مما لا شك فيه أن الشعب العراقي يعيش في محنة كبيرة وبلاء عظيم في الوقت الحاضر كما كان في السابق وجميع المعطيات تؤكد ان هذه المحنة لا تنفرج وهذا البلاء لا ينتهي واصبح المجتمع العراقي تعرف هوية أجياله من طبييعة الازمات التي عصفت أو تعصف به بين حين وآخر فلا يكاد يفق من ازمة حتى يدخل في اتون ازمة أخرى لايعرف نهاية لها وهو مجبر على ان يخوض غمارها وحصيلة الشعب في كل هذه الأزمات التي لا ناقة له فيها ولا جمل تدني وضعه العام وفي جميع المجالات ومن سيء الى أسوء ، وهناك دائمآ طبقة من السياسيين أو ممن وضعتهم الظروف في واجهة الأحداث ليعتلوا سدة الحكم أو ممن تآمر خلف الكواليس وفي الغرف المظلمة ليكون في المقدمة . وإذا كانت البلاءات تتوالى على رأس الشعب فلابد من تسويق شعارات تتناسب مع كل بلاء وأزمة لتضفي شرعيتها على الشارع العراقي ليتحمل وزرها ويقتنع بمبرراتها وربما يصل به الحال للدفاع عنها مهما كانت النتائج المترتبة عليها ظنآ منه أنها المنقذة له وهي السبيل للخلاص من محنته وإبتلاءاته . لا نريد أن نخوض في غمار الحقب السابقة فيكفينا منها جراحاتها التي لم تندمل حتى اللحظة ولكن نسلط الضوء على رجالات المرحلة الحالية الذين تبوؤا صدارة المشهد السياسي العراقي في غفلة من الزمن لم يكونوا يتصوروها هم أنفسهم ولم تراودهم حتى في أحلامهم فضلآ عن التخطيط لها والملفت للنظر أن الشعارات التي رافقت هؤلاء الساسة تختلف في مضامينها كل الشعارات السابقة فلم تكن تحاكي الوطنية ولا الإشتراكية ولا القومية ولا المدنية بل تناغمت مع المعتقد الديني والمظلومية ولكن تسارع الأحداث أفصحت عن كل تلك الشعارات البراقة وإبراز حقيقة ومعدن الوجوه التي مسكت زمام الحكم في البلاد . ولكي لانضع انفسنا في موضع سجالات ومهاترات مع هذا الطرف او ذاك وإطلاق الأحكام دون دراية أو يقين ، يتبادر الى أذهاننا وقائع ملموسة ومبرزات واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار ولا منكر لها مطلقآ . كل الوجوه المتصدية للمشهد السياسي العراقي بعد 2003 معروفة الآن بأسمائها ونريد ان نطرح عليها بعض الأسئلة محددة وواضحة ومباشرة بلا دبلوماسية وزيغ وزيف وإلتواء    ومجاملة لأي أسم او عنوان او تأريخ . أيها السياسي (الفلاني)قبل 2003 أين كنت تسكن وماطبيعة عملك  التي كنت تعيش منها وكم تجني من الأموال شهريآ لتعيش وكم هي ملكيتك لغاية 2003 ؟ وأين تسكن الآن وكم تجني من الأموال شهريآ وكم هي أموالك المنقولة وغير المنقولة ؟ والسؤال الأخير لو لم تأتي أمريكا وتسقط صدام اللعين .. أين انت الآن ؟