وهو ينتظر حلقة تلفازية لمقدم برنامج يهتف مع القلب، ليستشعر عبره استغاثات المظلومين، وآهاتهم المحبطة. 

هنالك حيث تحط رحالها دموعهم، مساحات الربع الخالي من العمر المسروق، يتطلع اليها، لاستكشاف انهارا تم تجفيفها غصبا، وارضا تم تمزيقها بلا خجل، اوحياء، ذلك بموجب فواتير النفط والغذاء، والتي أعدت على اساس اجتماعاتهم سلفا، لتجاوز حسابات ما زالت مجهولة الملكية، بحسب قوانين الحصانة اللادبلوماسية. 

هي يا صاحبي معادلة، تستنزفنا كل يوم، لعلها تكشف النقاب عن زيف جديد وخطة جديدة.

ولهذا الأمل المرتجى يذهب سدى بوجودهم، ولم يبق الا مواصلة الطريق تعاضدا، مع ذاك الذي عبره أتيح لبطل ذلك النصب، ان يستنشق عبير الحرية،  ولهذا فرض عليه أن يغادر منبر سلطته الملغية.  

هي إبتسامة أطلقها ذات يوم إعلامي ماهر، ليرفع صوته بعد حين استنكارا، لما ترتب عليه ان يخفى بحسب شروط الكاميرا اللاخفية. 

وعليه وبعفوية تامة، قررت عدسة الكاميراالخفية، ان تلفظ أنفاسها الأخيرة، ليست لكي تموت، بل لتعلن عن صور وحقائق اخرى، ولكن بعيدا عن صناديق الإقتراع، وروليت السياسة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=72753
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 01 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19